محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)
الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 22:31
المحور:
كتابات ساخرة
عقولنا ألسنــتــنــا .. الرجم في الحالتين!
العالم العربي أضحىَ مقسَّما ومصنفاً إلىَ مع و.. ضد، إلىَ أبيض و ..أسود،إلىَ إسلامي و..علماني، إلىَ أمريكي و..روسي، إلىَ شرقي و..غربي، إلىَ مدني و..عسكري!
كل واحد منا كالمغناطيس يلتصق بهذا أو ينجذب إلى ذاك!
حياتنا كلها مُفــَـصَّلة هكذا، والعربي لا يستطيع أن يقف في الوسط وينظر في كل الاتجاهات، ثم يختار أو.. لا يختار!
إذا توقفنا أمام معضلة تحتاج إلى العقل، أسرع اللسان ليبدي وجهة نظره، فالطائرة سقطت بصاروخ أو قنبلة، وديفيد كاميرون كان يتعمد أو أنه حَسِن النيــّــة، والحادث مؤامرة على مصر أو مصادفة.
لا يوجد عربي، إلا ماندر يطلب من لسانه أن ينتظر قليلا حتى تأتيه نتيجة التفكير مباشرة من عقله، فالمسافة بين الدماغ واللسان أقصر منها بين لندن والقاهرة، أو بين الجزيرة والفضائية المصرية.
كل الألوان بهتت وبقي لونان، وكل التفسيرات اختفت وظلت الــ( لا ) و الــ( نعم ) تتأرجح على ألسنة شعيراتها ملتصقة، لا تحسّ ولا تتذوق!
في الصداقة والحب والسياسة والدين والثقافة والكتابة والنغم والمال والحرية و .. فنحن لا نعرف متفرعات وشوارع جانبية وفترات انتظار حتى تستوي المعضلة على رأي أو نصف رأي أو حياد سلبي أو ايجابي.
كلنا مربوطون بألسنـَـتـنا، ولسنا عل استعداد للمقارنة أو إعمال العقل أو اصطحاب لمسة حب مع الكراهية، أو اللجوء لذرة معارضة مع التأييد، أو زيارة الكوخ في الطريق إلى القصر، أو نظم بيت غزل في قصيدة هجاء، فالعالم ينتظرنا على ناحية واحدة، ولا يسمح لنا أن ننام على الجنبــيــن.
أنا عربي فإما أن أحتضنه أو أطعنه، أن أصافحه أو أطلق النار عليه، أن أستشرق في بلدي أو أستغرب في بلادهم، أن أقرأ بنهم أو ألعن الكتاب.
نحن غير قادرين على الحُكم في أي قضية في حياتنا اليومية، لا يمكن أن تتعسكر وتأخون وتتعلمن أو تدمقرط في وقت واحد، فالعرب إذا لم تأخذ جانباً أسرعوا إليك ونقلوك رغم أنفك إلى الجانب الآخر.
يجبروك أن تنحاز، فإذا انحزت طلبوا منك تفسيراً، فإذا فســَّــرْتَ رجموك حيا وميتاً.
العرب يكرهون زعمك أنك لا تعرف، فإذا قلت رأيك غضبوا منك لأنك تعرف!
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
أوسلو في 8 نوفمبر 2015
#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)
Mohammad_Abdelmaguid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟