أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - لن تجعلوهم هنودنا الحمر !














المزيد.....


لن تجعلوهم هنودنا الحمر !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 4976 - 2015 / 11 / 5 - 05:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما فعل الاوربيون عند استعمارهم للامريكيتين في ابادة اهل البلاد الاصليين من الهنود الحمر بناة حضارات الانكا والاستيك والمايا العريقة من منطلقات دينية واخرى عرقية عنصرية من الجنس الابيض وبكل الوسائل البربرية المعروفة, كذلك يسعى اسلاميونا مع تعاطف مغلف من القوميين من منطلق( دين الحق) او ( لا يقبل غير الاسلام دينا ) بمحاولة انهاء وجود ابناء بلاد الرافدين الاصليين, ( المسيحيين) سريان كلدان آشوريين والصابئة المندائيين والايزيديين بناة حضارات سومر وبابل وآشور, بدوافع دينية ومصلحية صرفة. رغم استمرار عطاء وتضحيات مواطنونا هؤلاء وقيامهم بأدوار مؤثرة في كل حقب التاريخ اللاحقة التي مرت بها البلاد ومنها فترة بناء الدولة العراقية المعاصرة, ولا يذكر لهم ولاءات لغير وطنهم الام. كما تشهد على ذلك قوافل شهدائهم من اجل الوطن, والطيف الواسع من ابنائهم من مبدعي العراق في كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية... وقد عانوا كما عانى جميع العراقيين من بطش حكومات الاستبداد البائدة, وتعرضت حقوقهم للهضم وتميزهم الثقافي للانتقاص.
اما بعد هيمنة الاسلاميين للسلطة عام 2003, فقد تعرض وجودهم التاريخي للتهديد, ويحاولون ان يجعلوا من مواطنينا هنود حمر القرن الواحد والعشرين. فقد كانت بداية ذلك بالتضييق على الوجود المسيحي والمندائي في مناطق الوسط والجنوب بأرتكاب ميليشيات طائفية لعمليات تهجير لعوائلهم واغتيال للشخصيات العامة واختطاف افرادها والتضييق على كنائس المسيحيين ومنادي الصابئة المندائيين لدفعهم للهجرة وترك مناطق تواجدهم التاريخية, وصار اعلام الاحزاب الاسلامية يصفهم مرة بالاقليات ومرة اخرى بالجاليات, وكأنهم سكان طارئين على الوطن العراقي وليس سكانه الاصليين او التقليل من شأن دياناتهم وعمق وجودها التاريخي بوصفهم بالطوائف, كالطائفة المسيحية او المندائية او الايزيدية. ثم جاءت دولة داعش البربرية لترتكب الفضائع بحق المسيحيين والايزيديين في الموصل وسهل نينوى في اكبر عملية تطهير عرقي بشعة شهدها القرن الواحد والعشرين بعمليات اعدام همجية واختطاف الالاف المؤلفة من النساء والاطفال تحت عناوين السبي والعبودية ثم الاستيلاء على ممتلكاتهم وتهديم شواهدهم التاريخية والدينية.
في ظل هذه الظروف المأساوية التي عاشوها جميع العراقيين وخصوصاً ابناء الديانات والاثنيات غير المسلمة, يشرع اسلاميو السلطة من الشيعة والسنة الى تكملة ما بدأه الدواعش في الموصل وسهل نينوى بالمضي في تصفية وجود اية ديانة غير الاسلام في العراق, ابتداءاً باقصائهم من الوظائف العامة تبعاً لنهج المحاصصة الطائفية المقيت واسئثارهم بها, ومرة وليس انتهاءاً بسعيهم لتمرير قانون البطاقة الوطنية واصرارهم تضمينه الفقرة (26) المجحفة بحق معتنقي الديانات الاخرى من غير المسلمين والتي تقول:" يتبع الاولاد القاصرون في الدين من اعتنق الدين الاسلامي من الابوين" لتحويل ديانة الطفل القاصر بشكل اوتوماتيكي الى الاسلام بمجرد اعتناق احد والديه الاسلام, والتي تتعارض مع فقرات عديدة في الدستور العراقي تتعلق بحرية الاعتقاد والمساواة في الحقوق والواجبات بين كل العراقيين. ورغم تقديم النواب المسيحيون في مجلس النواب لمقترح واقعي يتلائم مع بنود الدستور واللوائح الاممية الخاصة بحقوق الانسان والطفل والعقل السليم كالآتي:" ان يبقى الاولاد القاصرون على دينهم ولحين اكمالهم الثامنة عشر من العمر, عندها لهم الحق الاختيار في الدين وخلال سنة من تاريخ اكماله الثامنة عشر" الا ان المقترح رفض من قبل 137 نائباً من نواب الكتل الاسلامية (شيعة وسنة) الذين يشكلون الاكثرية في المجلس بينما حاز على موافقة 51 نائباً فقط.
للسيد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم حق عدم تمريرالقانون لعدم دستوريته فهل تتغلب لديه لغة العقل على لغة المصالح ؟
اما نحن كمواطنين عاديين, فاذا كان الوازع الانساني والاحساس بالعدل والانحياز للمظلوم لايدفعنا للوقوف معهم ضد محاولات الغائهم الاجرامية, فليكن تضامننا معهم ينطلق من حاجتنا الماسة لهم, بما يمثلوه من مظهر مشرق للتعددية الئقافية واثراء الهوية العراقية, فهم يشكلون اسطع مظاهرها, وان استمرار وجودهم المكاني والمعنوي ضمانة لحرية الرأي والمعتقد والاختيار الحر للعراقيين, وبالخصوص للمسلمين منهم.
لا نكتمل الا بهم والعراق بعدم وجودهم ليس عراقاً !!!



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوزيف صليوا - شنو هالأحراج !
- على طاري,- بلغ السيل الزُبى - وغرق بغداد
- عملية الحويجة - رابح واحد... خاسرون كثر !
- ضياع 76 مدرعة - لغز لا يلتبسه الغموض
- هيْ يا أنتم, ألا تخافون - يوماً عبوساً قمطريرا - (1) ؟!!
- مرحى للهبّة الشعبية ضد الفساد في كردستان العراق !
- سُبة - القائد الضرورة- الموجعة
- اشادة بالتظاهرات... اختطاف المتظاهرين
- إشادة بالتظاهرات... إختطاف للمتظاهرين
- قرار حجب المواقع الاباحية- هروب من ارض الواقع الى الفضاء الا ...
- - الفضائية العراقية-... تقليد بائس لل - الجزيرة القطرية-
- عصي الفُسّاد في عجلة التغييرالديمقراطي
- استقلالية القضاء وقاضي القضاة... وهم !
- - هلموا الى متاع الظلمة - !
- انتفاضتنا الشعبية... فرصتنا التاريخية للتغيير
- احزاب الفساد- تملق المرجعية الدينية... التشكيك بالمظاهرات ال ...
- مرور عام على ما حدث بالموصل وسنجار
- نكذب ويكيليكس ام نصدق سياسيينا ؟
- دولة في مهب ريح الميليشيات !
- دفاعاً عن الشيوعيين العراقيين... انصافاً لهم


المزيد.....




- مرتديا الكوفية الفلسطينية.. الأمير تركي الفيصل يهاجم مقترح ت ...
- ما هي البلدان المقترحة لاستقبال سكان غزة بعد الإعلان عن خطة ...
- نغم عيسى.. غموض حول مقتل إمرأة حامل في حمص بعد طلب فدية
- 45 ألف سنة سجن للمحتال التركي الصغير
- اعتداء عناصر في الأمن السوري على عابر جنسياً يثير مخاوف وانت ...
- خبراء يحذرون: تقديرات بانهيار 100 ألف مبنى في حال وقوع زلزال ...
- في خطوة انتقامية متبادلة.. بريطانيا تعتزم طرد دبلوماسيٍ روسي ...
- يميني وأنثوي ومزيف: الذكاء الاصطناعي يتدخل في انتخابات ألمان ...
- القضاء الألماني يحاكم أربعة أشخاص بتهمة الانتماء إلى حركة حم ...
- -لحد ما ترجعوا ودائع السوريين-.. وسائل إعلام لبنانية تكشف تف ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - لن تجعلوهم هنودنا الحمر !