أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - رَجُلٌ يُعتَمَد أم خُرّاعَةُ خُضرَة ؟














المزيد.....


رَجُلٌ يُعتَمَد أم خُرّاعَةُ خُضرَة ؟


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 4984 - 2015 / 11 / 13 - 09:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتسرّب الإحباط إلى نفوس جماهير الشعب التي طلعت إلى ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات ذات الأكثرية السكانية من المسلمين الشيعة ، المذهب الذي يسيطر على السلطة سياسيون بإسمه ، والمدّعون برفع الحيف الذي لحق بأبنائه في تأريخهم الطويل منذ أن إنقسم المسلمون إلى شيعة وسنة قبل ما يزيد على الألف وأربعمائة سنة . إثنتا عشرة سنة عجافا مرّت وقد بلغ السيل الزبى حتى خرجت جموع المتظاهرين مطالبة بالإصلاحات ، و كان أن إقتنعت الطبقة الحاكمة بكتلها السياسية أن لا مناص من " التغيير " فكان إتفاقها على عدم تجديد ولاية ثالثة لنوري المالكي ، بعد أن حكم العراق لدورتين أمدهما ثمان سنوات أدخل فيها البلاد في مأزق ثلث أرضه محتل من قبل إرهابيي داعش وأكثر من ثلاثة ملايين من أهله مهجرون وخزينته خاوية بعد تبديد ألف مليار دولار . إتفقت الطبقة الحاكمة على " التغيير " ، إستبدال نوري المالكي بحيدر العبادي الذي هو من ذات حزب المالكي وكتلته ، مع بقاء المالكي زعيماً للحزب الذي ينتمي إليه العبادي . فهل كانت هناك نية جدية عند الطبقة الحاكمة في " التغيير " أم كانت مساومات مبيّتة لتسليم مقاليد الأمور إلى العبادي شكلياً بينما تبقى الخيوط بيدهم يشدّون ويرخون حسبما يشاؤون وتتطلّب مصالحهم ؟ وبكلمات أخرى : هل كان العبادي الرجل القادر على تحقيق مطالب الشعب أم أنه عملياً " خُرّاعة خُضرة " ألبسوه كسوة رئيس مجلس الوزراء ليحافظ على مصالحهم إلى أمَد ؟ كلُّ المُعطيات تشير بوضوح أن الطبقة الحاكمة تعرف أنها زائلة بعد حين ، ولذلك فإنها تعمل ما في وسعها لإطالة مدة بقائها في السلطة أطول مدة ممكنة ؛ فمن إحتفاظهم بجنسياتهم للبلد الذي كانوا فيه قبل مجيئهم مع قوات الإحتلال ، وشدة نهمهم في سرقة أموال الشعب بأساليب مبتكرة فاقت كل المقاييس ، وإحتفاظهم بعوائلهم في تلك البلدان ، بل وإحتفاظ بعض منهم حتى بالمساعدات الإجتماعية فيها ، وكذلك شرائهم العقارات وإستثمار أموالهم خارج العراق .

سنة مرّت على تسنّم العبادي موقعه الرسمي ، وهو في دوّامة ، بين الحرب على داعش ، ومكافحة الإرهاب الداخلي ، والفساد المالي والإداري في جميع مرافق الدولة ، ومطرقة جماعة الولاية الثالثة و إنقسام مجلس النواب الذي أصبح العائق لتمرير أي قرار يمكن أن يتخذه . أصدر العبادي قرارات " إصلاحية " جوبهت بالإزدراء من جميع حلفائه المستفيدين من الفساد وسرقة أموال الدولة ، ولم ترَ طريقها للتطبيق ، ووحّدت صفوفهم ضده ، فضَعُف تجاههم وعادوا إلى تناسي خلافاتهم الداخلية مع بعضهم ، وهم الذين كانوا يبتزون بعضهم بالملفات التي يحملونها ، وتوجّهت سهامهم نحوه ، على الرغم من وقوف جماهير الشعب المتظاهرة لإسناده ووقوف المرجعية الدينية العليا في النجف داعمة ومحرّضة له للضرب بيد من حديد على كبار الفاسدين والعابثين بأمن البلاد .

فهل يا تُرى كان العبادي الرجل الذي يُعتمد عليه لإنجاز الإصلاح ووضع البلاد على مسار صحيح ليستقبل مصيراً واعداً أم كان فعلاً خُرّاعة خضرة أوتيَ به لتخدير الشعب بالمناداة بشعارات ثوروية فارغة من المحتوى ؟

ما زالت أمام العبادي فُرصٌ لإثبات جدية توجهه لتنفيذ ما وعد به ، ولو أنه قد فوّت الكثير من الوقت الذي كانت نتيجته تسرّب الإحباط إلى نفوس جماهير الشعب المتظاهرة وخفتت جذوة إندفاعها في التظاهر وكبرت الآمال لدى حيتان الفساد بالتمكّن منه وإزاحته قريباً .

كنا قد وجّهنا رسائل عديدة إلى العبادي ننبهه إلى بيضة القبان التي يملكها " الإتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية " الضامنة لترجيح ميزان القوى لصالح مشروعه ، مهما بان مظهره آنيّاً في غير صالحه . لقد كنا نأمل أن تثمر زيارته إلى واشنطن ولقاؤه بالمسؤولين عن شيءٍ من هذا القبيل ، إلاّ اننا لا نرى مطراً محتملاً لحد الآن من الغيوم المتلبّدة في الفضاء السياسي رغم مرور أسابيع على تلك الزيارة .

نتوجّه مرّة أخرى إلى العبادي ، مُذكّرين ، وهو العالم بأعدائه ، أنهم مجرمون لا يتوانون عن إرتكاب أخس الجرائم لإزاحته وإفشال مشروعه الإصلاحي ، وإن كانت قد فشلت عدة محاولات لإغتياله ، لحدّ الآن ، لكنّهم لا يكفّون عن المحاولة ، فليس هناك وقت كثير لإضاعته .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانونُ البطاقة - الوطنية -
- قُدرَةُ حَيدَر العباديّ
- إحذَروا المُتآمرين
- ثَورَةُ الشّعبِ وحيرةُ العبادي
- قصّتان ؟ لا... بينهما رابط .
- التَدَبُّر ومفتاحُ الحل
- هَل مِن رجالٍ لفجرٍ جديد ؟
- فَلِيَخسأ المُحَرّفون .. ولِيَنتَصر الشُرَفاء
- إمام أبو الخرگ
- إسگينا العَلگم
- رسالة إلى حيدر العبادي
- كَفى تساهُلاً
- أحداثُ تكريت مؤامرَةٌ وليست تصَرّفاً ذاتياً
- عُد إلى الشعبِ يا حَيدر
- حِفظ الأرض والعِرض
- حَدَثٌ و دَرسٌ
- العراقُ بحاجةٍ لثورة
- ما السبيل للخروج من المحنة ؟
- إجتثاثُ بَعث أم فتنة ؟
- كيف السبيل لمكافحة داعش


المزيد.....




- أحمد الشرع يتعهد بتحقيق السلم الأهلي وإتمام وحدة الأراضي الس ...
- إطلاق سراح ثماني رهائن إسرائيليين وتايلانديين من غزة، مقابل ...
- ترامب حول إمكانية قبول مصر والأردن فلسطينيين من غزة: قدمنا ل ...
- بيسكوف: لا اتصال بين بوتين وترامب بشأن حادث تحطم الطائرة في ...
- القائد -الظل-.. من هو محمد الضيف؟ وما هي أبرز محطات حياته؟
- إقبال كبير على المنتجات الروسية.. روسيا تشارك في معرض ليبيا ...
- مبعوث ترامب: إعادة إعمار غزة قد تستغرق 10 إلى 15 عاما
- الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة أم روابة بشمال كردفان
- تقرير يكشف معلومة -غريبة- عن حادث مطار رونالد ريغان الكارثي ...
- -الشبح- الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو محمد الضيف؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - رَجُلٌ يُعتَمَد أم خُرّاعَةُ خُضرَة ؟