|
السؤال الى المجهول ..
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 4982 - 2015 / 11 / 11 - 06:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السؤال الموجه الى المجهول ...الأجابة على جميع الأسالة ولا وجود لسؤال ترك !!!؟ ليس تعنيفا لأحد !...ولا تزلفا للتأريخ .. ولا حبا بالأختلاف ومن أجله .. ألتقيته أول مرة عام 1965 م في سجن الرمادي وكان والدي من ضمن المعتقلين ، فسلمني قلم حبر كهدية منه !...على أن لا أفتح هذا القلم ألا عند وصولي الى البيت ولوحدي ؟..أي من دون أن يراني أحد ، وبعد أنتهاء مواجهة السجناء من قبل ذويهم توجهنا خارج السجن بعد أن تم تعداد السجناء وأحصائهم ، وتفتيشنا أثناء الخروج ؟؟؟ المهم وصلنا بعد رحلة مضنية الى قريتنا ، فأسرعت بفتح قلم الحبر ، وأذا هو فقط الغطاء ومن دون حشوة داخلية !..ووجدت ورقة ملفوفة على شكل سكارة ، وفتحتها ...وأذا بها قصيدة للشاعر مظفر النواب عنوانها البراءة !..هذه أول مرة ألتقي بهذا الرجل وبهذه الهامة العظيمة ، ومن خلال هذه الورقة توطددت علاقتي وتواصلت معه بشكل مستمر ولم انقطع عنه أبدا بالرغم من كل المتغيرات والمراحل المختلفة . قبل أيام حاولت أن ألتقيه لأمر يشغلني !..بل يؤرقني ويقض مضجعي !؟ ، أنا صحيح مثل ما يقول المثل الدارج ( دقة قديمة !!) ولكني أعتقد بأن تغير نوعي قد طرأفي الوعي والثقافة والأدراك الحسي ، للمسيرة التي أخترتها في أول الأمر ( بالوراثة ) !..بمعنى أورثتني العائلة للصبغة السياسية والفكرية والفلسفية ، ولكن بعد عقود ونتيجة لمواكبتي النشاط السياسي والفكري والتنظيمي ، تغيرت الأمور ..فتغيرت المفاهيم ، وتغير معها الوعي والأنتماء والترابط ، مع ما هو ذاتي وموضوعي ، بمعنى ..حدثت نقلة كبيرة مابين أن أرث الشئ !...أو أنتمي أليه وأختاره كمسار وهدف ومصير . كنت دائما في صراع وخلاف مستمرين مع هذا الذي واكبته لخمسة عقود ، ولكني ما أبتعدت يوما عنه ولا عن نهجه أبدا ، وكأنه قدري ّ!..وهو أحيانا يقول لي أن قدرك أنا فلا تبتأس يارفيقي العزيز . فكان جوابي له ...لا عليك رفيقي !..سعادتي بأن أكون لصيق بك ..ونتقاسم معا هموم من حولنا ونحن كذلك ، ولست أسفا ولا نادما ، بل أني فخور بذلك . سألني في لقائي الأخير معه قبل فترة وجيزة !...ما الذي تريد أن تقوله لي ؟...ولم تقله حد الساعة ؟...فعانقته بحرارة وبحميمية فريدة ..كمن يعانق حبيبته بع أنقطاع طويل ومرير ، وبزفرة يشوبها مسحة حزن تكاد تصرخ أهات وحسرات أرسلتها عن لسان أبو الطيب المتنبئ ( وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ وَمَنْ بجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ ما لي أُكَتِّمُ حُبّاً قَدْ بَرَى جَسَدي وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلةِ الأُمَمُ إنْ كَانَ يَجْمَعُنَا حُبٌّ لِغُرّتِهِ فَلَيْتَ أنّا بِقَدْرِ الحُبّ نَقْتَسِمُ ..) . رأيته وقد بدت تقاسيم وجهه توحي بشئ من التأسي والشرود !..وأحيانا عدم الأرتياح ...فبادرني بالقول !..ولم أستغرب لسرعة الأرسال والتعليل والتبرير !..كوني قد لا تظهر الأمور لدي على حقيقتها !، وقد تكون بعيدة عن !,,,فقاطعته وقد أنتابني شئ من الشك الذي قد لايسعفه في الأجابة عن الأسألة التي من الواجب أن يجيبني عليها اليوم وليس غدا .؟؟!!... ذكرتني بالشاعر العظيم ناظم حكمت في قصيدته ...( أجمل البحار هي التي لم تبحر بها بعد وأجمل الأطفال لم يترعرع بعد، وأجمل أيامنا هي تلك التي لم نعشها بعد وأجمل ما يمكن أن أقوله لك هو ما لم اقله لك بعد. ) ... صمت عشناه سويتا ..ولكنه موحشا متسمرا في حراكه ..لم يستطع أن يبحر بعيدا !..كوننا ما زلنا نستقل القافلة المبحرة الى الشاطئ . هات ما أردت قوله وخلصنة !...كلما أتيك تجعلني اغادرك مكفهرا !.. وكأن القيامة لن تقوم ألا من عند ساعديك !!..هكذا كانت ملامحه تقول ، وقبل أن ينبس ببنت شفة . أسمع صديقي العزيز !..فقال أنا صديقك أم ..؟ قلت كلاهما معا ولنخرج من هذه الدائرة والمبارات العقيمة وكأننا فريقين متخاصمين . قال أذا هات ما عندك ... أولا ياسيدي ...قال وهل هناك أولا وثانيا وثالثا ؟ ..قلت أجل وهل جأتك لأدعوك الى حانة الخمار ونجلس مع غانية ونحتسي من الخمور الدهاق ونقضي ليالي حمراء !..مثل هؤلاء سماسرة السياسة وقواديها ؟.. قال ولا أنا جأتك لغير الذي تبغيه . أنت لماذا لم تدعني للأحتفاء بالذكرى الثامنة والتسعين لثورة أكتوبر ؟ سألته ...قال لم يكن هناك حفل حتى أدعيك لحضوره !، قلت عذرك أقبح من ذنبك ! ...لماذا لم تقم أحتفال يليق بأعظم ثورة حدثت في التأريخ ؟ ..فبادرني وبشئ يوحي بأنه يريد أن يمتص غضبي وملامتي . وقصوره ...ومطبا لا يريد الغور فيه . فقال والثانية ..قلت يا سيدي ..أقسم لك بأني غير مقتنع بشكل العلاقة مع الجيران والأصدقاء وحتى الغرباء !...قال في أي شئ؟ قلت ما رأيك في وضع البلد ؟..قال في أي ناحية ؟ ...فقلت له بالله عليك أنت مثل نزار قباني عندما يسأل حبيبته قائلا ( قال قتيلك !...قالت أيهم ؟ فهم كثر ) ..فتسألني عن أي شئ في هذا البلد ؟..قال أوجز فالوقت ليس في صالحنا !.. قلت له هل هناك فعليا عملية أصلاح ؟..أو أعادة بناء دولة خربانة من ألفها الى يائها ؟ ...وهل هؤلاء الممسكين بمفاصل السلطات الثلاثة في نيتهم القيام بأصلاح وأعادة بناء ؟ وهل فاقد الشئ يمكنه أن يمنحه للأخرين ؟ . طيب من الذي سرق خزائن الدولة ؟..من الذي أشاع الفساد والأفساد ؟ ..من الذي دمر الأقتصاد وأوقف عجلة الأقتصاد من زراعة وصناعة وخدمات ، وشيوع الجريمة وغياب الأمن والبطالة المتفشية في القوى القادرة على دخول سوق العمل ..وخلال أثنتا عشرة سنة خلت ..من ..هل هناك غيرهم ؟ من الذي كرس الطائفية ونهجها اللاغي للدولة وللقانون والدستور ، وشرعن الميليشيات ودعمها والتي أصبحتت تقود البلاد والعباد وساهمت في تفتيت وحدة شعبنا ونسيجنا الوطني، والتي أصبحت بديل عن القوى الأمنيةوالعسكرية ، بل هي من يقود البلد بشكل فعلي ؟ من الذي ساعد على دخول داعش وأحتلاله نصف مساحة العراق ومنذ سنة ونصف ، وأدى الى تهجير أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون مهجر وجلهم من الطائفة السنية ومن المناطق الغربية ، وقبل ذلك كانت قوى الأرهاب تتحكم برقاب الناس وتمارس شتى الجرائم والأغتيالات بحق أبناء شعبنا ؟ لماذا ليس لدينا مؤسسة أمنية وعسكرية تكون مسؤولة مسؤولية مباشرة عن أمن العراق وشعبه وتحمي مياهه وأرضه وسمائه ؟..لماذا ومن المسؤول ؟ طيب ..ياسيدي !..لنفرض جدلا بأن السيد رئيس مجلس الوزراء جاد في القيام بالأصلاحات وأعادة بناء الدولة ، ويعمل على قيام دولة مدنية ديمقراطية !، لنفرض جدلا ذلك ...السؤال هو ؟...بأي الأدوات يمكنه أن يقوم بذلك ؟ هل قا م بحل الهيئات المستقلة وهي كثيرة ..وأن تكون نزيهة ومستقلة قولا وفعلات ؟... كيف لهذه الهيئات أن تمارس عملها وهي تخضع الى المحاصصة الطائفية والأثنية والحزبية والمناطقية ؟ كيف ..خبرني بربك ؟ يعني تعتقد دون حل هذه الهيئات جميعها وأختيار أعضاء لشغل مناصبها ، وأن يتمتعوا بالنزاهة والوطنية والمهنية والخبرة والقدرة والرغبة في شغل تلك المناصب ؟..، هل يمكن أن نؤسس لدولة الدستور والمواطنة والدولة المدنية العادلة ؟ ..انا ليس فقط أشك !...ولكن لايمكن مطلقا أن تقوم مثل هكذا دولة من دون توفر هذه الشروط . المسألة الأخرى ..هل في مثل هذه المؤسسة الأمنية والعسكرية يمكننا ان نطرد داعش ونهزم كل قوى الأرهاب ونحافظ على الأمن والأستقرار في البلاد ، ونحافظ على حياة المواطنين ونشيع السلم الأهلي ، وتعود الحياة الى طبيعتها في عراق واحد موحد ؟..في تقديري لو بقو لمائة عام أخرى فسوف لن يحققوا الأمن ولا السلم الأهلى ولا الأنتصار على قوى الأرهاب وعلى الميليشيات ، والقضاء على السلاح المنفلت !..وخارج أطار الدولةو ( نقول الدولة ..مجازا ، لأنه لا وجود لشئ أسمه دولة في التعريف العلمي للدولة ) . أعادة بناء المؤسسة الأمنية والعسكرية وعلى أساس المواطنة والوطنية والنزاهة والمهنية واللياقة والخبرة ، وأعادة العمل بالخدمة الألزامية هو ضرورة وطنية ملحة . والمسألة الأخرى صديقي العزيز هو... يجب تشكيل حكومة تكنوقراط ومن أناس يجب أختيارهم بعناية ومن أصحابي التأريخ المشرف والوطني والنزيه ، ومن أصحابي الخبرة والدراية في مجالات أختصاصهم لينهضوا بمسؤولية هذا البلد المدمر !..وهذا الشعب الفاقد لكل مقومات العيش الكريم ، والفاقد لحريته ولأمنه ولمعاشه ولكل ماهو ضروري في حياته . والعمل على أعادة مجلس الخدمة كمؤسسة حيوية وداعمة لقيام الدولة العادلة ..وليس ( أـسمك بالحصاد ومنجاه مكسور !! ) ويجب أن يتم الألتزام بما يصار الى تشريعه والعمل به وبشكل شفاف ، ويتمتع بالصلاحيات الكاملة ، ويشغله أناس أكفاء ، لتنظيم عمله في شغل مناصب الدولة في القطاعين العام والمختلط ، وأختيار أـعضائه بمواصفات بعيدة عن الطائفية والحزبية والأثنية والمناطقية ، يكون مجلس يمثل العراق ويضم العراقيين بكل مكوناتهم وأطيافهم . والعمل على أيقاف التدخل الأيراني السافر في شئون العراق ، وأفهام الأيرانيين بأن العراق ليس بمحمية أيرانية !..ولا تركية ولا خليجية !..، ولا محمية أي بلد أخر مهما كان وزنه أو حجمه وتأثيره ، نريد قيام دولة عصرية تحترم جيرانها والعالم والعالم يحترمها ويحترم سيادتها وأمنها وأستقلالها . فبادرني صديقي بالقول ..يا أبا سعيد !...هذا برنامج عمل !..وهل تريدني أن أتبناه ؟ ..قلت له وما الضير في ذلك ؟...أنت سياسي ...والسياسي عمله مثل عمل البقال !...يعرض بضاعته على الجميع وللناس لها حق الأختيار ، ولا أعتقد عندما تذهب الى أي سوق وفي أي مكان في العالم !..فسوف تذهب لتنتقي الأجود والأحسن والذي ينسجم مع رغباتك ومصالحك وما تعتقده ..أليس كذلك ؟ فبادرني بالقول صدقت يا صديقي القديم الجديد المتجدد ، لا عليك سأخذ ما تراه على محمل الجد وسأتبناها . يا أيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ-;- إِنَّ الله يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ سورة يوسف (الأية 88) .
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أخترنا لكم من بطون الكتب
-
مناجات لروح الفقيد الراحل عبد الرزاق عبد الواحد .
-
بمناسبة أفتتاح سفارة المهدي المنتظر ..قدس سره الشريف !
-
الوقوف لجانب الشعب المصري ..هي ضرورة وطنية وقومية وأممية .
-
فلاديمير لينين قائد ثورة أكتوبر العظمى .
-
المجد لثورة أكتوبر الأشتراكية العظمى
-
كلمات للشاعر والاديب والمثقف الكبير ..سعدي يوسف .
-
هل نحن لغز ؟..حروفه غير موجودة في معاجم اللغة !...
-
تخريفات في اخر العمر ...
-
لنخرج عن السياق ...أليها نكتب ! .
-
كلمات عن مشهد راقص لصبية جميلة .
-
ماركس وزيارته للجزائر
-
تعليق على ملصقات في بعض مناطق بغداد .
-
كلمة أمة / معناها وأستعمالها في القرأن الكريم .
-
في حانة بلندن .
-
هل نحن في مخاض لولادة نظام جديد ؟
-
خاطرة ... ودندنة مع ما جادت به السيدة لطفية الدليمي .
-
كم من المرات يحتاجها الساسة لتبيان الحقيقة ؟
-
فضائل وسمات بر الوالدين .
-
ماذا عن العيون ؟
المزيد.....
-
العثور على جثث 4 أطفال في الجزائر عليها آثار حروق
-
-إعصار القنبلة- يعصف بالساحل الشرقي لأمريكا مع فيضانات ورياح
...
-
في خطوة رائدة.. المغرب ينتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في
...
-
أذربيجان تتهم الخارجية الأمريكية بالتدخل في شؤونها
-
ماكرون يسابق الزمن لتعيين رئيس للوزراء
-
نائب روسي ينتقد رفض زيلينسكي وقف إطلاق النار خلال أعياد المي
...
-
ماكرون يزور بولندا لبحث الأزمة الأوكرانية مع توسك
-
الحكومة الانتقالية في سوريا تعلن استئناف عمل المدارس والجامع
...
-
رئيس القيادة المركزية الأمريكية يزور لبنان للتفاوض على تنفيذ
...
-
جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال
...
المزيد.....
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
المزيد.....
|