أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان مشهي - كي لا تبكي :أفكار مجترة -4-














المزيد.....

كي لا تبكي :أفكار مجترة -4-


عدنان مشهي

الحوار المتمدن-العدد: 4982 - 2015 / 11 / 11 - 20:46
المحور: الادب والفن
    


أيها الليل، دعني ألتمس منك العذر، فقد سهرتك دون جدوى، لم أستفد من سكونك لم أستمتع بنجومك وقمرك ،فقط جلست متحسرا بألم شديد ،لا أخفيك أن ضيقي ،لو وزع على العالم لكفاه ،لا أخفيك أن حبي المتمرد مني ،اليائس مني ،يكفي الأحياء منا والأموات..هو ذا عمق خراب الذات عندما يصيبك يشتبك بصراطك، يتعصب بك، ولك، ومنك، هو ذا الصوت، حينما يدمر الصمت في زمن الوهم ،هي ذي بقايا التمرد، حين تنام في سرير الوقت.
يبكي القلم على الورق، يحكي تاريخه بكل شفافية..ويتحسر كوردة ذابلة في حديقة فارغة ،إلا من بقايا حجر ،وتراب مبعثر هنا وهناك.
لم ينسى تفاصيل اللقاء أبدا، وكيف ينسى وهي أحلى ذكريات الوقت الجميل ،هو البوح الصادق، هو الحب العميق الذي كان أيام الزمن الجميل يسير بك متفائلا ، يطير بك فراشة في سماء ،بسمو وفرح.. بعدها فلتتنغص قليلا.. قليلا، ليكبر هذا الجديد، يحرك حزنك ،يشدد جنونك، ويجعلك في دوران على نفسك ،يوقف كل أعمالك، كل طموحاتك، يجعلك في نكد طويل ما بعده نكد..
من يخرجك من هذا الفصل؟
القلب الصالح الصافي ،يعكره من أحببته ببصماته الشريرة ،يجعل منه صدى ليس كالصدى...
كي لا تبكي لا تحلم لا في ليلك ولا نهارك، لا تتمنى لا تتكلم، لا تروي ما يفرحك، ما يسعدك ،لا تخبر أحدا بطموحاتك وأهدافك في الحياة ،كي لا تبكي لا تبح بحبك، بشعورك، بإحساسك ،بأمانيك..
كي لا تبكي، أو بالأحرى كي لا تقف الدمعة بين عينيك..
في لحظة ما، كان لابد أن يكتب، أن يمسك القلم ويدون تفاصيله، كي تخرج إلى الوجود ويقرأها الآخر..
هذا غنائي الشريد، في ما مضى، أو في وقت فائت ،كنت أسافر داخلي بفرح شديد، والآن أصبحت أسافر داخلي بحزن شديد ..لا مشكلة ،غير أن هذا الحزن طول كثيرا في السكن هذه المرة ،وما ملني قط ،فتصادقت معه وأصبحنا صديقين إلى الأبد..
دائما أحب أن أستمتع باللحظة فقط، فأستمتع بحزني كما أستمتع بفرحي، أستمتع بالوقت كيفما كانت حالها، بما قدمت لي، من ورد أو شوك..
أسامح الجميع، بلا استثناء، لأن قلبي غريب الأطوار، لكنه عنيد معي مشاكس لي في الليل والنهار، لا يرضى باستطلاعاتي، لا يرضى بشيء أبدا..
لا أدري لماذا هي الدموع هكذا تقف بين أهداب عيناي ؟
ألا فلتنهمري يا دموعي لطفا ،علك تخففي ضرب الحجر داخلي ،علك تخففي الكلمات التي قذفت في أذني.. علك تحسنين شيئا ما داخلي.
هذه الدنيا عسيرة كل شيء هنا حولي يبكي، هذه المزهرية أمامي ،هذا الكأس والإبريق، وحتى ملابسي ومفتاح خزانتي واللمبة المضيئة..
الضيق يكتم أنفاسي..لم أعد أستسيغ شيئا، لم يعد شيء محبب لدي، القلب يكتم ويلاته يتذمر، يتخبط يحترق.. وفي ذاكرتي تتوسع الأفكار السوداء والدموع تكاد تنهمر في ثبات . أ.بكي .. أبكي.. أبكي..
لماذا الحياة معكرة صفوها معي؟ لماذا تزلزلني بهدوء؟
لا أنام، فقط يتردد في ذهني الكلام الذي لا أستحقه ولا يستحقني، حزني أكبر مني بكثير، هذا ما رددته يوما، أو بالأحرى ما تردد داخلي..
عندما يرق حالك للحنين الغائب التائه في سجل الأحلام ،يتضخم قلبك من جديد ، تتساءل هل هذا القلب من حديد ؟
يرق في سكون الليل.. الحزن وحده يعرفني في مثل هذي اللحظات ،هو صديقي وأنيسي، حتى قلت يوما، يسعدني أنه لا يسعدني شيء..
فأين أنا منك ؟أين أنا فيك ؟
في لحظة ما ،تغمرني الكآبة ،لا شيء سوى الوجع داخلي، يأكل مني ألمي ..يوبخني.. يعريني.



#عدنان_مشهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا تبكي :أفكار مجترة -3-
- أرى أني أزعجني ..
- كي لا تبكي :أفكار مجترة-2-
- كي لا تبكي :أفكار مجترة-1-
- لهث الفؤاد
- ليال بنكهة الموت


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان مشهي - كي لا تبكي :أفكار مجترة -4-