|
حقائق عن أورويل / 16
حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)
الحوار المتمدن-العدد: 4983 - 2015 / 11 / 12 - 18:57
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
10. أورويل و تساؤلات معلِّقين اثنين في العدد الخامس عشر من هذه السلسلة ، وردني على الفيسبك تعليق مهم بإسم الست جمالات أبو يوسف (Gamalat Abou Youssef) المحترمة ، و نصه : صحيح الجبهة الشعبية وعلى راسها الحزب الشيوعي اﻻ-;-سباني في ذلك الوقت قد دافعت عن الجمهورية اﻻ-;-سبانية ، صحيح وذلك من اجل الحفاظ على الطبقة البورجوازية الاسبانية وبالتالي المصالح الراسمالية ، اود ان اسال الكاتب هنا ، ما هي مراجعك التي استخدمها في تقديم ما كتبته هنا ؟ هل كان من بين مراجعك كتاب "انتوني بيفور" في كتابه "الحرب في اسبانيا" وهو من اهم المراجع لذلك ، ثم هل كان من بين مراجعك ما كتبه المؤرخ والصحافي البريطاني "بُلوتن" هؤﻻ-;-ء المؤرخين لم يكونوا من "بوم" وﻻ-;- مع "جورج اورويل" وﻻ-;- مع اي طرف في اسبانيا لكن كتاباتهم الموثقة بشكل دقيق ومهني تبين عكس ما تقول, الخيانة من الجبهة الشعبية ، خيانة طبقية مهما حاول البعص تجميلها او تبريرها إنتهى نص تعليق الست جمالات أبو يوسف المحترمة . و سأقسم إجابتي عليه إلى قسمين . أ. التوثيق التاريخي للحرب الأهلية الإسبانية من المعروف أن الضابط البريطاني "أنْتُني بيڤ-;-ر" (ِِAnthony Beevor) هو مؤرخ عسكري أشتهر بانحيازه المكشوف للإمبريالية (في كتابيه عن ستالينغراد و حصار برلين يتحول إلى داعية نصف نازي) ، و هو – مثل أورويل و من لف لفه من خدم الإمبريالية – أبعد ما يكون عن الدقة و المهنية ، لوقوفه دوماً مع الطرف المعادي للشيوعية حتى لو كان نازياً ، علماً بأن خلفيته هي عسكرية و ليست أكاديمية . أما كتابه : "المعركة من أجل إسبانيا" (The Battle for Spain)) ، فيعاني من نواقص منهجية جدية بسبب مقاربته التاريخ ليس اجتماقتصادياً ، بل سياعسكرياً ، و على نحو انتقائي خانق ، دون تبيان المعيار المُتبع من طرف كاتبه في تضمينه لبعض الأحداث بعينها و في استبعاده لغيرها (مثال : لا نسمع فيه عن لوركا إلا عندما يستشهد !) ؛ علاوة على كون انسيابية السرد فيه مشوشة . كما أن وصفه للشخصيات – مثل فرانكو – و للأحداث التاريخية بصورة عامة يعوزه العمق تماماً لأن بيڤ-;-ر غير قادر على الغوص إلى الأسباب التي جعلت الأحداث تأخذ ماجرياتها الحاصلة دون غيرها من الماجريات ، علاوة على عدم قدرته على وصف الأثر و التأثير القائمين بين الإحداث و التطورات التاريخية السابقة و اللاحقة و الربط بينها . أما كتاب التاريخ المشهود له بالدقة و التوازن بما لا يقاس ، فهو – من بين عدة كتب أخرى – : "الحرب الأهلية الإسبانية" (The Spanish Civil War) (1961 ، و آخر طبعة منقحة له تعود لعام 1986 ) للكاتب و المؤرخ البريطاني الكبير هيو توماس (Hugh Thomas) الذي يتميز - فوق موضوعيته - بمداه الأشمل (1120 صفحة) ، و بربطه الجدلي العميق بين الأسباب و النتائج . و قد فاز هذا الكتاب بجائزة سومرست موم لعام 1965 ، كما حصل مؤلفه على العديد من أرفع الجوائز الأكاديمية و المداليات التقديرية الفرنسية و الإسبانية و المكسيكية . أما "بُلوتن" فأعترف بأنني لا أعرفه . و بخصوص نص ميثاق الجبهة الشعبية الموقع من طرف كل أطرافها بضمنهم قادة بوم ، فقد سبق و أن أوردتُ مصدره في نفس المقالة ؛ و مثله المصدر لوصف أورويل لما يخرف بكونها "دولة العمال" في قطلونيا . أما وصف أحداث تمرد مايس في برشلونه ، فقد اعتمدت على عدة مصادر ، ذكرت بعضها سابقاً ، و منها كتاب هيو توماس المذكور أعلاه ، و كذلك : Robert Colls (2013) George Orwell: English Rebel. Oxford: Oxford University Press. ب . البرجوازية و الرأسمالية في إسبانيا خلال الحرب الأهلية الصيغة الواردة في هذا التعليق توضح عدم الاطلاع على حقيقة الوضع الإقتصاجتماسي لإسبانيا خلال الفترة 1850-1930 . كما أنها متعلقة بتوضيح أسباب تأخر التطور الرأسمالي في إسبانيا لحوالي القرن من الزمان عن انجلترا ، و الذي بدونه لا يمكن فهم أي شيء عن طبيعة التطورات السياسية في إسبانيا خلال الفترة أعلاه . و كنت قد تطرقت باختصار لهذا الموضوع سابقاً ، عندما بيَّنتُ بأن إسبانيا كانت قبل الحرب الأهلية (1936-9) بلداً زراعياً متخلف الانتاجية بالدرجة الأولى و ليس بلداً صناعياً ؛ و هو ما يعني أن الصراع الطبقي الأساسي الدائر فيه ما كان بين العمال و الفلاحين من جهة و البرجوازيين الرأسماليين من جهة أخرى مثلما عليه الحال في بريطانيا و فرنسا و ألمانيا ؛ بل هو بين الطبقة الأرستقراطية و ملاك الأراضي و الكنيسة الكاثوليكية ( و هي الطبقات الرجعية التي قضت عليها – في فرنسا مثلا – الثورة الفرنسية خلال الفترة 1789 - 1799) و ضباط الجيش من جهة ، و العمال و الفلاحين و البرجوازيين الصغار من جهة أخرى . أين هم البرجوازيون الكبار و الرأسماليون على أي من الجانبين المتصارعين هنا ؟ هل نحن هنا إزاء الكلام الإنشائي الذي يحاول فرض الرأسمالية من فوق بدون وجود ثورة صناعية على الأرض ، أم أن الأمانة التاريخية تستوجب علينا الإلتزام بالوقائع القائمة على الأرض ؟ لنقرأ هذا الكلام العلمي عن طبيعة و مدى تطور الاقتصاد الإسباني خلال القرن التاسع العشر و حتى منتصف القرن العشرين : DEVELOPMENT OF THE ECONOMY Economic historians generally agree that during the nineteenth century and well into the twentieth, at a time when Western Europe was engaged in its great economic transformation, Spain "missed the train of the industrial revolution." Much of the chronic social and political turmoil that took place in Spain during this period can in large measure be attributed to the great difficulties the country encountered in striving for economic modernization. Throughout this period, Spanish social and economic development lagged far behind the levels attained by the industrializing countries of Western Europe. Spain s economic "take-off" began belatedly during the 1950s and reached its height during the 1960s and the early 1970s. .. At the beginning of the twentieth century, Spain was still mostly rural-;- modern industry existed only in the textile mills of Catalonia and in the metallurgical plants of the Basque provinces. Even with the stimulus of World War I, only in Catalonia and in the two principal Basque provinces, Vizcaya and Guipuzcoa, did the value of manufacturing output in 1920 exceed that of agricultural production. Agricultural productivity was low compared with that of other West European countries because of a number of deficiencies--backward technology, lack of large irrigation projects, inadequate rural credit facilities, and outmoded landtenure practices. المصدر : http://countrystudies.us/spain/50.htm الترجمة [الأقواس من عندي] : التطور الاقتصادي بصورة عامة ، يتفق المؤرخون الاقتصاديون على أن إسبانيا قد "فاتها قطار الثورة الصناعية" خلال القرن التاسع عشر ، و إلى حد بعيد خلال القرن العشرين عندما كانت أوربا الغربية قد انغمست في تحولها الاقتصادي العظيم . و يمكن عزو الكثير من الاضطرابات الاقتصادية و السياسية المزمنة التي حصلت في إسبانيا خلال تلك الفترة إلى المعضلات الكبيرة التي واجهها البلد في كفاحه من أجل التحديث الاقتصادي . فطوال هذه الفترة ، كان التطور الاجتماعي و الاقتصادي متخلفاً بمسافة بعيدة وراء المستويات التي حققتها الدول الصناعية في غرب أوربا . و لم يبدأ "الإقلاع" [الرأسمالي] للاقتصاد الإسباني إلا متأخراً خلال الخمسينات من القرن العشرين ، ليصل إلى التحليق خلال الستينات و بداية السبعينات من القرن العشرين ... في بداية القرن العشرين ، كانت إسبانيا ما تزال بلداً زراعياً في الأغلب ؛ و لم تتواجد الصناعة الحديثة سوى في معامل النسيج في قطلونيا و في معامل التعدين بمقاطعات الباسك [ أي في أجزاء من إقليمين صغيرين اثنين من أصل 19 إقليماً ] . و حتى مع حافز الحرب العالمية الأولى [ التي لم تشارك إسبانيا فيها ] ، لم تتجاوز قيمة الإنتاج الصناعي قيمة الإنتاج الزراعي إلا في قطلونيا و مقاطعتي الباسك الرئيسيتين : "فزكايا" و "جويبوزكوا". و كانت الإنتاجية الزراعية متدنية مقارنة ببلدان أوربا الغربية بسبب جملة من مسببات العجز – تخلف التكنولوجيا ، نقصان مشاريع الري الضخمة [ رغم تعرض إسبانيا الدوري لسنوات الجفاف ] ، عدم ملائمة تسهيلات القروض الزراعية ، و تخلف ممارسات ملكية الأراضي . انتهت الترجمة . ب . الجمهورية الإسبانية و الجبهة الشعبية و الحزب الشيوعي الإسباني هذا الموضوع مهم جداً لكونه المحل الذي يزيف فيه أعداء الحقيقة الوقائع عبر التلاعب المفضوح بالعبارات . لا يختلف أحد في أن هناك فرقاً شاسعاً بين الجمهورية المنتخبة ديمقراطياً و بين الثورة الاشتراكية . كانت الجبهة الشعبية تضم تسعة تجمعات سياسية اكتسبت شرعيتها في الحكم من خلال طرحها على الشعب برنامجاً تقدمياً إصلاحياً - يستبعد الإجراءات الاشتراكية بالحرف الواحد - فازت بموجبه في الانتخابات الديمقراطية و أصبحت مسؤولة أمام ناخبيها عن تطبيقه . هذا البرنامج مثّل ميثاق الجبهة الشعبية الحاكمة ، و الفرق بين الإخلاص و الخيانة للجمهورية و الشعب ( و ضرورات كسب ثقتهم في الانتخابات اللاحقة ) لا يتمثل إلا بالالتزام بهذا الميثاق أو الانقلاب عليه . نحن نتكلم هنا عن جمهورية برلمانية ديمقراطية و ليس عن "دولة العمال" المزعومة . و لتقريب الموضوع ، لنقارن حكومة "الجبهة الشعبية" الإسبانية هذه (1936-9) بحكومة "الوحدة الشعبية" في تشيلي (1970-3) لسلفادور أللندي الذي وقع على تعهده بالالتزام بالدستور التشيلي الذي صعد بموجب بنوده للحكم و طفق في تطبيق برنامجه الإنتخابي التقدمي الإصلاحي . هنا أي جهة تتهمه جزافاً بخيانته لقضية العمال "الطبقية" ستكون هي الجهة الخائنة لكون برنامجه الإنتخابي الذي تم التصويت له عليه هو برنامج تقدمي إصلاحي و ليس برنامجاً اشتراكياً . في الحالتين لدينا تشكل حكومة جمهورية ديمقراطية تقدمية و ليس ثورة اشتراكية ، و في الحالتين لدينا انقلاب عسكري مدعوم خارجياً ضدها . الفرق أن عساكر انقلاب بينوشيت في تشيلي سيطروا على مقاليد الحكم بنفس يوم الانقلاب ، في حين أن انقلاب فرانكو – الذي كان يتصور أنه لن يستغرق أكثر من أسبوع واحد للإطاحة بحكومة الجبهة الشعبية للجمهورية الإسبانية - لم تستجب له الوحدات العسكرية إلا في نصف إسبانيا ، فبدأت عندها الحرب الأهلية الإسبانية . السؤال هنا : ما هو واجب الأحزاب المؤتلفة في الحكومة الإسبانية تجاه هذا التحدي السافر للشرعية الديمقراطية-الدستورية من طرف عساكر الانقلابيين ؟ هل هو التمرد المحلي ضد الحكومة الشرعية المنتخبة مثلما فعلت بوم في برشلونة (لم تكن بوم في حينها هي القوة السياسية التي تسيطر على الحكومة المحلية المنتخبة في قطلونيا) أم الالتزام بميثاق الجبهة الموقع عليها ؟ الجواب واضح . و لا بأس من التثبيت هنا بأن بوم كان أحد أضعف الأحزاب اليسارية في قطلونيا ، و هذا ما يصر أورويل و بيفر على عدم ذكره أبداً . أما أقوى الأحزاب اليسارية في قطلونيا بلا منازع في حينها فهو "حزب اليسار القطلوني" (ERC) الحاصل على (22) مقعداً في البرلمان ، أي على أكثر من عدد مقاعد الحزب الشيوعي الإسباني البالغة (14) مقعداً ؛ و يليه في قوة التمثيل الانتخابي "حزب العمل القطلوني" (AC) و له (5) مقاعد ؛ ثم حزب الاتحاد الاشتراكي القطلوني (USC) و لديه (3) مقاعد ؛ و الحزب البروليتاري القطلوني (PCP) و له مقعد واحد فقط . أما بوم ، فلديها أيضاً مقعد واحد فقط . السؤال هو : لماذا تنتأى كل هذه الأحزاب التقدمية القطلونية الكبيرة بنفسها عن "دولة العمال" القطلونية لبوم التي يخرف بشأنها أورويل ، أليسوا كلهم شركاء معها في جبهة واحدة ؟ و كيف نعقل أن من له مقعد واحد في البرلمان من حقه أن يقيم دولة مليشياوية خارجة عن سلطة القانون في إحدى مدنها مستغلاً بدناءة انشغال قوات الحكومة في الحرب الأهلية ، ليزعم بعدئذٍ : إما أن تتركوني أحكم مثلما أريد خارج القانون ، أو أن أتهم كل أحزاب الحكومة الشرعية للجبهة الشعبية الحاصلة على (283) مقعداً برلمانياً بالخيانة لقضية العمال الطبقية بطعني من الخلف ، كائناً ما كان الدور المجيد لهذه الأحزاب في الحرب الأهلية المستعرة ضد الفاشيين ؟! أي منطق أهوج هذا ؟ و مَنْ هو الذي يخون مَنْ هنا ؟ المصدر: Payne, Stanley G. (2006) The collapse of the Spanish Republic, 1933-1936: origins of the Civil War. Yale University Press من الواضح أن حكومة الجبهة الشعبية الاسبانية قد ضمت أحزاباً و منضمات شتى ، منها الجمهوري و الاشتراكي الديمقراطي و الشيوعي و البروليتاري و النقابي و الأناركي التي لها أجنداتها الخاصة ، و التي تنقصها تقاليد العمل الجبهوي التضامني المشترك ، و هو ما انعكس سلباً على تصرفات الجيش و الشرطة و القواعد التابعة لها . و قد كان لكل هذه الأحزاب ما لها و ما عليها خلال الحرب الأهلية ؛ و من المعلوم أن الحرب هي دوماً لعبة قذرة و مدمرة . المعيار الأساسي لإطلاق الأحكام عليها هنا هو مدى إخلاص كل طرف لميثاق الجمهورية الشرعية للمتشاركين تحت خيمتها في الصراع المركزي الوجودي المسلح ضد الإنقلابيين . و ليس صحيحاً أبداً الزعم بأن الحزب الشيوعي الإسباني "كان على رأس الجبهة الشعبية" . هذا الزعم هو أبعد ما يكون عن الواقع لأن ترتيبه كان الخامس في انتخابات شباط ، 1936 . كان قائد الجبهة الشعبية هو "حزب العمال الاشتراكي" و له (88) مقعداً في البرلمان ، و يليه حزب اليسار الجمهوري و له (79) مقعداً . و لم يكن للحزب الشيوعي الإسباني في آخر حكومة جمهورية سوى وزيرين أثنين من أصل عشرين وزارة . أما التعليق الثاني للأستاذ جاسم الزيرجاوي المحترم ، فزبدته هي : أ. هل أنا "متأكد في أسبانيا لم تكن الثورة البرجوازية قد أخذت مداها بعد : ما هو هذا المدى لطفا" . ب. أن "سؤال يعقوب : ما مصدر هوس حسين علوان حسين بالفئران؟ بحاجة الى جواب" . ت. أن "محاولة ربط الروائي الكبير أورويل مع البعث العراقي محاولة بائسة جدا" . و قد أجبت على الفقرة (أ) ، في معرض الإيضاح للست جمالات المحترمة أعلاه . أما "الهوس بصدد الفئران" في (ب) ، فهو يعود لأورويل و ليس لأحد غيره . و قد كان بإمكان الأستاذين إبراهامي و الزيرجاوي المحترمين مطالعة ما يثبته عنه كاتب سيرته الرسمي "برنارد كريك" بهذا الخصوص عندما يقول : نص برنارد كريك : "كان [أورويل] مهموماً بالفئران أكثر من الرصاصات : " إذا كان يوجد شيء واحد أكرهه أكثر من أي شيء آخر فهو الفأر الذي يعدو فوقي في الظلام . مع ذلك ، فقد نلت الرضا بضرب واحد منها ضربة قوية جعلته يطير في الهواء ." و قد أضاف بوب إدوردز قليلاً على هذا أو على حادثة مشابهة . "كان لديه رهاب الفئران . نحن كنا قد اعتدنا على الفئران حيث كانت تقرض جزمنا ليلاً ، و لكن ما كان بإمكان جورج [ أورويل ] اعتياد تواجد الفئران البتة . و في أحد الإيام ، في ساعة متأخرة من المساء ، فقد تسبب لنا في إحراج عظيم أسفر عن خسارة مواد و تجهيزات ثمينة جداً . كان أحد الفئران الشديد الولع بالمغامرة قد أزعج جورج لبعض الوقت ، مما دفعه لاستخراج بندقيته و الرمي عليه . و لكن تفجر الرصاصة داخل محبس ملجئه ترددت أصداؤه لما بدا أنه على امتداد الجبهة بأكملها ؛ و عندها ، فقد باشر طرفا كل الجبهة بالرمي . ثم بدأ القصف المدفعي ، فأخرجنا الدوريات ، و لعلعت أوكار الرشاشات . و في النهاية ، فقد انهدم بيت مطبخنا ، مع الباصين اللذين كانا قد جلبا جنودنا الاحتياط . " انتهى . هذا هو هوس أورويل المغوار في إعدام الفار بإطلاق النار ! أما بخصوص الفقرة (ت) ، فقد كان الأستاذ الفاضل علاء الصفار قد تداخل مشكوراً بتعليقه الذكي الذي يُلاحِظ فيه : " بتاريخ اسبانيا اجد تشابه او تساوي دور البعث ببوم ودورها في تخريب جبهة الاتحاد الوطني والهجوم على الجمهورية الوطنية " . و قد أيدت ملاحظته هذه لما هو ثابت من خيانة بوم للجبهة الشعبية الإسبانية حسبما أسلفت بالتفصيل ، مثل خيانة البعث لجبهة الاتحاد الوطني العراقية ، بل و لكل جبهة اشترك فيها طوال قوادته السياسية . و كلما كانت الخيانة تتأسس على المتاجرة بالشعارات اليساروية الخيانية ، كلما كانت قباحة التخريب أشد . قارن بين النص التالي للميثاق الذي وقع عليه حزب البعث عام 1957 و بين جرائمه الرهيبة من 1963-2003 : " دعوة جماهير الشعب والعاملين في الحركة الوطنية الى الوحدة ونبذ الخلافات ورص الصفوف والتعاون ... لأطلاق الحريات الدستورية والغاء الاحكام العرفية واطلاق سراح السجناء والموقوفين السياسيين واعادة المدرسين والموظفين والمستخدمين والطلبة المفصولين لأسباب سياسية" . و بالمناسبة ، فقد كنت أنا واحداً من عشرات المدرسين العراقيين المنقولين لدواعي سياسية من التدريس إلى دوائر أخرى و ذلك بموجب أمر إداري صادر عام 1979 بتوقيع المقبور طه ياسين رمضان عضو القيادتين القومية و القطرية لحزب البعث . و هو ما يثبت أن تواقيع الساسة الانتهازيين على المواثيق الجبهوية هي للاستهلاك التجاري الخياني مرحلياً ليس إلا ؛ سواء كان الموقع هو حزب البعث عميل السي آي أي و المخابرات البريطانية و شيوخ الكويت ، أم بوم عميلة الفاشية و المخابرات البريطانية . يتبع ، لطفاً .
#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)
Hussain_Alwan_Hussain#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حقائق عن جورج أورويل / 15
-
حقائق عن جورج أورويل / 14
-
نوط الشجاعة
-
حقائق عن جورج أورويل / 13
-
عفاريت لسع الخصى
-
حقائق عن جورج أورويل / 12
-
ذكريات شيوعي عراقي : كاظم الشيخ / 5
-
حقائق عن جورج أورويل / 11
-
حقائق عن جورج أورويل / 10
-
قصة حجب عصام الخفاجي لتعليقي
-
حقائق عن جورج أورويل / 9
-
حقائق عن جورج أورويل / 8
-
حقائق عن جورج أورويل / 7
-
حقائق عن جورج أورويل / 6
-
حقائق عن جورج أورويل / 5
-
حقائق عن جورج أورويل / 4
-
حقائق عن جورج أورويل / 3
-
حقائق عن جورج أورويل / 2
-
حقائق عن جورج أورويل / 1
-
فورة الواهس في اللغو اليابس : مالوم أبو رغيف نموذجاً
المزيد.....
-
-حل العمال الكردستاني مقابل حرية أوجلان-.. محادثات سلام مرتق
...
-
عفو «رئاسي» عن 54 «من متظاهري حق العودة» بسيناء
-
تجديد حبس المهندس المعارض «يحيى حسين» 45 يومًا
-
«نريد حقوق المسيحيين» تظاهرات في سوريا بعد إحراق «شجرة كريسم
...
-
متضامنون مع المناضل محمد عادل
-
«الصيادون الممنوعون» في انتظار قرار مجلس الوزراء.. بشأن مخرج
...
-
تيار البديل الجذري المغربي// في خدمة الرجعية يفصل التضامن م
...
-
جريدة النهج الديمقراطي العدد 585
-
أحكام ظالمة ضد مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني والجبهة تند
...
-
السيد الحوثي: العدو اعتدى على متظاهرين بسوريا واطلق عليهم ال
...
المزيد.....
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
المزيد.....
|