أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالله عبداللطيف المحامي - الإستبداد في فكر الإخوان المسلمين














المزيد.....

الإستبداد في فكر الإخوان المسلمين


عبدالله عبداللطيف المحامي

الحوار المتمدن-العدد: 1363 - 2005 / 10 / 30 - 12:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تروج جماعة الإخوان المسلمين هذه الأيام – في إطار الحملة لإنتخابات مجلس الشعب في مصر – مجموعة من الأفكار المزيفة ، ويقدمون أنفسهم كحماة للديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية ، وفي الوقت نفسه يقحمون الدين في معترك السياسة والإنتخابات ، وليس من سواهم متحدثا رسميا بإسم الدين وبإسم الله ورسوله ، ومن ثم فقد إحتكروا صكوك الغفران يمنحوها لمن يرضوا عنه ويحجبوها عن من خالفهم في الفكر وفي الرؤي .
من هنا يتضح مدي الزيف والكذب في مضمون خطابهم ، وأنهم ألد أعداء الديمقراطية ، وهم لا يؤمنون حقيقة بالتعددية ، ولا يعترفون بالآخر في حقيقة الأمر ، إذ يؤمنون بالدولة الدينية ، علما بأن الإسلام لا يعرف الدولة الدينية ، ولكنهم يوهمون الناس بشعارات دينية وصولا إلي هدفهم الحقيقي ألا وهو الحكم ، ولا يطرحون برامج حقيقية نستطيع أن نناقشها ونختلف أو نتفق حولها ، .
ومجرد طرحهم فكرة الدولة الدينية فهي في الأساس فكرة إستبدادية ، إذ أنهم حين يحكمون سيحكمون بإسم الدين ، ومن يستطيع أن ينازعهم وهم الحاكمون بما أنزل الله ، من وجهة نظرهم ، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ، هنا بيت القصيد ، حاكم يعتبر نفسه ظل الله في الأرض ، وكافة قراراته وتشريعاته وسياساته إنما صدرت عنه بإسم الله ، ماذا بقي لنا حتي نتداول فيها قبولا أو رفضا ، حاكم لا يحكم بإسم الشعب ولا بإسم الأمة وإنما بإسم الله ، وكأن الله – عز وجل – قد أصدر إليه توكيلا بالحكم نيابة عنه ، دون باقي المؤمنين به ، ماذا تنتظرون منه ؟ الديمقراطية حينئذ ستكون رجس من عمل الشيطان فإنها بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، والبديل الشرعي لها ما يسمي بالشوري ، والشوري لن تكون إلا مع أهل الحل والعقد ، وأهل الحل والعقد ليسوا إلا جماعتهم ورموزهم من يختارهم الحاكم ويطمئن إليهم يعني من الآخر هم أهل الثقة .
وهم يروجون ما ينادون به من تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية التي تصلح للتطبيق في كل زمان ومكان ، حيث لم تترك كبيرة ولا صغيرة إلا وأتت بها ، ونسوا أو تناسوا حقيقة الأمر ، وما ورد عن الرسول أنتم أعلم بأمور دنياكم ، وأن القرآن جاء في بعض الأمور بأحكام تفصيلية كالميراث والزواج والطلاق مثلا ولكن لم يأت بتفاصيل كل الأمور ، وألا فقل لي كيف نحدد سعر الصرف للعملة الوطنية ؟ وكيف نعالج حالة التضخم ؟ وأمور أخري كثيرة .
ناهيك عن الإخوان المسلمون الذين يحلمون بالإستبداد بالحكم بإسم الدين يروجون بشعارات تشد عامة الناس مثل تطبيق أحكام الشريعة .. ولو راجعنا مثلا قوانين الأحوال الشخصية تجدها جميعا مستمدة من أحكام الشريعة .. القانون المدني بكامله والمتضمن ألف ومائة وتسع وأربعون مادة لا يخالف أحكام الشريعة الإسلامية اللهم إلا مادة وحيدة الخاصة بالفوائد القانونية والتجارية وحتي الحكم الشرعي في هذا الأمر فيه روايات متعددة .. إذن أية شريعة وأية أحكام تسعون إلي تطبيقها أيها المتاجرون ؟
الحكم بإسم الدين مستبد بطبيعته ، كيف أخالف أو أعارض قانونا صدر بإسم الدين ؟ كيف أختلف مع حاكم يحكم بإسم الله ؟
حقا .. الإسلام لا يعرف الدولة الدينية ولا يعرف شكلا خاصا بنظام الحكم ، ولا يقول بأن هناك كهنوت يتحكم في عباد الله ومصالحهم ومقدرات أمتهم ؟ الدين لله والوطن للجميع



#عبدالله_عبداللطيف_المحامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام هو الحل .. الإخوان المسلمون وإنتهازية الشعارات
- إعترافات ثريا حمدون .. قراءة في إعترافات آذار الأخير
- مدخل .. آليات التدريب في مجال حقوق الإنسان - 1
- رقصة في الفضاء
- دستور يا أسيادنا ..
- قانون محكمة الأسرة .. تحديات التطبيق
- دموع علي ورقة طلاق
- الخطاب الديني السلفي والثقافة السمعية
- قلم مجنون
- غشاء البكارة ومفهوم الشرف
- مزيدا من الوعي والتنوير ..
- الدين والمرأة والجنس
- التنظيم الدستوري لمجلس الشعب المصري


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالله عبداللطيف المحامي - الإستبداد في فكر الإخوان المسلمين