بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 4982 - 2015 / 11 / 11 - 23:49
المحور:
القضية الفلسطينية
سنوات مرت على أفول الراحل ياسر عرفات رمز منظمة التحرير الفلسطينية بعد سنوات من الكفاح المسلح والتجربة السياسية القاسية عبر طريق المفاوضات الشاق.مسيرة الراحل بدأت من مصر بعد أن تزعم إتحاد الطلبة الفلسطنيين في جامعة القاهرة، ليبرز كقيادي محترف لجماهير طلابية كانت تتبني الكفاح الفلسطيني من مصر . التاريخ يجعل من مسيرة الرجل تتواتر تصاعديا بعد هزيمة قاسية تلاقها العرب في الستينات ضد إسرائيل وتهاوي المد القومي العربي أمام ضربات الآلة الحربية الإسرائيلية التي عمقت الجراح بإحتلال سيناء والجولان والضفة الغربية المعروفة بأراضي 67 . وثب الزعيم الفلسطيني وقرر فصل الكفاح الفلسطيني عن سجلات عربية عقيمة تدور في فلك المؤامرة، سطع نجم فدائي عرفات وحركة فتح التي كانت نواة تجمعت من حولها فصائل فلسطينية ذات مشارب إيديولوجية متفرعة على غرار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الفصيل النجم في منظمة التحرير في السبعينات.ثلاث عقود من القتال في الأردن ولبنان قبل إجلاء المنظمة من الشرق بإتجاه تونس... الطريق كان طويل لم يخلو من الخلافات والتفكك الداخلي والإختراقات المخابراتية لدول عربية وغير عربية داخل المنظمة، ياسر عرفات كان ذو حس أمني رفيع وعنصر حيوي في ديمومة القضية الفلسطينية في بعدها المسلح وعند إلقاء البنادق كان الرجل وفي لخطابته وذو أسلوب إنساني ومناضل.
اليوم وقد مرت 11 سنة من إغتيال الرجل الذي حوصر بإجحاف من طرف الجيش الإسرائيلي ومن كانوا محيطين به يعلمون أن مكتب عرفات وحرسه الخاص كانوا مخترقين حتى النخاع من الشاباك ومديرات المخابرات في الموساد، ملف الإغتيال لا يزال حساس في الدوائر الإسرائيلية التي تبقى وفية لتقاليد السرية ودفاعات معلوماتية حذرة تجاري بها الشارع والعلاقات الإقليمية والدولية. لكن الثابت وفي أكثر من تصريح أن إسرائيل لم تحاول فقط إغتيال عرفات في لبنان كما صفت أبو حسن وخليل الوزير في تونس وإنما تعقبت حتى عبد الناصر في إفريقيا وصدام حسين في التسعينات.عرفات إغتيل عبر مراحل وبشكل محترف من خلال هزات صحية مفاجأة وتقرير طبي في المستشفى العسكري من باريس الذي رجح أن السم قد دخل جسده قبل فترة وفاته بمدةن طبعا التحاليل حولت إلى سويسرا وهناك فقدت آثار الملفات الطبية وعلقت الجريمة على مجهول.
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟