أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - جكرخوين في آخر مظاهرة له في قامشلي:














المزيد.....

جكرخوين في آخر مظاهرة له في قامشلي:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4981 - 2015 / 11 / 10 - 23:35
المحور: الادب والفن
    




ثمة عالم آخرللشاعرالكردي جكرخوين، يكاد لايعرف عنه الكثيرون من أحفاده وأبنائه، من الأجيال الجديدة، فهو لم يكتف بقصيدته التي كان لها فعل النارفي الهشيم في مواجهة الاستبداد، والتجهيل، والظلم، والقمع، بل وفعل السحر، أيضاً، حيث عرفت هذه القصيدة بأنها لعبت دورها التوعوي في صفوف أبناء شعبه، رغم توجهها المنحى الإنساني، حيث كان جكرخوين رائداً لذلك الفكرالكردي الذي أسس لمعادلة صحيحة، متوازنة، بين ماهوإنساني وماهو وطني وماهو قومي. هذا العالم الجكرخوني الآخر هو عالم موقفه السياسي، بل ترجمته لرؤيته السياسية من خلال فعل الرفض، خارج حدود قصيدته، يضاف إلى عوالمه الأخرى، المتعددة، المتكاملة:عالمه الاجتماعي، وعالمه الروحي، وعالمه الجمالي، وعالمه الأسري إلخ....!
وإذا كانت حياة جكرخوين جد غنية ، بحيث أنها كانت ملحمة، أوسفراً من المواقف والأحداث الهائلة، وأنه عكس بعض خطوط هذه الحياة في شعره وسرده، لاسيما في ما يتعلق بعمله السيروي، إلا أن آلاف القصص التي جرت معه، وكان هو بطلها، ومحورها، ظلت في ذاكرات ومخيلات وصدورمن كانوا ضمن محيطه الاجتماعي، سواء ممن عاشروه عن قرب في مسقط رأسه، وشهدوا تلك المنعطفات الدرامية الهائلة في حياته، من جراء جرعة اليتم المبكرالاضطرارية التي احتساها، أو هؤلاء الذين عاش بين ظهرانيهم في المحطات العديدة التي مربها، في مدارج طفولته، أو يفاعته، أوصباه، أوشبابه، أو كهولته، أوشيخوخته. فقد كانت هناك يوميات دراسته، ويوميات عمله السياسي، ويوميات عمله الإبداعي، ويوميات تفاعله مع الوسط الديني الذي ضاقت به الجبة التي ألزم على ارتدائها، فكانت ضيقة على روحه، مادفع به إلى أن يقدم على خلعها، غيرنادم.
ولقد روي إلي من خلال مقربين لي في الأسرة، أن جكرخوين أحد أوائل الذين اشتهروا بالقيام بالمظاهرات في مدينة قامشلي، ويكاد الباحث ألا يجد أي مظاهرة، مخطط لها، تمت في هذه المدينة قبل جكرخوين، وهومايدعوني لأقدم على مغامرة اعتبار أن من قام بأول مظاهرة في هذه المدينة هوجكرخوين نفسه، أي جكرخوين ومن معه. ولئلا أكون مبالغاً-هنا- فإن روح الرجل، المتمردة، كانت قد جعلته يتواءم مع هؤلاء الشيوعيين الذين أسسوا النويات الأولى للحزب الشيوعي السوري، في نهاية أربعينيات القرن الماضي، حيث كان مدير، ومعلم، أول مدرسة للكادر الحزبي، كي ينضم بعده عدد من أوائل شيوعيي الجزيرة، ومنهم: رمو شيخو الفرحة- عثمان إبراهيم إلخ. وهوموثق-كتسجيل صوتي- في أحد الحوارات التي دعوت إليها في مجلة"مواسم" وتم إجراؤها من قبل زميلين لنا في هيئة تحريرالمجلة، وأظن أشرطة ال"كاسيت" غيرالمفرغة والتي تم التسجيل عليها، تشكل مادة تاريخية مهمة جداً، من تاريخ المكان، وأهله، و لاتزال في حوزة أحد الأشخاص، في انتظار تدوينها الكتابي.
طبيعي، أنه في مثل هذه الحال، كان هناك من يخطط لهذه التظاهرة، وهناك من يشارك فيها إلى جانب جكرخوين، الذي كان يعتمد عليه كوجه يلتم من حوله المتظاهرون، وفق ماهو مخطط من قبل الجهة المشرفة،حيث كان شاعرنا الكبير أحد أعمدة هذه التظاهرات التي رحت أستحصل صورتها بعد ماروي إلي ذات يوم من قبل أحدعمومتي حيث صدف له-وهوابن الريف- أن تواجد أمام مقهى كربيس بعد انفضاض تظاهرة شارك فيها جكرخوين، فاتخذت الإجراءات اللازمة على أشدها، من خلال آلة القمع الديكتاتورية، ليكون اسم شاعرنا محورمهامسات المارة، ولأستكمل جزءاً مهماً من هذه المروية ضمن صفوف الحزب الشيوعي، بعد عقود، عندما كان يتوارد اسم الرجل، وكان ذلك ربما في أول جلسة حوارية افتتحناها: محاوراه: الراحل خورشيد سليمان وعصام حوج وأنا....، في منزل عثمان إبراهيم، حضرها المناضل أحمد حاج عباس، ليدلي بشهادته وإن لم يتح له ذلك، بالشكل المطلوب ليمتعض من عدم تمكنه بالإدلاء بكل مالديه، ماجعلنا نعده بحوارخاص به، تم على صفحات المجلة، من قبل أحد زملائنا وهو الكاتب خورشيد أحمد.
مؤكد، أنه كان لجكرخوين نشاط مماثل، في مابعد، عندما اضطرلترك صفوف الحزب الشيوعي السوري، وانضمامه إلى أحد أحزاب الحركة السياسية الكردية، بعد تجربته في آزادي، وأتمنى أن يكون ذلك مدوناً من قبل من كانوا حوله، لاسيما أنه وبعد تكريمنا في مواسم لأوائل الشيوعيين قامت بعض الأطراف بتكريم بعض قدامى رفاقها، وهي تجربة أتصورها لم تستمر، بعد أن تركنا مجلة مواسم التي ظل هناك من يصدرها، في نسخة أخرى، ولاأدري الآن مامصيرنسختها هذه...؟!.
روح جكرخوين ظلت تستنسخ في ذوات حفدته، ليس في مدينته التي آثرها، وأوصى بدفنه في باحة منزله فيها، فحسب، وإنما على امتداد خريطة وطنه، المجزأ،كما كل تظاهرة كانت تتم في مدينته، وإن ستظهر على امتداد مدونة هذا المكان الأثير مساحة زمنية، يكاد ينقطع فيها هذا التقليد، إلى أن يستأنف بعضهم ذلك، بين حين وآخر، ولتكون انتفاضة 12 آذار2012 إعصاراً في وجه آلة الاستبداد. حيث تنتشي هذه الروح، وهي ترمق من عليائها، عشرات الآلاف من بناتها، وأبنائها، وحفيداتها، وأحفادها، وهي تنتفض، كي تتردد قصائد جكرخوين على شفاههم، و يهدردوي خطاهم، جهات المكان، والبلاد.
هذه الروح الجكرخوينية، تتابع عن كثب مايدور ضمن ساحة الرؤية، يفزعها ماتراه من حولها من مظاهرباتت مرعبة، وهي تتفقد ملامح الأمكنة الأثيرة بعد أن هجرها ذووها، تستمع إلى رجل عجوز طالما التقيا من بعد، يسارره الرجل، يسرد له سيرة الأسرة، وهي سيرة بلد، وأهلين، تحت وطأة السنوات الأليمة، تغتلي الروح، وكأنها تحت وطأة ألسنة أوار لم تعرفها من قبل:
-لاضير، إنها مجرد مرحلة سريعة
تقولها روح الشاعر
-لكننا دفعنا الكثير خلالها
يقولها الجليس العجوز
-لاتيأس ياصاحبي، وعودنا لابد من أن تتحقق.. !
-ذلك لايزال يقيننا الأول
-وهويقيننا الأخيرأيضاً...



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكون ولا تكون....!
- إلى متثاقف نطاط:
- أحد مشوهي تفجير-قامشلي الإرهابي-:أحمد خوجة صورة فوتوغرافية.. ...
- عمرحمدي: ماوراء اللوحة1
- بعد مئة عام على تأسيسه: أسئلة المشروع القومي وأخطار تقرع الب ...
- عمرحمدي: ماوراء اللوحة
- -على هامش أطروحة المنطقة العازلة-: التدخل التركي واقعاً وتحد ...
- عبدالباقي حسين كان عليك أن تنتظر أكثر..!
- بطولات جبان
- بطولة الماضي والزمن المضارع...!.
- نداء إنساني:انقذوا اللاجئين السوريين في معسكرات اللجوء البلغ ...
- دمشق/تدمر/ قامشلي:
- بيان رابطة الكتاب والصحفيين الكورد في سوريا في الانتفاضة الك ...
- على عتبة عامها الرابع: رسالة بينوسا نو الحلم والتحديات
- حوارمع الإعلامي والكاتب محمد سعيد آلوجي
- لسان حالي أمام الانتهاكات: عرض حال شخصي
- صلاح بدرالدين كاتباً :معين بسيسو كتب قصيدته عن الكرد وصلاح ا ...
- في ألمنا الشنكالي...!
- أداتية الوعاء الإلكتروني:
- ساعة دمشق1


المزيد.....




- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - جكرخوين في آخر مظاهرة له في قامشلي: