أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - غموض وراء القرار الروسي بوقف رحلات طائراته المدنية الى مصر















المزيد.....


غموض وراء القرار الروسي بوقف رحلات طائراته المدنية الى مصر


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4978 - 2015 / 11 / 7 - 03:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن للمتابع لأحداث سقوط الطائرة الروسية فوق صحراء سيناء، أن يتفهم موقف الطائرات الأوروبية كالطيران الفرنسي والهولندي، بل وقرار شركات طيران عربية كشركات الطيران الاماراتية ... بالتوقف عن التحليق فوق سيناء. كما يمكنه أن يتفهم موقف الحكومة البريطانية التي قررت التوقف عن السفر الى مصر، بعد أن كشفت بأن تقارير استخبارية (غير مؤكدة) أفادت باحتمال وجود قنبلة على الطائرة الروسية أدت الى انفجارها. ولكنه يقف مفكرا ومتريثا أمام سبب القرار الروسي بوقف كامل لرحلات طائراته الى مصر كلها.

فطالما رددت روسيا بأنه لا يجب استباق الأحداث، وانتظار التقرير الرسمي الصادر عن المحققين الذين ما زالوا يدرسون تسجيلات الصندوق الأسود للطائرة. فما الذي دفع الرئيس بوتين اذن لعقد جلسة طارئة وعاجلة لمجلس أمنه القومي، يقرر بعده توقيف كامل رحلات الطائرات الروسية، ليس الى شرم الشيخ وحدها، بل الى كل المطارات المصرية.

فهل كان ذلك نتيجة ظهور بوادر اقتناع لدى روسيا بوجود احتمال كهذا ... اي احتمال وجود عمل تخريبي ارهابي؟ ولو كان الأمر كذلك، هل كان يستدعي الأمر وقف الرحلات الروسية، أم مجرد المطالبة بتشديد اجراءت الأمن في المطارات المصرية، اذا كان المطلوب هو العنب وليس الناطور.

فما يحدث الآن من وقف متتابع لرحلات الطائرات الى مصر، سيقود في نهاية المطاف الى تدمير صناعتها السياحية والفندقية التي تحقق دخلا هاما من مداخيل مصر، الى جانب مدخولها من رسوم العبور بقناة السويس اللذان يشكلان معا، اضافة الى صناعتها وزراعتها المعززة بمياه السد العالي، صلب اقتصادها وموارد ميزانيتها. فهل هناك مخطط يسعى لتدمير الاقتصاد المصري، مما سيعزز موقف الاخوان المسلمين والتجمعات الارهابية المتواجدة في سيناء وفي غيرها من البلدان. وأنا لا أعتقد بأن للروس مصلحة في حصول ذلك، خصوصا وأن روسيا تسعى لاكتساب صداقة مصر لا لخسارتها، بل وتتطلع الى اكتسابها عضوا في التحالف الروسي السوري الايراني، بل والأردني أيضا، القائم لمكافحة الارهاب.

فهل هناك أسباب أخرى خفية دفعت روسيا الاتحادية لاتخاذ ذاك القرار، كأن تكون القناعة الروسية، بعد متابعة أجزاء من تسجيلات الصندوق الأسود، قد بدأت ترجح احتمال تفجير الطائرة بقنبلة زرعت في مطار شرم الشيخ، مستفيدة من ضعف بعض الاجراءات الأمنية فيه؟

وبات طبيعيا عندئذ، أن يستنتج الرئيس بوتين، ان التفجير شكل ردا وانتقاما للعمليات الروسية ضد الارهاب التي تشارك روسيا فيها على الأراضي السورية. فهو صفعة لروسيا، ومحاولة من الارهابيين للتخويف وحث الدولة الروسية على التراجع أو التريث في موقفها. وهذا أمر ما كان الرئيس بوتين سيتقبله برحابة صدر، نظرا لتناقضه مع المخطط الروسي الساعي لمكافحة الارهاب بأي ثمن.

وأنا ليس لدي معلومات مؤكدة حول الاستنتاج الذي سأورده للتو. لكنه استنتاج مبني على المنطق وعدم استبعاد وجود رسالة كهذه وراء عملية التفجير تلك التي أودت بحياة 210 مواطن روسي.

فالرئيس بوتين المصمم على مكافحة الارهاب، لا لكونه يهدد حليفته سوريا فحسب، بل لأنه يهدد أيضا الجمهوريات في الاتحاد الروسي وخصوصا الاسلامية منها، بات يتوجه بطبيعة الحال نحو توجيه رد قاس على رسالة الجناة القابعين فيما يسمى بولاية سيناء. وربما تضمن رده المتوقع، الاغارة بكثافة على مناطق تواجد تنظيم ولاية سيناء وغيرها من التنظيمات الارهابية المتواجدة في تلك الصحراء الواسعة.

وقد لا يكون من المستبعد أن يكون الرئيس الروسي، قد طلب من الرئيس السيسي السماح لطائراته العسكرية بالتحليق فوق سيناء وتنفيذ عملية كبرى وحاسمة ضد الجناة. ولكن الرئيس السيسي، (وهذا مجرد افتراض واجتهاد وتحليل ولا يستند الى معلومات)، تردد في الموافقة على ذلك، لا لعدم رغبته فيه، بل لوجود اتفاق كامب ديفيد الذي يحد من قدراته على التحرك في منطقة حساسة جدا هي سيناء. فجاء الغاء رحلات الطائرات الروسية الى مصر، وما يحمله ذلك من خسائر لمصر باعتبار أن السياحة الروسية ، هي من أقوى أنشطة السياحة في مصر. وبالتالي جاء القرار الروسي كورقة ضاغطة على الرئيس المصري.

فتلك الصحراء المصرية المعروفة بحرارة مناخها، قد قسمت بموجب معاهدة كامب ديفيد الى ثلاث مناطق، واحدة منع فيها أي تواجد عسكري للقوات المصرية ، وهي المنطقة المحاذية للحدود الاسرائيلية. وثانية منطقة وسطى يمكن تواجد رجال الأمن فيها مع عدد قليل من القوات المسلحة المصرية. وثالثة يمكن للقوات المصرية التواجد فيها بالقدر الذي تحتاجه دون حدود مشترطة، وذلك لغاية حماية الملاحة في قناة
السويس المحاذية للصحراء . ومجموعات تنظيم ولاية سيناء وغيرها من التنظيمات الارهابية، متواجدين بشكل أساسي في المنطقة الأولى المحاذية للحدود الاسرائيلية، وربما في المنطقة الثانية أيضا. وهذه القيود على تواجد القوات المصرية بموجب المعاهدة، هي التي ساعدت على تنامي قوة التنظيمات الارهابية في سيناء نتيجة محدودية قدرة القوات المصرية على التحرك فيها. وهذا يعني أن حماية أمن اسرائيل وحماية حدودها، بات يفرز موقعا آمنا للارهابيين يساعد على تنامي الارهاب في سيناء ويمنع التصدي له بالشكل الصحيح والملائم.

فاتفاقية كامب ديفيد اذن تقيد الرئيس السيسي، كما بدأ يتجلى تدريجيا، في مدى قدرته على مكافحة الارهاب، بل وقد تمنعه أن يسمح لدولة أخرى بتنفيذ عملية عسكرية في تلك المنطقة حتى لو كان المراد منها مكافحة الارهاب. فالأمر لا يحتاج الى موافقة مصرية فحسب، بل الى موافقة اسرائيلية أيضا لتقبل تدخل كبير كهذا. والأرجح أن تتردد اسرائيل بالقبول حتى لو طلبت روسيا ذلك منها، وذلك خوفا على أمنها العسكري الذي قد تتذرع به، وربما أيضا حماية لأولئك الارهابيين الذين يتجولون أحيانا بحرية في تلك المنطقة، نتيجة الحماية التي توفرها لهم اتفاقية كامب ديفيد وبنودها التعجيزية.

ولا يستبعد بعض المراقبين، أن يضطر الأمر مصر في مرحلة ما، الى اعادة النظر في معاهدة كامب ديفيد اذا كانت تريد حقا استئصال الحركات الارهابية المتواجدة في سيناء. فالمعاهدة قد تضمن الأمن لاسرائيل، ولكنها تؤدي تدريجيا الى الفوضى في مصر، بل وتضر بعلاقة مصر بدول أخرى صديقة كالدولة الروسية التي تضررت، كمصر، من مدى قدرة الارهابيين على التحرك بحرية ولو محدودة نسبيا على أراضي سيناء التي هي أراض مصرية.

فالقرار الروسي بوقف رحلات الطائرات الروسية الى مصر، يبدو لي كورقة ضاغطة على الرئيس المصري، تحثه على اتخاذ قرار شجاع ومصيري رفضا منه للقيود القاسية التي تفرضها كامب دبفيد على مصر، وعلى مدى استقلالها الحقيقي، وباتت تؤدي، لا لالحاق الأذى بمصر وحدها، بل أيضا بأصدقائها كالاتحاد الروسي الذي تلقى صفعة من تنظيم ولاية سيناء، ولن يرضى الرئيس بوتين المعروف بقدرته على اتخاذ القرارات الشجاعة والقاسية، السكوت عنها حتى لو اضطره الأمر للدخول في مواجهة مع اسرائيل ذاتها.

وغدا لناظره قريب.

ميشيل حنا الحاج
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية THINK TANK
عضو مستشار في المركز الأوروبي العربي لمكافحة الارهاب - برلين
عضو في مركز الحوار العربي الأميركي - واشنطن
كاتب في صفحات الحوار المتمدن - ص. مواضيع وأبحاث سياسية
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية
عضو في رابطة الكتاب الأردنيين - الصفحة الرسمية
عضو في مجموعة شام بوك
عضو في مجموعة مشاهير مصر
عضو في مجموعات أخرى عديدة.



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخطاء الاستراتيجية الأميركية والكوارث التي تسببت بها
- مدخل إلى مفهوم الاستراتيجية في نهاية مطافها 2 *
- مدخل إلى مفهوم الاستراتيجية في نهاية مطافها - 1 *
- هل تعطل الحرب بالوكالة على الأرض السورية، منجزات مؤتمر فيينا ...
- متى يبق نتانياهو البحصة التي في فمه ويعلن عن مطالبه الحقيقية ...
- هل تخلى صانع الحلم العربي عن الحلم العربي وتوجه نحو الحلم ال ...
- تحذير للمسافرين بالطائرة عبر الأجواء الاسرائيلية: استخدموا ا ...
- مفاجأة المشاركة الأردنية لروسيا في مكافحة الارهاب، قد لا تكو ...
- هل تمنع سلطات اسرائيل الطائرات ألأجنبية من استخدام مراحيضها ...
- نحو انتفاضة فلسطينية على الطراز الجزائري
- هل سقط مخطط اسرائيل باستخدام الربيع العربي لانهاء الحلم الفل ...
- هل أقام في البيت الأبيض يوما ما، رئيس كنيرون.. قيصر روما الذ ...
- جولة في البرجين، وتمثال الحرية، وسور البيت الأبيض، ثم جراند ...
- متى يلتقي القطبان ليقررا كيفية حل النزاعات الدولية قبل انقضا ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لهجمات 11 ايلول 2001، يبقى الغموض حول ...
- تعظيم سلام لميركل، وتعظيم سلام أشد وأقوى للأردن
- عشية لقاء سلمان بأوباما: هل سيكون اغتيال الانسانية أحد الموض ...
- هل بتنا نقترب من حرب دولية على الأرض السورية، أم على الباغي ...
- هل حلت حرب المعلومات في سوريا، محل حرب الأسلحة التقليدية وال ...
- تطوير مشروع الحل الوسطي للأزمة المتفاقمة في سوريا، ليصبح أكث ...


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - غموض وراء القرار الروسي بوقف رحلات طائراته المدنية الى مصر