حسن عجمي
الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 19:33
المحور:
الادب والفن
غزل فلسفي : كولونيا
كولونيا
مَن هُم هؤلاء
الذين يأتون في منتصف الليل
و يتكلمون و لا نسمعهم؟
مَن هُم هؤلاء؟
كولونيا
لا تسألي عما سيأتي
فكل الكون قد مضى
و نحن في الأزل لم نزل
دقات قلب الله.
كولونيا / هل الزمن وهمٌ أم حقيقة؟
كونٌ بلا زمن كونٌ بلا إنسان.
و إنسانٌ بلا وهم شبه إنسان.
كولونيا / أعشق الذين يحيون قليلا و يموتون قليلا.
كولونيا / هل ضريحكِ يسعني كي أستريح قليلا؟
كولونيا
نحن جدرانُ منازلنا.
نحن كلماتُ منازلنا.
نحن الذين متنا و ما زلنا.
كولونيا
كيف تحزن الأشجارُ و تبكي؟
كيف تفرح و كيف تهذي؟
كولونيا
لماذا أسمع أصوات الآخرين
و لا أسمع صوتي؟
كولونيا / أنا أيضاً عانقتُ الطفلَ الذي تعانقيه.
أنا أيضاً رحلتُ و لم يودّعني أحد.
كولونيا / ما زلتُ الطفلَ الذي تقبّليه.
كولونيا / ما الفرقُ بين العودة و الرحيل؟
العودة رحيلٌ آخر و الرحيلُ عودة أخرى.
كولونيا / أنا هنا كي أراقب ذاتي
كي أشاهد ولادتي و رحيلي.
كولونيا
الحياة ذاكرة الكون و الوجود.
الحياة فكرة الزوال و رغبة الخلود.
كولونيا
الكون ذاكرة تستذكر ذاتها
الكون لغة تخاطب ذاتها.
و اللغة جسدٌ نرتديه
نحيا و نموت فيه.
كولونيا
الكونُ عقلٌ يعي و يجهل ذاته
فلا يتوقفُ عن إنجاب ذاته
لا يتوقفُ عن إنجاب
أحفاده و أجداده.
الكونُ إنسانٌ يعي و يجهل ذاته.
كولونيا
لماذا كلما ازدادت بلاغتنا إزداد جهلنا
و كلما ازداد إعجاز لغتنا عجزنا؟
كولونيا / الكونُ وهمٌ
و الوهمُ أصدق من الحقيقة.
الحقيقة جمع أوهام الخليقة.
كولونيا
أهديكِ ضحك الأشجار و قبلة الياسمين.
كولونيا / لماذا أرى الجمالَ في كل شيءٍ
و أرى الله في كل شيءٍ جميل؟
كولونيا / لماذا أعانق الأحزان
بفرح العودة و الرحيل؟
كولونيا
أهديكِ كلام النجم و دموع الياسمين.
كولونيا
كيف تجري البحارُ في نبض البشرْ
و تجري الأنهارُ في نبض الشجرْ
و يحيا الإنسان في شمس مظلمة؟
كولونيا
لماذا الحياة لا تكتفي بالحضور
و الموت لا يكفي للرحيل؟
كولونيا / بما تتكلم الكلمات
حين تجلس ساكتة؟
كولونيا
أنا نهرٌ بلا ماءْ
و غيمٌ بلا مطرْ
لم يعشقني حضورٌ
و لم يعشقني سفرْ.
كولونيا / نحن سجناءُ ظلالِ طفولتنا.
نحن الذين متنا و ما زلنا.
كولونيا / أعطرٌ أنتِ أم أنثى؟
كولونيا / لماذا لا نشبه أنفسَنا؟
لماذا لا نشبه الآخرين؟
كولونيا / أهديكِ أحلامَ المطر و أحلامَ الياسمين.
كولونيا / أهديكِ كلامَ المطر و كلامَ الياسمين.
#حسن_عجمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟