أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خورشيد شوزي - أعمدة كردية















المزيد.....


أعمدة كردية


خورشيد شوزي

الحوار المتمدن-العدد: 4981 - 2015 / 11 / 10 - 23:35
المحور: الادب والفن
    


خورشيد شوزي
أعمدة كردية
(1)
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي "الناس صنفان موتى في حياتهم .. وآخرون ببطن الأرض أحياء".
قليل هم الشعراء الذين يحسون ويلمسون ما حولهم بكامل حواسهم البشرية، والشعرية، ويستطيعون أن يسجلوا ذلك في قصائدهم بتلقائية شعرية، وبراعة فنية..
كان جكرخوين دائم الاهتمام بالسياسة ونشدان الحرية، والتي تركت آثاراً كبيرة على نتاجه الشعري والأدبي، متمثلة في قصائد تعدّ من أروع قصائد الشعر السياسي الكردي ونصوص الحرية وحب الوطن، والتي تتميز في كثير من الأحيان بطابع إنساني، يأبى أن يخمد في ظلّ الظروف الحالكة وسيطرة التعسف والعنف والصهر من قبل محتلي أرضه ومستعمري شعبه.
هو شاعر وإنسان متمرد، زادُه الحرف، ورداؤه الكلمة، تحيط بك لتتحسسه بفؤادك، انه الفنان الذي صاغ من الحرف وطن، والوطن صاغه مبدعاً صادقاً لم يكل من فتح نوافذ الضوء، لتهز بجذع الصدى، فتتنزل الكلمات تميمة شفيفة تنام عارية ملتحفة بسحر روحه المتقدة، وقلبه الكبير يظلل أشتات الأنفس والأفكار بشفافية.
والآن، وبعد إحدى وثلاثين عاماً، لا أدري هل يستطيع قلمي أن يجود ببعض من ألمه على رحيل شاعر فذ؟.. مع أني لم أترك لغير مشاعري تخط لحظات الشعور بالفقدان .. هكذا هي الروح عندما تستجيب بتلقائية لبلورة حزنها .. فالدموع ليست كافية .. والصمت أحياناً قد يجرح ضمائرنا المعذبة ونحن نقرأ بعضاً من حكايات رحيل أصحاب البصمات التي لا تغيب في الساحة الشعرية الكردية .. نودع جيل الرواد، ولكن الشعر سيبقى ينتج دوماً ما هو لائق به .. قررت أن أساهم بكلمات متواضعة جداً في رثاء صادق في الذكرى الحادية والثلاثين لرحيل شاعر كبير عظيم .. مع أني على يقين بأن العظماء لا يرحلون بل يولدون من جديد كل لحظة في قلوبنا..
شاعرنا العظيم رحلت عنا جسداً، لكن فكرك وإبداعاتك ستبقى خالدة بقلوب وعقول أبناء الكرد، وكلماتك تطرق مسامعهم، وتزيح وشاح الحزن عن حياتهم، فنحن نراك في كل حضور وفي كل مقام ينطق بحروف صادقة، فيصبح الموت حياة من خلال الكلمة.
(2)
نعزي أنفسنا والشعب الكوردي والعالم الحر في كل مكان، على رحيل كل مناضل كبير، ساهم بكلمة أو رصاصة أو غصن زيتون وأشعل مشعلاً للحرية والتضحية أنار درب النضال في سبيل تحرير شعبه، وأن يد الإجرام التي تغيبهم جسداً لن تستطيع تغييب ملايين المشاعل السائرة على درب النضال من أجل إحقاق الحق، ونيل الحقوق المشروعة والمغتصبة من الشعب الذي دفع وسيظل يدفع أثماناً باهظة على دروب حريته حتى ينالها، وسينالها لا محالة.
والاحتفاء السنوي بذكرى من أضاؤوا سماء وطنهم في لياليها الحالكة بمشاعل ضياء مسقية بدمائهم دفاعاً عن حقوق أهلهم وأرضهم هو جزء بسيط مما يستحقونه، ودين لابد من الوفاء به ليبقوا أحباء في قلوبنا، ولتكون شعلة ضياء لمن يحملون المشاعل من بعدهم، ولتظل أبواب الحرية مشرعة من خلال تضحياتهم.
لم ألتق مشعل إلا من أحد أصدقائنا المشتركين، وقد تكلمنا معه على الهاتف من دولة الإمارات، وتعرفت عليه من خلال صوته في الليلة التي سبقت اغتياله، لكني كنت أعلم كل شيء عنه، كنت أعلم بأنه أكبر حالم بالثورة .. وأكبر متنبئ بها.. شأن غيره من الثوار الحقيقيين، فقد كان من أوائل الدعاة إلى المجتمع المدني، ومن الموقعين على بيان المئة مثقف، ولجان المجتمع المدني، والمنخرطين في تأسيس النويات الأولى لحقوق الإنسان في سوريا...وكنت أعلم بأنه زميلنا في رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا.. وكنت أعلم الأفكار والرؤى والنظرة الثاقبة لهذا المناضل، والتي نمت وترعرعت في ظل نشأة فكرية متفتحة، وضمن رؤية إنسانية لا تقبل المساومة على قضية أو مبدأ أو حق، فاعتقل بسبب آرائه ونضاله، ووجهت له تهمة إثارة الفتنة لإثارة الحرب الأهلية، وأسقط عنه القاضي تهمتي نشر أنباء كاذبة وتشكيل جمعية سرية بقصد تغيير كيان الدولة الاقتصادي والاجتماعي، وحكم عليه لمدة 3 سنوات ونصف.. وأنه شارك بفعالية في غالبية المؤتمرات الداعمة لقضية وطنه مبتعداً عن الحزبية والتحزب، ويعتبر أن الكورد جزء لا يتجزأ من تركيبة النسيج السوري.
(3)
وعمر حمدي الذي توقف قلبه عن النبض، فنان كردي عملاق وكبير، توقف قلبه عن النبض بينما كنا قد وضعنا اللمسات شبه الأخيرة على عدد الجريدة، بعد صراع طويل مع أحد الأمراض المستعصية، فهز رحيله المفاجئ قلوب الكثيرين من متابعي رحلته الفنية، كأحد أهم الملونين العالميين، بل أحد الأوائل من بين عشرة ملونين عالميين مميزين. عاش حياة خاصة منذ سنوات طفولته الأولى، ومروراً بمرحلة دراسته إلى أن تخرج من معهد إعداد المعلمين في الحسكة، متعرضاً لسكاكين كتبة التقارير الذين منعوه من التثبيت في سلك التعليم، حيث كانت أسرته في أمس الحاجة إلى عمله، ما جعله يعمل خطاطاً وبائع تذاكر في إحدى دور السينما إلى جانب التعليم من خارج ملاك التربية على مسؤولية مدير إحدى المدارس، لتحتفل العاصمة دمشق بلوحات معرضه الأول الذي سيشعل فيها النار، بعد أن أصطدم بزيف الوجوه الفنية الرسمية، وليعمل في إحدى المجلات، مكرهاً، أثناء خدمته الإلزامية في الجيش، ويتم الاحتفاظ به، إلى أن يتدبر أمره، ويلوذ بالفرار إلى خارج سوريا، عن طريق لبنان، حاملاً رائحة أمه الرمز/نورا، أينما حل، لتكون مصدر دفء ألوانه كما قرية تل نايف التي كان قد أوصى بأن يدفن فيها، إلا أن وصيته لم تتحقق فدفن قرب العاصمة فيينا، بناء على قرار اتخذته زوجته وأبناؤه المغتربون في أمريكا.
ولقد استطعنا في "بينوسا نو" أن نعد ملفاً عن فناننا الكبير حمدي، نجلي بعض الحقائق، لاسيما أنه ومنذ أن وطأت قدماه أرض أوربا تعرض لحملة شعواء من قبل بعض أقرانه العاملين بعد أن ألظت نيران الحسد أفئدتهم، لأنهم لم يستطيعوا أن يجاروه في إبداعه، ما حدا بهم لبث الدعايات المغرضة ضده، ولقد كانت رؤيتنا واضحة، إلا أننا عبر ذلك الملف حاولنا أن نلفت الانتباه إليه، لاسيما أن أمر مرضه لم يكن قد أعلن على نحو عام، وقد حذت جهات أخرى حذونا إذ راحت هي الأخرى تدعو إلى ملفاتها حول هذه القامة الفنية التي تعد في طليعة فناني التاريخ المعاصر وليس فقط في طليعة فنانينا الكرد فحسب.



#خورشيد_شوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خورشيد شوزي - أعمدة كردية