أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - علوش وسنة... (البلابوش)














المزيد.....

علوش وسنة... (البلابوش)


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4978 - 2015 / 11 / 7 - 00:14
المحور: كتابات ساخرة
    


تُسمى سنوات العراقيين بأسماء مشتقه من أبرز أحداثها وبأسماء عامه على مستوى بلد أو رقعه واسعه مثل :(سنة لوعه وسنة ابو زويعه واخرى تقترن بالطاعون وثالثة بالجدري والفيضانات ... الخ) , وهناك أسماء تختص بمنطقه محدوده مثل : (سنة حريق السوق في مدينه أو موت شخص مهم في منطقه أو معركة عشائر ضمن قصبه أو ناحيه) ونادرا ماتسمى بأسماء تقترن بفرح لكثر ما مر على هذا البلد من مآسي , وفي منطقة ما سُميت إحدى السنوات (سنة البلابوش) ... تسميه إجترحها أهل تلك المنطقه لتحديد سنه مكروهه في ذاكرتهم رغم عدم بروز وضع كارثي عام ..., وبعد مرور سنوات جاء ألأحصاء السكاني لسنة 1957 لُيَثِبت معلومات القيود لكل مواطن عراقي حسب مقابلات اللجان التي كُلفت بهذه المهمه , ومن بين ما إعتمدته تلك اللجان أن تسأل من تقابله أو تسأل المسن من عائلته عن حدث بارز في سنة ميلاده لتستدل على ماتكتب في صفحة قيده , وحين توجه رئيس اللجنه للشاب الجالس أمامه عن أبرز حدث رافق ميلاده أجابهم والده (مزهر صار بسنة البلابوش) !! , ولم يكن أي من أعضاء اللجنه قد سمع بتلك السنه , كما لم يعرف أي إنسان مظهر دال على حاله يُعبر عنها بهذا ألأسم ولحسن حظ الجميع إن أحد عقلاء القريه كان حاضرا فأوضح للضيوف إن تلك السنه جاءت قبل الفيضان ب10 سنوات , سهلت المهمه على أعضاء اللجنه لان العديد من أبناء القريه وبناتها من تولدات تلك السنه , وتحركت غريزة حب ألأستطلاع لدى أحد أعضاء لجنة ألأحصاء فتوجه بالسؤال للحضور عن سبب تلك التسميه في هذه القريه دون غيرها , فأجابه أحد المسنين بما معناه إن تلك السنه شهدت وفرة بالماء دون فيضان مما ميزها بغزارة المحاصيل الزراعيه ووفرة الصيد البري والنهري ولم تشهد إنتشار مرض ما , ومع كل ذلك (وبأستثناء اللصوص) لم تتمكن العوائل من توفير مستلزمات الزواج لأبنائها رغم قلة تكلفتها آنذاك بل حتى كسوة العيد لأطفالهم صارت بعيدة المنال , وألأدهى وألأمر إن القوت لم يعد متيسرا في منتصف الشتاء حتى بمستوى ماكان يتوفر منه في سنوات الجفاف والفيضان , وسبب ذلك هو مجيء شخص للقريه إدعى إنه يُصلح ألأدوات المنزليه وعدد الفلاحه المعروفه آنذاك (المنجل والفاله والفدان والخنجر والرحي .... وغيرها ) وقد بنى لنفسه كوخا في أحد أطراف القريه ووثق علاقاته مع عدد من أبنائها حيث كانوا يتوجهون لكوخه منذ أول خيط للظلام وكل منهم يحمل في يده كمية من الحبوب , ويتكرر المشهد يوما بعد يوم , والرجل يتوجه منذ الفجر نحو سوق المدينه القريب محملا حميره ألأربعه ليبيع أحمالهن ثم يعود , لقد إعتادت القريه قبل تلك السنه على ترك الحبوب خارج الدور بوسائل خزن بسيطه ولم تشهد حالة سرقه سابقا , لكن الناس بدأوا يلاحظون تناقص واضح في مخزونهم , وشكا بعضهم للأخر مما يلاحظون فقال أحدهم(يمكن طعامنا طكه بلابوش) ومن هنا جاءت التسميه , أما سر (البلابوش) فلم نكتشفه إلا بعد رحيل ذلك الوافد الغريب , فقد تمكن الرجل مع إقناع نفر من شباب القريه بسرقة كميات غير محسوسه من الحبوب من بيوت أهلهم وجيرانهم على ان تكون السرقه شامله للجميع وبما يكفي لتحميل حميره كل يوم ليبيع السرقات ويقتسم معهم المبلغ مناصفة , ومن تلك السنه أصبح في قريتنا العديد من اللصوص الذين لبسوا ناعم الثياب وتزوجوا النساء دون أقرانهم وكان نصيب القريه ما ذكرته لكم من نقص المؤونه وضيق ذات اليد .
السيده (علوش) دخلت على خط المسؤوليه في سنة (بلابوش العراق) حيث هبوط أسعار النفط ومديونية ألأمانه عن مشاريع سابقه لم يُنفذ بعضها وبعضها ألأخر (فضائي) على الورق فقط , وحيث يعشعش الفساد في دوائر ألأمانه بأرقام مسروقات فلكيه , ومع هطول الغيث أصبحت في حال لايُحسد عليه أحد , فقد أصبحت في مرمى النبال بذنوب من سبقها ولربما نالها (من الطيب نصيب) , لانبريء ساحتها ولا نُدينها لكن المؤكد إنها مُبتلاة بما فعل السابقين ..



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلاصتان من رحيل مسؤول
- ألخطف والنصب وإنتشار المخدرات ...
- ماذا وراء ذلك ؟؟؟
- عودة الصحاف وزيرا ...
- ألمدارس ...(1)
- ألمهاويل والمخابيل وصناعة ألأباطيل
- العجائب في سلم الرواتب
- فليساتنه .. بم ...بم
- سيدي ياحسين
- حوار الطرشان
- حسينهم وحسين الحاج (قاسم) ..
- ثم ماذا ...؟
- كلهم مع التظاهرات قلبا وقالبا
- (ألكاره) و(القاع) ... وأسباب الضياع
- إتقوا الله يا آل (مدري ياهو)
- (الحمِنان) و(الصابون) وتراكم الديون
- (ألذبح)..و(التفسيق)
- (ألويرات) ... وسكان العشوائيات
- حكاية (شرهان) وطامة العراق
- صرنه مصرف للجماعه


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - علوش وسنة... (البلابوش)