أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - محمد البورقادي - غشاء البكارة وتمثلات المجتمع ..














المزيد.....

غشاء البكارة وتمثلات المجتمع ..


محمد البورقادي

الحوار المتمدن-العدد: 4983 - 2015 / 11 / 12 - 15:13
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    



في مجتمع منفتح على ثقافات أخرى ..وفي عصر معولم منمط يحطم التقاليد والأعراف يوما بعد يوما ..حيث أصبح ما عهد عليه يتلاشى بوقع صدى هاته الثقافات التي تجوب العالم بأسره ..وتحقنه بمبادئ أخرى تنتصر للحرية والإنفتاح والمدنية والعلمانية والإستهلاكية اللحضية وبقيم جديدة تدفن معها ثرات المجتمع المحلي مبدلة إياه بآخر كوني أكثر شمولية واتساعا ..ومخترقة بدينها الجديد أديان السماء ..وجالبة معها الحضارة المزعومة والضوء الباهر الذي ينسحق لوهجه ضلام الدين الحقيق والنهج السوي والأخلاق والإنسانية والشرف والنقاء والبكارة والعفة ...
مجتمعنا الآن قد لا يتقبل بنت غير عذراء كيف ما كانت دواعي فقد هاته العذرية سواء كانت نتيجة اغتصاب أو عادة سرية أو كان سببها بيولوجي فنسبة لا بأس بها من النساء تولد بدون هذا الغشاء ..وكل تلك الدواعي تجعل من الفتاة عرضة للقلق والتوتر ..وفي تردد وخشية من أن تفقد رمز شرفها بأي وجه كان ..فهي تعلم مسبقا أن تمتلات الشرف في المجتمعات النامية لا تتجاوز في المقام الأول عذريتها والتي تتحدد بعدها باقي الخصال من الأخلاق والدين ..وبالتالي ففقدها لعذريتها بسبب ضاهر لها الدخل فيه أو بآخر باطن لا تملك حياله شيئا يفقدها حرمتها وينقص من وزنها الإجتماعي ..وأقصد بالوزن الإجتماعي هو مقدار ما تحمله هاته الفتاة كرأسمال أخلاقي يضمن لها قبولا اجتماعي في وسطها الخاص والعام ..وبما أن مقدار التقبل يأخذ من الشرف كمفهوم مادي معيار أساسي للتقييم فخسارته يفضي للتضحية بماء الوجه وغضب الجمع ..وكلما كان هذا الجمع محافضا وتقليديا كلما زاد غضبه وقدحه على من فرط في هذا المفهوم المادي ..وبما أن ساكنة البوادي هم من أكثر الناس محافضة وتزمتا وتشبتا بقيم الجدود وأعرافهم فنظرهم إلى الشرف أشد قسوة وما يزيد في قسوته أكثر هو جهلهم حتى بضرورات هذا المنطق وماهيته ..فقد تجد أحيانا من الذكور من إذا دخل بزوجته ولم يجد للدم أثرا ..انقطع عنه عقله وجن عليه النهار ..فليته اتهم الزوجة بأنها تيب ووقف عند ذلك ..بل يصب عليها جام غضبه ..فمنهم من هم بالقتل ومنهم من أنكل بالضرب ولا يكاد يفيق من غيبوبته ويستكين عصفوره حتى يقود الزوجة إلى الطبيب ويكشف عليها ويتبث الكشف أنها بكرا وليست بالتيب ..حينها يهدأ روعه بعد هول ما فعل ..وهذا هو الجهل بعينه ..فمن قصّر نظره على زاوية واحدة ووحيدة لم يرى شيئا إلا منها ..فتُحد نظرته وتُسلب عمقها فترميه في ما لم تحط به خبرا كالتائه في الصحراء..وهذا حالنا نحن حينما نجمد فكرنا ونحصره في منحى واحد ..فكم من جريمة شرف ارتكبت في حق نساء بريئات بسبب فرط سرعة رد الفعل ..وكم من بيت هدم بسبب سوء الفهم أو الجهل بالفهم ..فمن علم بالخفي لم يسرع في المضي ..ومن تعجل بجهله حرم من صوابه ..
وليس العيب في من أخطأت في طيش نزوة فانتهكت عذريتها ولكن العيب في من تخفي الفعل عن الزوج قصد الضفر به ..فذلك تدليس وكذب وجبن ونفاق لافت ..فقد يتقبل من أرادك زوجة سوء فعلك وقد يعفو عنك شرط قول الحق منذ البدأ ولالتزام الصدق فقد جبلت النفوس على حب الصراحة وإن كانت علقما ولكن لا يستطيب للخداع والتستر بحال ولن يرضى به ..والجبن أن تهم الخاطئة بفعل الترميم أو الترقيع إن صح القول لتهرب من شقائها ظنا منها أن ذلك سيسعدها في القادم من الأيام ..فما بني على الباطل فهو باطل ..ولاتعلم أن ذلك هو ما سينغص عليها طيب العيش مع الشريك لأن النفس جبلت على الإحساس بالذنب لاقتراف السوء والشعور بالنقص والتقصير في حق من ضُيّع حقه ..وهذا كاف لهز السعادة وخلخلة الإستقرار والطلب للحسرة وتأنيب الضمير ..وأنتِ في غنىً عن ذلك كله ...فلا تحزني على نفسك إن أخطأت يوما ولا تظني فعل الزواج لن يتم إلا بعمل الرُّقَع ..وابتغي الصراحة في القول والفعل فذلك يورث راحة البال وهدوء الضمير وزنة النفس ..ومن أرادك كما أنت فمرحبا وإلا فالحياة أكبر وأرحب ..ومن أخلص بنيته سيق إليه المراد ولو بعد حين ..ولأن يأتي بعد حين على إخلاص ووفاء وصدق خير له من يأتي عاجلا على مكر وبهتان فلا تطيب معه حال ولا يرتاح معه بال ..
وقد يلجأ بعض الأهل إلى ما يسمى بالتقاف عند المغاربة ..وهو فعل يراد به حفض الفتاة من الإختراق إلى أن يحين موعد الزواج فيقوم القائم بفعل التقاف بفكه عن حامله ليتم الدخول كما يراد ..وهذا النوع يرجع إلى معتقدات المغاربة في الشعوذة وإيمانهم بأن التقاف يحمي الفتاة من الوقوع في المحضور.. بل يجمد شهوتها التي لا تعود تثار بأي داع من دواعي إتارثها ولا يزول أبدا مفعوله إلا بفكه من من قام به فإن توفي أو ماشابه بقي حال الفتاة في التخدير طول الحياة .. وهناك أيضا ما يسمى پالتباريد ..هذا الأخير لا يتسلزم الإنحلال منه وهو أخف ضررا من الأول ويقتضي هو الآخر تقييد الشهوة وتحصين مكان الدخول لكي لا يدخله داخل ..
ولمن أراد قول القانون ..فله في عقد القران أن يشترط في الزوجة أن تكون عذراء فإن وجد غير ذلك حين الدخول رفع دعوى قضائية وطلب تعويضاته من المحكمة ..ولا ينصح بذلك فالشك في البدأ قد يورث العداوة والحقد.. وإنما الأحرى اتقاء مواطن الشبهة بالنية الحسنة ..ومغالبة حسن الظن والتقة على الطعن والإتهام ..فكم من ضغط ولد احتقانا فصعب معه إتيان المراد بعد الزواج ..
فمن صورح بالخفي وابتغى التستر فله الأجر ..وإلا فليصمت ولا يذع في العامة ما يجب كتمه ..فتلك أسرار يضطرب بفضحها بناء المجتمع
والعفو والصفح لا يخلو في من يدين بدين التسامح واللين ..وليعلم أن بناء الصرح لا يُحصر بذلك فقط ..بل هناك معايير أكثر نفعا كالأخلاق والدين والثقافة والوعي ..ولذلك فمن استطاب شخص بعينه واستحسنه لما بدر له منه فلا يزعم فقده لأيسر الدواعي ..ولا يزعم أن ذلك أساسه.. وليعذر كما عذر نفسه من قبل ..أو إن صح القول كما عذره المجتمع من قبل ..



#محمد_البورقادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إباحة الإجهاض وتسوية حضوض الميرات..
- الإشاعة ودَوْرُ دُور النشر..
- مسألة التثليث عند المسيحيين ..
- تأملات في عالم الحياة ...
- في العزوف عن الزواج ..
- أغنياء المغرب..
- المدارس الخصوصية ..
- الباعة المتجولون أو -الفرّاشةّ-
- جحد المعروف ..
- عالم الفيسبوك..
- البرهان على وجود الله..
- عصر الغفلة..
- إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى
- أيام الغفلة..
- سرحت بنظري في القبور ..
- سرحت بنظري في السماء
- سرحت بنظري في نفسي
- سرحت بنظري في الدنيا
- سرحت بنظري في جنة الأرض
- نظرة في زمن الجسد المستباح..


المزيد.....




- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - محمد البورقادي - غشاء البكارة وتمثلات المجتمع ..