عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4978 - 2015 / 11 / 7 - 18:52
المحور:
الادب والفن
أخبار جدتي الحكيمة والرب
أمسكت بيدها المرتعشة
مرآة صغيره
كان القلب يتسارع في دقاته
كأنه يعدو خلف طريدة
رأت وجهها مشوشا على سطح المرآة
عيناها تكاد تغلق برفيف سريع
ها هو قادم
يحمل زهرة
وبيده الأخرى يقود جدتي العجوز
إنها لحظة الحقيقة
زهرة عادت جميله
بعد أن داهمها الخطر
وسقطت
من على شرفة الدار .
نخلتنا ونخلة الجيران
بينهما حبل من مسد
في العيد
يتزاحم الصغار حول المكان
فتتحول تلك البقعة
إلى ما يشبه الجنة
مراجيح
نصفها لنا
ونصف الجيران لهم
هكذا ننتظر العيد
وتنتظر معنا أحلامنا
كما كبرنا وصرنا نستحي من المراجيح
لم يعد ذاك المكان جنة
فقد شطره جدار من الحجارة والطين
وصار نصف الجيران بعيد .
في بيت الجدة
يمكنك أن تفعل ما تشاء
بيت الجدة كقلبها
يتسع ويتوسع
باسم الله
لكن حذار من أن تدنس
بيت الرب
تقول الحكيمة أن مكان الصلاة
في غرفتها الوحيدة
هو بيت الرب ..... ربها البسيط
وأنها ولوحدها تسمع الحديث
حين تدعوه للكلام
فيستجيب
عاش هذا الرب الجميل
ويسقط الفقر .............في بيت
يسكنه الرب .
الصغار يحبون المطر
غير أن الكبار يخافون من عجرفة الماء
إذا انهمر
بين ضحكة البراءة
وضيق الحال
تتدهور العلاقة بين السماء الكريمة
وشوارع المدينة المصنوعة من تراب
تقول جدتي لو أكرمنا الرب بقليل منه في القيظ
وقليل من برد الشتاء
هذا على هذا
الحمل أستوى
ولكن رب السماء له قرار مختلف
أنه مع ضحكة الأطفال دوما
ولا يأبه بضيق الكبار
الله رب الصغار .
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟