|
ما هو المطلوب من الأشوريين في هذه المرحلة
فواد الكنجي
الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 08:17
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
إن الناظر إلى أحوال الأمة الأشورية اليوم وما تعيشه من مآس مروعة وجرائم شنيعة في العراق و سوريا، بعد ان تكالبت عليهم القوى التكفيرية لتصفيتهم، فدمرت وشردت وقتلت أطفالهم، ورجالهم، ورملت نساءهم، وأحرقت منازلهم ومزارعهم بوحشية ليس لها نظير، كل ذلك حدث للأشوري العراق وسوريا على مرأى ومسمع من الدول والمنظمات والمؤسسات الدولية والحقوقية في العالم اجمع . فما هو دورنا كأشوريين في مواجهة هذه المآسي.....؟ وقبل أي رد نحن نسال: أين هي القرارات الدولية....؟ وأين نتائج المؤتمرات بشأن أوضاع المنطقة المستهدفة من قبل المنظمات الإرهابية... ؟ وأين هي هيبة المنظمات و سمعة الدول الكبرى والعظمى مما يحدث بحق القوميات الصغيرة و الديانات الغير المسلمة في منطقة الشرق الأوسط الملتهب ... أين كل ذلك....! إنه يمرغ تحت أقدام ثلة وحفنة من الإرهابيين الدواعش والعنصريين والقتل واللصوص.. فهل حقا القوي الدولية لا تستطيع أن تردع أمثال هؤلاء.......؟ إن الجواب لا يخفى على لبيب عاقل، إنه- لا محال - التواطؤ والتآمر الذي يبصرنا بحقيقة الأعداء، واحد يضرب والثاني يشجب والثالث يؤيد، والرابع يخالف وهلم جر.... لتمضي قضية استهداف الأشوريين والتهجير ألقسري والنزوح ملايين الأشوريين لتخلى مناطق بالكامل، كانت إلى الأمس القريب عامرة بسكانها الأشوريين، ومع مرور الأيام تزداد الحرب نكالا، والنار تزداد اشتعالا... والعنصريين والشوفينيين والدواعش الإرهابيين يتوغلون أكثر وأكثر في إجرامهم وبغيهم ضد الأشوريين المسيحيين....! أين حقوق الإنسان....؟ أين أنصار المرأة.. والمرأة الأشورية تحمل سبيه وتغتصب وتأسر ؟ أين حماة الطفولة .. وأطفال الأشوريين مشردين في مخيمات النزوح بدون كساء ولا دواء ولا تعليم ....؟ أين الذين ملئوا العالم ضجيجا وهم ينادو بمبادئ الإنسانية والحرية والديمقراطية وحق تقرير المصير، التي خدعوا بها الكثير من الشعوب طوال مائة عام وأكثر ...؟ فهل ترى بغيا أشد من هذا البغي....؟ وهل ترى إجراما أفظع من هذا الإجرام....؟ نعم ان القضية الأشورية اليوم تمر بمرحلة خطيرة.. وخطيرة جدا في تاريخها، اذ يتصور أعداء الأمة الأشورية المسيحية أن الوقت قد حان لهم عبر زمر الإرهاب الدواعش لحسم الصراع التاريخ ضد الحضارة الأشورية في وادي الرافدين والذي امتد طويلا لتصفية وجودهم القومي والديني من المنطقة، لتنهيهم في بلاد الشتات والغربة متناثرين هنا وهناك ، لتنهي أمل ملايين اللاجئين الذين نزحوا قسرا للعودة إلى وطنهم العراق، ارض الإباء والأجداد، فيقتلوا فيهم عزيمتهم النضالية وصمودهم المعروف عنهم تاريخيا، بعد ان استبيحت أراض الوطن لثلة من المجرمين والقتلة واللصوص من الدواعش وأذياله الذين تم دعمهم من قبل دول إقليمية في المنطقة عرفوا تاريخا بمدى حقدهم دينيا وقوميا على امتنا الأشورية تحديا ولشعوب المنطقة بصورة عامه ليثير فيها فتن قومية ودينية وطائفية ومذهبية مقيتة ليستبيحوا كل شيء من الدماء والأعراض والأموال، بعد أن استولوا على مناطق واسعة في العراق وسوريا ومن ضمنها وقعت تحت سيطرة هؤلاء المجرمين أراضي وقرى وممتلكات أبناء امتنا الأشورية في العراق وسوريا ... ولكن خاب ضنهم وخسئوا ... وسيخيب، فان كانوا قد تمكنوا من نيل من بعض بلدات وقرى أهلنا وعوائلنا هنا وهناك في ظروف استثنائية وهم بدون السلاح، نقولها لهم بان المعركة لم تحسم بعد، وستكون للأشوريين كلمتهم لا محال ....! إن قضية الأشورية ليست ملكا لشخص ولا لمنظمة او حزب او مذهب ، ولا يملك أحدا سلطة ما مهما ادعى في حق التفريط بالحقوق المشروعة للامتنا الأشورية في الحرية وحق تقرير المصير، لان الكلام الأول والأخير يحسم من قبل الشعب الأشوري نفسه . و هذا هو ما نختلف عليه في القراءة والتفكير والتحليل إلى حد كبير، وأصبحنا نرى انفلات الواقع والعقل الموجه له، وأشعنا بهذا الانشداه التشاؤم دون أن ندري، وعدنا إلى العشائرية في إعادة إنتاج العقل المضطرب، ومن هنا يتطلب موقف المرحلة التي نعيشها الآن، وهي في أوج مراحلها خطورة، وهذا ما يجعلنا ان نرى ضرورة ماسة في ترتيب عقلنا وبيتنا الأشوري – الأشوري إزاء ما يحدث حتى نشارك فيه مشاركة ايجابية فاعلة وحتى لا نخسر دورنا التنويري في القراءة الصحيحة والاستنارة بالأجوبة وحلول المطابقة للواقع التي تعيشه امتنا الأشورية . ان امتنا تعيش في دوامة تكرار الماسي والفواجع والاستهداف أردى وأتعس واقع مما عرفته رغم انها ليست بالجديد على الأمة الأشورية، فقدر الأمة تواكب على النكسات منذ سقوط إمبراطوريتهم في 612 قبل الميلاد والى يومنا هذا، ولكن الجديد هو ما يحدث لهذا الجيل وهو يعيش وسط حضارة اممة وقوانين دولية وليست كما كانت أوضاع امتنا في العصور السابقة. فشعبنا الأشوري اليوم يرزح في العراق وسوريا تحت نيران عدو غاشم زود بالسلاح الخفيف والثقيل ومدعوم من قبل دول إقليمية ودولية غنية زودته بالخبرة وتكنولوجيا المعلومات، ليفاجئ شعبا بين ليلة وضحاها باستهدافه المباشر وهو اعزل لا يملك السلاح ولا عتاد ليدافع عن نفسه، في وقت الذي اعتمد على سيادة ألدوله وسلطتها وجيشها لدفاع عنهم كمواطنين من أبناء الشعب، ولكن اختلال التوازن في قوى الدولة ذاتها أدى إلى فقدانها الكثير من أراضيها الوطنية و سيطرتها عليها، و شاء القدر- كما قلنا أنفا- إن تسقط قرى الأشورية بيد هؤلاء الغزاة التكفيريين والمحتلين لينفذوا جل سمومهم على أبناء امتنا ليتم استهداف استهدافا مباشرا دينيا وقوميا وابتزازهم، وهذا ما خلف في المنطقة أوضاع شاذة ترتب عنه نزوحا جماعيا لأبناء امتنا الأشورية بعد إن قام الإرهابيون الدواعش من تنظيم دولة الإسلام المتطرفة بارتكاب جرائم بشعة ضد الرجال والأطفال والنساء وما تم من خطف وتهديد دون تميز، وفي ظل هذه الأجواء خلق مأساة بشعة بصفوف شعبنا الأعزل من السلاح والحماية الدولية، التي وقفت عاجزة دون ان تتحرك لإنقاذ أبناء امتنا من مجازر هي أبشع من مجازر (سميل ) و أردئ وأسوء وأتعس مما عاشه ويعيشه شعبنا الأشوري تحت نيران الإرهاب، و بما آلت إليه التطورات السياسية في المنطقة وما انطوت عليه من مؤامرات انكشفت خيوطها وأدواتها وأهدافها وهو استهداف المكون المسيحي الأشوري وإنهاء وجودهم من المنطقة. ان امتنا الأشورية المحاصر اليوم بنيران الإرهاب والنزوح والمخيمات وهي منتهكة في سيادتها وكرامتها وشرفها وقيمها الروحية والأخلاقية ومقوماتها القومية التاريخية والدينية والثقافية والحضارية وبما يمكن تشبيه واقع امتنا في حالة موت سريري وغيبوبة كاملة . فغالبية أبناء امتنا يعانون من ظروف اجتماعية مزرية وقاسية و ضائقة العيش تلم بهم من كل حدب وصوب، والمسؤولين في المؤسسات القومية والدينية، ومن هم في القرار السياسي والديني غالبا ما يكون حكمهم على الإحداث السياسية حكما سطحيا انطباعيا انفعاليا نظرا لتشتيته بفعل فاعل داخلي او خارجي، فهذا الفسيفساء السياسي المتناحر فيما بينها او بين قياداتها في داخل وكل منها، واغلبها لا يقوى، إلا على إصدار بيان استنكاري إعلامي لا يقدم ولا يؤخر من شيء ....! اذا ما الذي ينتظر أشوري العراق وسوريا ومسيحي المنطقة من تطورات واحتمالات، وتساؤلات عديدة جاريةٌ الآن دون القدرة على حسم الإجابة بشأنها، فمحصلة السنوات الماضية لا تشجع كثيرا على التفاؤل بمستقبل أفضل، طالما أن أشوريون يرزحون في ظل منطقة أصبحت ساحات لمعارك وتصفية الحسابات بين شعوب المنطقة ذاتها عبر إثارة الفتن الداخلية والصراعات دينية والمذهبية والقومية، وهم في وقت نفسه - واقصد شعوب المنطقة - وقعوا تحت هيمنة الأمريكية وحلفائها مما أصبحوا فريسة ولقمة سائغة للأعداء وبالتالي فقدوا القدرة على مسك الأمور وضبط على الساحة المشتعلة، فلم يعودوا يمتلكون القدرة في إصدار القرارات أو قدرة فـي الاعتماد على الذات من أجل تصحيح الواقع وتغيير مساره لصالح شعوب المنطقة في الحرية وحق تقرير المصير بكون مشاريعها هي مجرد إسقاط أنظمة، فإذا ببديلها على الأرض ميليشيات مسلّحة على أسس طائفـية وقبلية كما حدث في العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن ولبنان وتونس ليصبح المسيحيين وأشوري المنطقة هدف سهل للقضاء عليهم بعد ان أغيب أي دور لسلطة الدولة لحماية أبناءها، فأنتج هذا الوضع الشاذ الذي تمر به عموم المنطقة الشرق الأوسط، واقعا مريرا بين أبناء امتنا الأشورية، وأقام حواجز من الدم والكراهية للشريك الآخر فـي الوطن والمواطنة، بل كرس أيضا انقسامات جغرافـية تهدد الآن وحدة الكيانات والأوطان. وهذا ما يجعلنا ان نكون أكثر حذرا من المستقبل، لان في ظل هذه الأوضاع يتطلب من امتنا الأشورية كل الحذر، كما هو مطلوب رفض الحاضر وتداعيات الماضي، اذ أن الوعد بمستقبل أفضل يفترض وجود عناصر لم تزل مغيبة حتى الآن، وتحتاج إلى مراجعات كثيرة مع النفس لدى كل الأطراف الأشورية المعنية بالأزمات الراهنة، ولعل أولى هذه المراجعات هي وقف حازمة لمواجهة تطورات الحاصلة على الأرض والتي تهدد مصير و مستقبل الأمة في المنطقة ، كما هو مهم أيضا ان نشرع الآن الاعتماد على الذات لبناء مستقبل أفضل لامتنا الأشورية، بدلا من الانتظار لنذق الترياق تكرار ومرارا من القوى المحلية والإقليمية أو الدولي، وهو ما حدث ويحدث على مدار أكثر من قرن من الزمن، ولم ينتج إلا مزيدا من المآسي والأزمات لأبناء امتنا الأشورية. فعلى الرغم من التحديات والمخاطر الكبرى التي يتعرض لها الآن قرى وأراض الأشورية في العراق وسوريا، فإن الإجابة على أسئلة جوهرية تطرح نفسها بشكل مباشر وصريح - و من حق أبناء امتنا طرحها للمعنيين بشان القومي والديني ولكل المثقفين والمناضلين والأحرار- بسؤال : ما هو الحل...؟ وما هو العمل...؟ ومع هذا الطرح الا ان الجواب ما زالت متعثرة على المستويين القومي والديني لامتنا ....! لماذا ....؟ (رغم ان الأمر يستوجب رد وتوضيح من المعنيين والقائمين اليوم بإدارة شؤون امتنا في الداخل والخارج ويتطلب منهم ان يكونوا أكثر دقة و صراحة وجرأة مهما كان الثمن لان الأمور لا تستوجب التسويف ولا التأجيل ولا المحاججة التي لا تجدي)، هل المشكلة هي فـي الفصل الحاصل بين السؤالين، وليست بالإجابة عنهما...! فسؤال ....ما هو العمل..؟ ، بادئ ذو بدأ هو يعني أشوري في داخل الوطن وخارجه و يقتضي أولا الاتفاق على فهمٍ مشترك للمشكلة والواقع، ومن ثم تحديد الهدف المراد الوصول إليه، وهنا يأتي أهمية سؤال: ما هو الحل...؟ بسبب غياب الرؤية المشتركة لـ (الحل)، التي منها تنبثق برامج (العمل) ومراحله التنفـيذية على المستويين الداخلي وعلى مستوى وضع الأشوري العام، يتعذر أيضا معرفة من هم المعنيون بتحقيق المرجو من الحلول والأهداف.. وللأسف ليست هناك بعد إجابات (أشورية ) واضحة عن كل هذه القضايا. ولعل أسوأ ما فـي الواقع الأشوري الراهن هو حال التمزق على المستويات كلها، بما فـيها المسائل التي لا يجوز الفصل أصلا بينها الا وهي في حق تقرير المصير، فشعار الديمقراطية الذي أصبح اليوم نقيضا لشعار التحرر أو مقدمةً لتمزيق الهوية القومية لامتنا الأشورية....! والاهتمامات الدينية أصبحت مدخلا لصراعات طائفـية ومذهبية.....!. ربما المدخل الصحيح، لامتنا الأشورية للتعامل مع هذه القضايا والمشاكل هو تحقيق تآلف وتنسيق بين المثقفـين الأشوريين الذين يعتقدون بمفاهيم فكرية تنطلق من القناعة بوحدة الهوية الأشورية، والذين يشتركون فـي توصيف الواقع وإدراك أسباب مشاكله، ثم الذين يسعون لوضع رؤية فكرية مشتركة لمستقبل الأشوريين أفضل بناءا على صورة (الحل) المنشود والبديل المطلوب للواقع المرفوض، ربما عند ذلك، يمكن لهؤلاء المثقفـين الأشوريين والمهتمين بشان القومي أن يضعوا الإجابة السليمة عن الأسئلة (ما هو الحل ...؟ وما هو العمل..؟) فالمشكلة هنا أيضا هي فـي غياب التنسيق والتواصل الدوري والتفاعل المشترك بين من هم فكريا فـي موقعٍ واحد لكنهم عمليا وحركيا فـي شتات، بل فـي تنافس أحيانا....! لذلك فإن توفير القيادات والطلائع الثورية، المنزهة عن الغايات الشخصية والمنافع الخاصة، سيكون الأساس للحركة الثورية المطالبة بإيجاد حل لقضية امتنا وحق تقرير المصر، و التي تنطلق أيضا من فكر سليم... لكن للأسف وكما يقال (هناك أدوار أشورية كثيرة تبحث الآن عن أبطال، بينما نجد على أرض الواقع أبطالا كثيرين يبحثون عن أدوار لهم.....!). صحيح أن الأشوريين لم يصلوا بعد إلى قاع المنحدر، وبأنه ما زالت أمامهم مهمات ومخاطر كثيرة قبل أن تتضح صورة مستقبلهم، لكن رغم وجود هذه المخاطر ، فإن ما يشهده الآن واقع امتنا من أفكار وممارسات سياسية وحزبية خاطئة وتشتت وانقسام سياسي و ديني والطائفي يمكن أن يكون هو ذاته، خلال الفترة القادمة، الدافع لتحقيق الإصلاح الجذري المطلوب فـي الفكر والممارسة التصحيحية، فقيمة الشيء لا تتأتى إلا بعد فقدانه، والأمة هي الآن عطشى لما هو (بديل للحالة الراهنة) التي تسود فيها أفكار وممارسات سيئة تستشري في جسد الأمة . لكن من المهم الاتفاق أولا على ضرورة نبذ أسلوب( التزمت والعناد والإصرار ودون الاعتراف بالأخطاء) فـي أي عملية تغيير سياسي أو اجتماعي ، إذ فـي ظل غياب توفر و وجود مقومات نظام سياسي ديمقراطي، فإن أي أسلوب في (التزمت والعناد) من هذا طرف او ذاك، والذي يؤدي دون تحقيق ( التغيير) سيتحول إلى أداة تفجير للمجتمع وحالة غثيان للأمة الأشورية جمعاء وبما لا يسمح لها ان تتحمل معانات إضافية على ما هي عليه . فـ(الاختلافات) بين الأحزاب والقيادات قد تكون في حدود (ما ) حالة صحية، شرط إن لا تصل إلى مستوى (الخلافات) لان الاختلافات حالة سليمة في المجتمع يمكن في المحصلة الأخيرة تتوحد المواقف لصالح الشعب لان المجتمعات تحتاج لضمانات التغيير الديمقراطي السلمي من قبل أصحاب القرار ومن المعارضين معا لكي نسير خطوة إلى الإمام . ومن هنا يأتي دور و أهمية تشكيل جبهة (إنقاذ) من أبناء امة الأشورية في الوطن والمهجر، والتي يرتفع صوت الأشوري المطالب بإقامتها لخطورة أوضاع المرحلة التي تعيشها الأمة ، والقيام بالعمل الجاد المشترك لكل قيادات القومية والدينية ونخب المثقفين وطلائعهم لغرض وضع خارطة طريق تفعـل وتثبت الحقوق بطريقة فاعلة، وبدواعي المسؤولية القومية والوطنية والتاريخية من المستقبل المجهول والمصير الغامض الذي ينتظر أبناء امتنا في العراق وسوريا، بسبب الأوضاع والظروف المأساوية التي تمر على امتنا تحت تهديد الإرهاب واستهدافه على الهوية القومية والدينية، وفي ظل الظروف المتردية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط برمتها ليتم توحيد الجهد والضغط على الهيئات والمنظمات الدولية للعمل على تحرير سهل نينوى ومنطق وحوض نهر خابور في سوريا، والعمل لإعادة الأعمار مناطق الأشوريين عن طريق المجتمع الدولي و الأمم المتحدة وتعويض المتضررين وعلى ان تساهم هذه المنظمات على إنشاء منطقة أمنة للأشوري العراق وسوريا، بما يضمن إقامة إقليم أشوري وحكم ذاتي على مناطق التاريخية لامتنا الأشورية بحماية دولية وحل قضية الأشورية حلا نهائيا بعد ان ظلت منذ عام 1933 تتراوح في المنظمات دولية دون اتخاذ قرار ملزم بشأنها، ومن هنا يتطلب العمل بإعادة إحياء هذا الملف في الأمم المتحدة بشتى أساليب الممكنة دون تراجع عن هذا الحق، بكون الإخفاقات السابقة خلقت حالة من الإحباط الذي خيم على الشارع الآشوري المحبط أصلا، بحجم الاضطهاد والنزيف الذي عاشه الشعب الأشوري و استهدافه على الهوية القومية والدينية ومخاطر الهجرة والنزوح وحالة أللاستقرار، ولكي لا تصبح القضية الأشورية (بلا عنوان) تعيش حاضرا متناقضا وحرجا ومسبباته ليست بخافية على أحد، لذا فعلى كل أبناء امتنا مهما كانت مواقعهم وخاصة من ممتهني السياسة، اللجوء نحو إعادة تنظيم مؤوسسات امتنا السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية والاقتصادية للخروج بموقف موحد واحدة في حق تقرير المصير في الحكم الذاتي باعتماد البعد التحليلي والنظرة الموضوعية لمجريات الأمور والنظر لما يدور من حولهم بواقعية والتجرد وإيجاد صيغ للخروج من مستنقع السبات واللامبالاة، وبما أن قضيتنا الآشورية لها ما يميزها من ثوابت الشرعية والأصالة والعمق التاريخي التي تجلت صلابتها في نضال قادتها الخالدون والذين استشهدوا دفاع عن الأرض والعرض للأمة الأشورية، فالمنطق العقلاني يتحتم علينا العودة ألي جذور المدرسة النضالية الأساسية ومن دون أدنى تردد بكونها دليل الالتزام والوفاء والضبط والأيمان المطلق بثوابت القضية وبدماء الشهداء التي أريقت في هكاري للفترة م بين1914 و 1918 وسيفو 1915 وسميل 1933 وصوريا 1969 والأنفال 1986 والاستهداف الديني والقومي بعد عام 2003 ولغاية احتلال الإرهابيين قرى وبلدات سهل نينوى عام 2014 وأراض الأشورية في حوض نهر خابور السوري، وعلى مذبح الحرية من أجل حق تقرير المصير والإقرار بالوجود القومي الآشوري بتحديد مكان امن لهم في منطقة الإباء والأجداد الأشوريين تحت رعاية وحماية الأمم المتحدة باعتماد الصيغ القانونية كون ملف القضية الآشورية ليس بملف جديد أو طارئ كباقي الملفات على الساحة العراقية والإقليمية والدولية وجاهزة لطرح والتداول لو أجيد استغلالها في الزمان والمكان الصحيح وليس أفضل مما هي الأوضاع الآن لصالح قضية الأشوريين، والبداية أبدا لن تأتي متأخرة طالما الأمر يتعلق بمصير شعب وأمة حية.
#فواد_الكنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قانون البطاقة الوطنية إجحاف بحق مسيحي العراق
-
حالات عشق خطره
-
كل الحقائق عن التظاهرات العراقية
-
الإرهاب يعدم كوكبة من أشوري سوريا .. ويهدد بالمزيد ....!
-
أيها المسؤولون .. الشعب يريد ان يعيش ...!
-
لنحافظ على مكتسبات شعب إقليم كردستان
-
انتخاب بطريركا جديدا لكنيسة المشرق الأشورية وعودة كرسيها إلى
...
-
باسم الدين سرقونا الحرامية، ابرز شعارات العراقيين المتظاهرين
...
-
الغضب
-
مشاركة المرأة العراقية في التظاهرات دليل وعيها
-
التظاهرات والحراك الثوري في الشارع العراقي من اجل التغير وال
...
-
صباح الخير يا دمشق
-
كوسرت رسول أكثر حظوظا لرئاسة الإقليم
-
ليعمل اليسار من اجل علمانية الدستور في إقليم كردستان
-
ليكن دستور إقليم كردستان نوعيا لا تقليدا
-
سلاما يا عراق ...
-
متى أعود إلى العراق....؟
-
عيناك بلون قهوتي ..عيناك
-
الإحساس بالجمال عند جورج سانتيانا
-
مفهوم التعبير والرمز الفني في المنحوتات الأشورية
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|