أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عزيز العصا - في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاده: -ياسر عرفات- وجدلية العلاقة مع النظام الرسمي العربي! بقلم: عزيز العصا















المزيد.....

في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاده: -ياسر عرفات- وجدلية العلاقة مع النظام الرسمي العربي! بقلم: عزيز العصا


عزيز العصا

الحوار المتمدن-العدد: 4982 - 2015 / 11 / 11 - 22:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاده:
"ياسر عرفات" وجدلية العلاقة مع النظام الرسمي العربي!

عزيز العصا
[email protected]
http://alassaaziz.blogspot.com/
في مثل هذا اليوم قبل إحدى عشرة سنة، أي في 11/11/2004م، ودّع الشعب الفلسطيني القائد الرمز "ياسر عرفات"، الذي ترك في حياة شعبه أثرًا، بحجم لم يسبقه فيه أحد. فكان شخصية برغماتية عملية، لا يلتفت لما يقوله النقاد حول سلوكياته وتصرفاته، وإنما وضع نصب عينيه هدف واضح، لا لبس فيه، وهو "وضع فلسطين على الخريطة الجيوسياسية"، بعد أن كادت تذوب بين مطارق المتآمرين على الشعب الفلسطيني ووجوده وهويته، على المستويات الدولية والإقليمية والعربية.
لقد اشتهر الشهيد ياسر عرفات بالقدرة الفائقة على التحرك بين الألغام، دون أن يتمكن منه العدو، كما قاد مركب الشعب الفلسطيني، بأحزابه وطوائفه وشرائحه المجتمعية كافة، دون أن يغرق أو يُغرق من معه. كما أنه كان ذا بصر وبصيرة تمكنه من رؤية ما وراء الأفق، كما تمكنه من قراءة الممحي في سلوكيات وتصرفات قادة العالم وزعمائه، الذين تعامل معهم. إذ كان، رحمه الله، لا يكل ولا يمل في محاولاته الدؤوبة من أجل استقطاب الأنظمة والمؤسسات والشخصيات لصالح القضية العادلة للشعب الفلسطيني، الذي يسعى إلى العودة والدولة وتقرير المصير.
أما على مستوى علاقة الشهيد ياسر عرفات بأنظمة الحكم العربية، فقد كان الأقدر على تشخيصها ووضعها في مكانها الصحيح بالنسبة للقضية الفلسطينية. ولعل أكثر الدول التصاقًا بالقضية الفلسطينية، هي دول الطوق الملاصقة لفلسطين المحتلة: مصر، وسوريا، ولبنان والأردن. وكان "ياسر عرفات" يسعى إلى أن تكون أراضي تلك الدول منطلقًا للعمليات العسكرية ضد الأهداف الصهيونية. أضف إلى ذلك العراق الذي كان نظامه، بقيادة الشهيد صدام حسين، يرفع شعار تحرير فلسطين من البحر إلى النهر.
إلا أن واقع تلك الدول، وعلاقة أنظمتها بالثورة الفلسطينية وتأثيرها على هذه الثورة، قد لخصه "أحمد عبد الرحمن في كتابه "عشت في زمن عرفات": بعد النكسة في العام 1967م، صمدت مصر بقيادة عبد الناصر في "حرب الاستنزاف"، رغم الضربات الإسرائيلية في العمق المصري. وهذا ما عجزت عنه دول الطوق في المشرق، أو فيما كان يسمى الجبهة الشرقية. ومع وفاة عبد الناصر المفاجئة في أيلول 1970، بدأت الثورة الفلسطينية رحلة التراجع والانحسار، فخسرت قاعدتها الرئيسة في الأردن، ومنع حافظ الأسد (الرئيس السوري في حينه) العمل الفدائي بعد سيطرته على الحكم في سوريا. وتبادل نظام حافظ الأسد وإسرائيل الأدوار طوال (12) عاما، حتى تمكنا أخيرا من تقاسم النفوذ في لبنان، وإخراج الثورة الفلسطينية.
لقد بدأ تدخل نظام حافظ الأسد وإسرائيل بعد فشل القضاء على الثورة بواسطة القوى المحلية، عندما دخلت القوات السورية لبنان بقرار أميركي وتقاسم النفوذ مع إسرائيل من أجل ضرب الثورة الفلسطينية. حيث بدأ نظام الأسد تدخله في حزيران 1976 وسيطر على كل المناطق، وحاصر بيروت الغربية حيث قيادة الثورة. وفي نيسان 1978 تدخلت إسرائيل واحتلت جنوب لبنان، في تقاسم صارخ للنفوذ بين إسرائيل ونظام الأسد. وفي عام 1982 جاء دور إسرائيل لإخراج الثورة من لبنان، كليا، بعد حصار الثورة في بيروت الغربية مدة 88 يوما. وفي عام 1983 جاء دور نظام حافظ الأسد لإخراج الثورة من شمال لبنان، ووقعت معركة طرابلس والشمال اللبناني من أيار وحتى تشرين الثاني 1983، وانتهت بإخراج أبو عمار وقواته من كل شمال لبنان.
بهذا؛ تكون الأمور قد وصلت "كسر العظم"، وأن سكين "الشقيق!" قد وصلت النخاع، كما أن الثورة أصبحت بين فكي كماشة؛ العدو الإسرائيلي من جانب، والنظام السوري والقوات اللبنانية من الجانب الآخر، وكل فكّ منهما أكثر شراسة من الآخر. وهنا يبقى السؤال الاستراتيجي: أين النصير؟
لا شك في أن الإجابة على هذا السؤال تتسع للكثير من المعلومات، إلا أننا أمام واحدة منها، وهي ما يتعلق بالشهيد صدام حسين؛ رئيس عراق ذلك الزمن؛ الذي كان بلده يخوض حربًا ضروسًا مع إيران، أكلت الأخضر واليابس. إذ يقول "ركاد سالم"؛ أمين عام جبهة التحرير العربية:
أثناء الحصار الموصوف أعلاه، استدعاني ياسر عرفات في أحد مواقع "جبل تربل"، وطلب مني الاتصال مع الرئيس العراقي "صدام حسين"؛ لكي يرسل له، ولرفاق السلاح من أبناء الثورة الفلسطينية، الأسلحة والذخائر التي تمكنهم من الصمود والدفاع عن القرار الوطني الفلسطيني، في تلك الحقبة. فاستغربت ذلك الطلب؛ بسبب الحصار المطبق على المقاتلين الفلسطينيين من البر والبحر، فسألته: كيف يمكن تحقيق ذلك, فقال: لا عليك، المطلوب منك أن توصله هذا الطلب. فقمت أنا من جانبي بالتواصل مع الجهات المعنية في بيروت، حيث أُبلتُ في اليوم التالي بأنه قد تم تنفيذ المطلوب منه. وعندما سارعت إلى ياسر عرفات لأبلغه بما قاله السفير, فوجئت به يبلغني بأنه قد حقق ذلك الاتصال مع "صدام حسين" نفسه، بالاتصال من موقعه في جبل تربل عبر محطة اتصال للثورة في قبرص، بحيث يبدو حديث ياسر عرفات وكأنه من قبرص..
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بشأن العلاقة بين الشهيدين: عرفات وصدام، وإنما تطورت حتى وصلت ذروتها إبان العدوان الثلاثيني على العراق في العام 1991م. حينها كان موقفه، رحمه الله، واضحًا وجليًا، إلى جانب العراق في مواجهة ذلك العدوان الهمجي الذي قادته الولايات المتحدة، ومن ضمن مكوناته وأدواته عدد من الأنظمة الرسمية العربية.
وبعد اتفاقية أوسلو, التي رفضها العراق بقيادة "صدام حسين"، استمرت العلاقة في ذروتها بين القائدين الشهيدين.
وينقل "ركاد سالم" ما سمعه من الشهيد صدام حول تلك الاتفاقية أثناء لقائه المباشر في العام 2000، بقوله: السارق لن يعطي شيئاً لصاحب البيت. أما عندما يتعلق الأمر بشخص "ياسر عرفات"، ونقائه الثوري والوطني، فكان الشهيد صدام يقدر الظروف الضاغطة على أبي عمار، وكان يرى أن دور العراق يكمن في التخفيف من تلك الضغوط، والتقليل من آثارها وانعكاساتها. لا سيما وأن العراق ليس من دول المواجهة المباشرة مع العدو، لأخذ دوره في دعم الثورة الفلسطينية.
هكذا؛ رحل "ياسر عرفات" كما أرادها "شهيدًا شهيدًا شهيدًا"، وهو يردد: ع القدس رايحين شهداء بالملايين. كما أن "الشهيد صدام حسين" رحل، وآخر كلماته: عاشت فلسطين حرة عربية (من البحر إلى النهر).
واليوم نجد أن الشعوب لم ولن ترحم متقاعسًا ولا متآمرًا، وسيذكرهم في صفحاته السوداء، بل الحالكة السواد. كما أن الشعوب لن تنسى القابض على مصالح شعبه ووطنه وأمته كالقابض على الجمر. رحم الله "ياسر عرفات" الذي قضى، وهو يوصي الأجيال القادمة بأن "يرفع شبل وزهرة العلم الفلسطيني فوق مآذن القدس وكنائسها وأسوارها".
فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 04 تشرين الثاني، 2015م



#عزيز_العصا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى -98- لوعد بلفور: الوطن القومي مضطرب.. والشعب الفلس ...
- مجدي الشوملي في -ربيع 68-: الكبار يذكرون.. واليافعون يسجّلون ...
- في الذكرى -828- لتحريره القدس: صلاح الدين -ومضة- شقت ظلمة ال ...
- سميح غنادري في كتابه -المهد العربي-: الخلافة تتأرجح في تعامل ...
- سميح غنادري في كتابه -المهد العربي-: المسيحية نبتة شرقية أصل ...
- في الذكرى -33- لمذبحة صبرا وشاتيلا: أَلَمٌ يتجدد.. وواقع يشي ...
- في الذكرى السادسة والأربعين لحريق المسجد الأقصى: من مرارة ال ...
- نافز الرفاعي في -الخنفشاري-: يعيد صياغة المفاهيم.. ويتجول بن ...
- منى ظاهر في -الأرجوحة-13-: قصص متميّزة مخلصة لفنّ القصّة الق ...
- المتوكل طه في روايته -نساء أويا-: معمار روائي مدهش.. وشخصيات ...
- دينا سليم في -جدار الصمت-: رواية سيرية حزينة.. بنكهة نسوية؛ ...
- عبد الله دعيس في -لَفْحُ الغُرْبَةِ-: يجمع بين الطابون و-الآ ...
- شهر رمضان المبارك في فلسطين: بين عبق العبادة.. وعشوائية الاس ...
- مشهور البطران في روايته -السماء قريبة جدًا-: الوطن ثيمتها.. ...
- حزب البعث وجبهة التحرير العربية يقيمان سرادق عزاء للشهيد -طا ...
- وليم فوسكرجيان في مجموعته القصصية: يستحضر التاريخ.. ويعيش غر ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد فيصل الحسيني: المقدسيون في ا ...
- عبد الغني سلامة في مجموعته القصصية -قبل أن نرحل-: قصص بنكهات ...
- من الإسراءِ والمِعراج.. إلى النكبة: -صراع متصاعد على أرض فلس ...
- الوطن العربي يتشظّى.. و-إسرائيل- تتمدد -العلاقات الخارجية ال ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عزيز العصا - في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاده: -ياسر عرفات- وجدلية العلاقة مع النظام الرسمي العربي! بقلم: عزيز العصا