|
المتضرر الحقيقي من الحرب لا يمتلك ثمن الوصول الى أوروبا
ماجد ع محمد
الحوار المتمدن-العدد: 4982 - 2015 / 11 / 11 - 19:19
المحور:
مقابلات و حوارات
بعد أن تشظى الوطن وتناثر مواطنو سوريا في بلاد العالم بسبب الحرب المعلنة من قِبل النظام على شعبه، وبفضل قدوم عشرات الميليشيات المقاتلة الى سوريا، وبسبب الوقوف الشبه التام لعجلة الحياة الاقتصادية في عموم البلد، كانت الهجرة الكبرى للسوريين الى الدول الغربية، لذا فقد صار موضوع اللاجئين السوريين يطغى على المشهد الاعلامي العالمي، حتى استحوذت قضية اللاجئين اهتمام المنظمات والدول، وربما غدوا مع الايام مصدراً جالباً للمخاوف بالنسبة للاحزاب المتطرفة في أوروبا، وللوقوف والاطلاع على ظروف اللاجئين السوريين في المغتربات كان لنا اللقاء التالي مع الصحفي والقاص الكردي أحمد خيري. ـ في التاسع من شهر أيلول من هذا العام أقرّ البرلمان السويسري خطة وزيرة العدل والشرطة السويسرية الهادفة إلى تسريع إجراءات البتّ في طلبات اللّجوء رغم محاولة حزب الشعب تعطيل هذه الخطة، فإذا ما نجح يوماً هذا الحزب اليميني المتشدد في كسب الرأي ألن يكون ذلك خطراً على مستقبل اللاجئين؟ يبدو أن الأسباب التي أدّت إلى الفوز الكبير الذي حقّقه حزب الشعب (يمين شعبوي) في الانتخابات الفدرالية هو أزمة اللاجئين التي ركز عليها الحزب وساعدته كثيرا، حيث جعل من مكافحة الهجرة والاندماج الأوروبي ورقته الرابحة، ولكن حتى ولو فازوا بأكثر المقاعد فلا خوف على العسف بحق اللاجئين طالما أن أي حزب يأتي على الحكم مطلوب منه الالتزام بالقوانين. ـ يُعرف أن الفرق بين اللجوء السياسي واللجوء الانساني في سويسرا هو أن اللجوء الانساني لصاحبه حق اللجوء والعيش فقط، بينما اللجوء السياسي لصاحبه يتضمن حق اللجوء والعيش إضافة الى حق الحماية، ولكن ما هو المعيار لدى الدولة في امكانية التفريق والتمييز بين طالبي اللجوء، فهل يستبعد حصول الموالي (الشبيح) أو المعارض كلاهما على حق اللجوء السياسي؟ حقيقة وحسب ما اسمعه فما من معيار معتمد إنما الأمر يتوقف على مدى اتيان اللاجئ بالأوراق أو الأدلة التي تثبت بأنه كان معارضاً، وأن عودته ممكن أن تشكل خطراً على حياته، لذا وحرصاً من الدولة على حياة الانسان تأخذ بتلك الوثائق والادلة، ومن ثم بناءً على ما يقوله أمام القاضي فقد يحصل على حق اللجوء السياسي، أما قصة الاختلاق والكذب فهذه واردة جداً وليست بعيدة عن ثقافة المواطن في مجتمعاتنا، فقد يحصل شبيح أو موالي على حق اللجوء السياسي قبل أن يحصل عليها المعارض، وذلك بناء على ما يقدمه من أوراق أو ادلة أو أكاذيب ترقيه الى حالة اللاجئ السياسي. ـ ألا يكون النفاق والكذب والاختلاق أحد الوسائل المتاحة وبسهولة أمام المعارض أو الموالي ليحصل على حق اللجوء السياسي، طالما أن لها امتيازات تضاعف امتيازات اللجوء الانساني، مثل مدة الحصول على الجنسية، أو المبلغ المالي الذي يحصل عليه اللاجئ السياسي بعد التقاعد واستلامه لجواز سفر معترف به فـ: 120 دولة ؟ نعم بكل تأكيد فالامتيازات هي السبب الرئيسي لمحاولة الحصول على حق اللجوء السياسي وليس شيء آخر، ولكي لا نظلم الكل فلربما هنالك أناس فعلا طمعاً بحق الحماية يبحثون عن حق اللجوء السياسي وهم فئة قليلة جداً، مقارنة بالذين يحصلون على اللجوء السياسي، وعن قصة الاقامات في هذا البلد فهي أصبحت من المهازل، ولا علاقة لها بوضع اللاجئ، وأصبحت حظوظ في الدرجة الاولى. ـ هناك تباين بين مواقف الاحزاب السويسرية بخصوص اللاجئين، إذ أن حزب الشعب الجمهوري حذّر من ازدياد وتكاليف اللجوء، بينما حزب الخضر الليبرالي والحزب الاجتماعي الديمقراطي يرحبان بالمزيد من اللاجئين، فإلى أية جهة برأيك ستركن سياسة البلاد من بين الجهتين المتضادتين؟ إن الناخبين عادة في هذه البلاد يختارون الممثلين القادرين على السيطرة ومعالجة العواقب المحلية للأزمات الكبرى في العالم، ومن ناحية الخوف من العواقب فلا شك بأن صور المهاجرين الذين يتدفقون على القارة العتيقة لها تأثيرها نفسية ومخاوف ضمنية في الشارع السويسري، والصور التي تأتي من ميونيخ أو كالي وتظهر في وسائل الاعلام المحلية والعالمية، ومن هذا المنطلق يخشى السويسريون من غزو مماثل، لذلك فإن حزب الشعب استفاد بقوة من مشاعر الخوف تلك، إلا أن الحكومة ليست رهينة بيد هذا الحزب أو ذاك. ـ بناءً على التقارير الرسمية ووسائل الاعلام فالسوريون يأتون في المرتبة الاولى من بين طالبي اللجوء بسويسرا، فهل حقاً كلهم متضررون أو معارضون للنظام ؟ لا أعتقد بأن كلهم متضررون من الحرب الدائرة في بلادهم، وأوروبا كما هو معروف كانت الحلم بالنسبة لملايين الشرقييين، والأزمة السورية، والتسهيلات التي قدمتها الدول الاوربية أمام السورين بكونهم فارين من وجه الموت، أغرت الكثير من الميسورين والمقيمين في دول الجوار السوري بالانتقال الى اوروبا طمعاً بالرفاهية المتوفرة في تلك البلاد، علماً وحسب ما أسمع أن هناك من هو محتاج فعلاً الى احتضانه من قبل الدول الاوربية ،ولكن ليس كل الناس يمتلكون ثمن الوصول الى حدود الدول الاوربية، بل وأغلب المتضررين لم يصلوا الى أوروبا، إنما هم إما في الداخل السوري أو في مخيمات الدول الاقليمية. ـ في الشهر الثالث من هذا العام قرر مجلس الوزراء الى زيادة المساعدات التي يتم تقديمها للسوريين المتضررين من النزاع، وتم الاعلان عن استقبال 3000 لاجئ سوري خلال السنوات المقبلة، فهل سويسرا فقيرة جداً حتى لا تستطيع استقبال أكثر من ألف شخص في السنة الواحدة، أم ثمة أسباب اخرى لا تفصح عنها الحكومة؟ من المؤكد أن سويسرا ليست فقيرة ولكن ربما غير قصة اللجوء المؤقت هم يفكرون بما بعد الاستقرار، لأن الخارجين من مناطق النزاع قد يطول المقام بأغلبهم، وهم يعون بأن اغلب اللاجئين لن يعودوا حتى لو وقفت الحرب في ديارهم، طاما وجدوا مكاناً فيه كامل شروط العيش بالرفاهية التي كانوا يفتقدونها في بلدانهم، لذا إن فتحوا الابواب على مصاريعها لامتلأت البلاد باللاجئين حيث قد يكون لذاك تبعات سلبية على البلد ككل حسب المحللين. ـ من خلال علاقاتك بالمجتمع السويسري فهل المواطن في تلك البلاد يستطيع أن يفهم طبيعة الصراع في سوريا؟ أم أن الاعلام الغربي جعل الناس ينسون النظام، وغدا داعش هو سبب المشكلة بنظرهم وليس النظام البعثي القاتل؟ هل تصدق بأني بعد سنة ونصف من الاقامة بسويسرا لم أخرج من الكامب إلا في حالات نادرة، ولم ألتقي بأي سويسري لأتحدث معه عن الوضع السوري، فالسويسري هو إما موظف أو قائم على رأس عمله، بينما من كان كل وقته مقضياً في الكامب فكيف سيحتك بالمجتمع ويخبرهم عن مجمل ما يحدث في سوريا. ـ أدرك بأن أسئلة اللجوء واللاجئين طغت على الأسئلة الأخرى التي قد تكون قد خطرت ببالك، باعتبارك أديب ولا تقارب السياسة كثيراً ، لذا سأسألك عن الجانب الثقافي في سويسرا، فهل للجالية السورية أنشطة ثقافية ما، وهل استطاع اللاجئون السوريون شرح قضيتهم الوطنية للشعب والحكومة السويسرية من خلال الابداعات والفنون والأدوات الثقافية؟ حقيقة صار لي بضعة أشهر في بيرن ولم أشهد أي نشاط أو حراك ثقافي يُذكر، وأغلب اللاجئين ليس لديهم هموم ثقافية والهاجس الرئيس لديهم كيفية الحصول على الامتيازات وربما تكديس الأموال، فتشعر وكأن هؤلاء ليسوا فارين من وجه الموت، إنما قصدوا هذه البلاد للعمل وجمع الثروات والعيش برفاهية لا أكثر، بل وكثيرا ما نرى لاجئاً وهو يزعم بأنه قصد هذه البلاد فقط لكي لا يموت ينافس ابن البلد في الهندام وحيازة الأجهزة الالكترونية والسيارات. ـ بما بأنك صحفي وقاص وكاتب سوري ولديك مشاريع أدبية مختلفة ، فهل استطعت أن تحقق شيئاً ما في تلك البلاد لم تحققه في بلدك؟ وهل أضاف البلد إليك شيئا جديداً فيما يتعلق بالكتابة؟ وهل قمت بأي نشاط ثقافي على المستوى الشخصي؟ من ناحية الانتاج فلازلت مستمراً بالكتابة وهذا هو الشيء الوحيد الذي لم أتوقف عنه، ومشاريعي كلها فردية ولم ترى النور لأن حاجز اللغة وظروف العيش في الكامب، وعدم الانخراط في الجو الثقافي في البلد هو أحد اسباب الاعتكاف على ما أعمل عليه بشكل فردي حتى الآن. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نبذة مختصرة عن الصحفي والقاص الكردي أحمد محمد خيري، فهو من مواليد دمشق /10/ 1/ 1966 / بدأ الكتابة منذ ما ينوف عن الثلاثين عاماً، شارك في العديد من المحاضرات والأمسيات الأدبية، نشر نتاجه في معظم الصحف والمجلات المحلية والعربية، عمل صحفياً في العديد من الصحف كمراسل ومندوب، نال العديد من الجوائز الأدبية في القصة القصيرة ،عضو في جمعية العاديات، عضو في نادي التمثيل للآداب والفنون، عضو اتحاد الصحفيين السوريين. صدر له: مجموعة قصصية بعنوان صباح ردئ آخر من منشورات اتحاد الكتاب 2000،الخسوف، قصص، دار كلمات.2006، حادثة الالف متر قصص اصدار خاص 2011، المتقاعد قصص قصيرة جدا، اصدار خاص 2013 ، الهوية قصص اصدار خاص2014. يُذكر أن للكاتب قيد الانجاز :صالان ابن الجبال، رواية، وهو يقيم حالياً في مدينة بيرن سويسرا بعد مرحلة تشرد عاشها مع أولاده في داخل الوطن، والتي كانت من أصعب مراحل التشرد التي عاشها خلال فترة الحرب، وخاصة فترة لجوئه لعفرين وما تمثل له عفرين التي عرفته ماذا يعني الأهل والاقارب؟ وقد عاش الكاتب الحرب بكل تفاصيلها الداخلية والخارجية وها هي الغربة تأكل من بقاياه.
#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جاذبية متن الدواعش
-
عندما يستهدفك اخوانك
-
ماذا لو تغيرت قاعدة التضحية؟
-
أسرع الناس اندماجاً
-
كن مثلكْ
-
الاقتداء ببائعة الجسد أم بالمثقف؟
-
سوريا تحتاج الى سنين لكي تكون مكان آمن للعيش فيها
-
عندما يصبح المديحُ ثقافة
-
هزتين
-
الدعوة الى البهيمية
-
الكردي وشوق المحاكاة
-
بين معاداة الكلابِ ومحاباة أصحابها
-
الغرب بين الحرية والادماج القسري
-
عبداللطيف الحسيني: سوريا باتت أرضاً منخفضة يتسابق إليها المت
...
-
خطيئة مسعود البارزاني
-
حنان قره جول: التحديات التي تنتظر الشعب السوري بعد سقوط النظ
...
-
أيديولوجية تشويه البيشمركة
-
بوادر السموم الطائفية في المجتمع الكردي
-
مصطلحات مدموغة بوشاح العقل الكردي
-
هواجس مواطنٍ لم يُقتل
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|