سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4978 - 2015 / 11 / 7 - 04:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حول القراءات التاريخية!
سليم نزال
هناك نوعين من القراءات التاريخية الاولى هو القراءة المعاصرة التى تعنى قراءة التاريخ من منظور معاصر . و الثانية هو القراءه التزامنية التى تعنى قراءة التاريخ حسب فهم و افكار المرحلة التى تدرسها بدون ان تقيمها بافكار الباحث المعاصر.
و يمكن الاستفاده فى هذا الصدد بافكار مفكرين المان مثل تلثى و هايدجر و غادامار او بصفة عامة من ما يسمى مدرسة التفسير التى تعنى بدراسة النصوص القديمة .و حين يدرس المرء نصا قديما فانه يفترض بالباحث ان يعيش المرحلة و يفكر باليات تفكير المرحلة التى يدرسها .لهذا السبب احذر دوما من اسقاط التاريخ على الحياة المعاصرة لانه ان فعلنا ذلك فمعنى هذا دخولنا فى صراعات لا تنتهى .و انا اعتقد ان قسما ما من صراعات الحاضر سببها الاسقاط التاريخى على الواقع المعاصر. و انا استخدم تعبير الاسقاط لانى لا اعرف تعبيرا افضل و هو تعبير مستعار من دراسات علم النفس و يعنى اساسا اسقاط تفكير الانسان على الاخر لكن توظيفه فى الدراسات التاريخية اسقاط فكر مرحلة على مرحلة اخرى .
دعنى اعطى امثلة لاوضح ما اقول .فى المفهوم المعاصربما فيه القانون الدولى مثلا يعتبر هجوم قوات مسلحة من المدينة على مكة هو عمل عدوانى و اهل مكة كانوا فى حالة دفاع عن النفس .و القانون الدولى المعاصر و الثقافة المعاصرة تمنحهم الحق فى الدفاع عن انفسهم لان اخرين يسعون لفرض افكارهم الدينية عليهم بالقوة.و تستطيع تطبيق هذا الامر على اجتياج بلاد فارس و تدمير الديانة الزرادشية و فرض ديانة اخرى . مثلما تستطيع تطبيق ذات المثل على ما قامت به القوات الاسبانيه فى جنوبى امريكا من الغاء لمعتقدات الشعوب هناك بالقوة و فرض قيم جديدة عليهم.
لكن لا يقرا المرء هذا قراءه معاصرة بل قراءة تزامنيه .
المصيبة فى بلادنا هو ان بعض التاريخ صار يقرا قراءة معاصرة الامر الذى يؤدى الى تابيد ذاكرة الصراعات القديمة و هو عمل احمق فى راى .
و لهذا كنت دوما من المنادين بجعل هذه الدراسات مقتصرة على معاهد الدراسات التاريخية و الدينية و دعوا الناس المعاصرون الذين لا ناقة لهم و لا جمل فى احداث التاريخ يعيشون معا بسلام.
من اصدارات الكاتب الاخيرة
الطريق الى بغداد .
حصاد مر .نظرات فى الفكر و الثقافة و علم الاجتماع السياسى
الكتابين على النت مجانا.
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟