محمد البورقادي
الحوار المتمدن-العدد: 4980 - 2015 / 11 / 9 - 15:24
المحور:
الادب والفن
سرحت بنظري
في نفسي ، وفي جسمي وفي بدني وفي ممشاي وفي قدماي ، وفي يدي وفي كل ما فيّ..
سألت نفسي من جعلني هكذا بهذه الدقة والترتيب ، بهاذا النوع من التهذيب ، بهذا الصنع العجيب ،..
سألتها من زودك بهذا الهندام المتميز الفريد، أمن كساك لحما بعد أن كنت عضما ..
أمّن جعل لك السمع والبصر والفؤاد ، أمن سواك بهذا التناسق والتكامل العجيب..
أمّن قوّاك وبثّ فيك من كل الوضائف والآليات ، والميكانيزمات والطاقات ، بناء فذّ وقوامٌ مذهلٌ وانسيابيةٌ لا مثيل لها، ومرونة لا تضاها ولا يقاس عليها ..
أمّن أعطاك بصرا ثاقبا يخترق كل الموجودات ، وسمعا حادا يصفّي كل الأصوات ويميز كل الفضاآت وكل ذالك بجودة وإثقان يعجز كل ذي لب عن وصفه وإدراك كنهه..
أمّن آتاك عضَلا وعروقا، ودما وأمعاء، وكبدا ومعداً ،
أمن آتاك قلبا نّباضاً ورأتان يملآن صدرا، ويدان يبطشان ورجلان يمشيان وطاقة وحركة لا مرئية ولا مسموعة تدفع كل ذلك وفق إرادتك وتسير تبعا مشيئتك ...
سألتها من ذا الذي جعل فيك معملاً يقوم بعملياتٍ حيويةٍ يعجز عن الإتيان بمثلها حكماء الأرض ولو اجتمعوا كلهمُ ، معملاً ذا تسيير آليٍ أوتوماتيكيٍ ومناعة قوية وصيانةٍ ذاتيةٍ لا دخل لك فيها من قريب ولا من بعيد ..
وأنظمةِ استشعارٍ على الدوام مأهّبةً ،لإنذار قائد علويّ ومدير حكيمٍ يقبع في قرار مكينْ ، فيتخد حلا سريعا يذهلُ البرقُ من سرعته فيكون بذاك الجسم سليم ..
وعقل يزيد البدن وقارةً ويميزه عن غيره، كونه مناط تكليفٍ وتشريفِ. يضبط به الإنسان صوابه، ويعلّمه بذاك ما لم يك من قبلُ يعلمُ..
بل من خلقك من قبل ولم تك شيئا مذكورا ، أمن بثّ فيك من روحه وجعلك حيا تسعى ..
أمّن سواك رجلا بعد أن كنت نطفة من مني تمنَى تخرج من بين الصلب والترائب ، أمن حفظك ورعاك و قد صيّرت علقة في مكان أمينٍ وحضن رحيمٍ..
أمّن كسا عظمَك لحما فغدوت خلقاً آخرَ وصرت نشأً جديدا.. فتبارك الله أحسن الخالقين
أمّن فطرك على التوحيدِ وهداك صراطا مستقيما، وشرّفك بأن تكون من عباده ومطيعيه ونهج لك نهجاً حكيما ، فيه صلاحك في الأولى وفلاحك في الأخرى..
أمّن وعدك بجنة عرضها السماوات والأرض إن عرفت بحق خلقك وكنت من المتقين ولم تك من العابثين ، أمن علّمك وأدراك بهذا في كتابه الحكيم في سبيل إسعادك وفلاحك ..
إنه الحكيم المجيد، الرحمان الرحيم ، فسبحان ربنا رب العرش العظيم ..
#محمد_البورقادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟