|
الدكتاتورية و الديمقراطية من تراث الحركة الماركسية اللينينية المغربية
موقع 30 عشت
الحوار المتمدن-العدد: 4976 - 2015 / 11 / 5 - 05:51
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
من تراث الحركة الماركسية اللينينية المغربية
مقالة "الدكتاتورية و الديمقراطية"
ينشر موقع "30 غشت" مقالة صدرت بمجلة أنفاس (عدد 22، نونبر ـ دجنبر 1971) تحت عنوان "الدكتاتورية و الديمقراطية"، و هي هنا مترجمة إلى اللغة العربية عن النص الأصلي بالفرنسية.
في بعض أفكار المقالة:
إن مفاهيم الديكتاتورية و الديمقراطية تتضمنان الحمولة التاريخية التي ضمنها إياها التطور الرأسمالي بعد تحطيم البرجوازية للبنية الفيودالية، معتمدة في ذلك و بالأساس على القوى "الطبقية الشعبية". فمجمل الشعارات المرافقة و الممركزة حول شعار "الحرية" التي دعت إليها البرجوازية في سيرورة تحطيمها لتلك البنية، أُدْمِجت فيها ضمنيا ـ داخليا حريتها في استغلال العمال المأجورين ( لم يسلم مطوري "الاشتراكية " الأوائل و معارضي نظام الدولة البرجوازية بانجلترا مثلا، زمن "الثورة الصناعية" في أواخر القرن 18 و بداية القرن 19، من اختراق الأيديولوجية اللبرالية "الكلاسيكية" لأطروحاتهم، و تحديدا إيديولوجية حرية ـ (حق) استغلال الرأسمالي للعمال التي واجهوها بمطلب "حق ـ حرية العامل في اختيار رب المعمل"، حيث اعتقدوا أن هذا المطلب سيحد من تسلط الرأسماليين). فحق التصويت، الذي أصبح مرادفا و دعامة أساسية للديمقراطية البرجوازية، لم "يمنع العامل أن يكون خاضعا لتعسف رب المعمل" و لا "الفلاح من الاعتماد على الائتمان"، و لا من "إلغاء اللامساواة". ف "دولة الديمقراطية البرجوازية هي دولة دكتاتورية الطبقة الرأسمالية على مجموع الشعب"، و التي تظهر، حقيقة دكتاتوريتها هذه، خصوصا في مرحلتها الامبريالية، اتجاه المنظمات و التيارات الثورية، كذلك تظهر حين تنتظم الطبقة العاملة تحت قيادة الأحزاب الثورية الحقيقية. كما تبرز علانية حقيقتها الفاشية ـ فاشية الديمقراطية البرجوازية ـ حين تتزايد و تحتد التناقضات الطبقية بين الطبقة الاجتماعية للرأسمال الكبير و عموم الأمة مع تعاظم نضالات الطبقة العاملة (عرتها مثلا الظروف التاريخية في المراكز الإمبريالية 1920 ـ 1930). أو حين التدخل المباشر للقوى الامبريالية في "البلدان الخاضعة للاضطهاد النيولبرالي" بواسطة عملائها و أتباعها من الدكتاتوريات الفاشية. فالدولة، كل دولة، هي دكتاتورية، و التمييز وجب أن يكون بين الدولة البرجوازية؛ دكتاتورية الأقلية على الأغلبية؛ المدعومة إمبرياليا و المرتكزة على فترة طويلة من الاضطهاد والخنوع، و بين الدولة البرولتاريا؛ دكتاتورية الأغلبية على الأقلية. لذا، يجب على "الجبهة الثورية للعمال و الفلاحين أن تمارس دكتاتوريتها لاقتلاع القبضة الامبريالية... لخلق مجتمع جديد، مجتمع اشتراكي". فدكتاتورية البرولتاريا تسير في اتجاه اضمحلال الدولة عن طريق تعزيز هذه الدكتاتورية ذاتها ضد كل من "يريد" الرجوع نحو الرأسمالية، فبها تختفي كل أشكال الاضطهاد و الاستلاب، لينتظم الناس في أنشطتهم الاجتماعية بدون دولة. هي سيرورة تاريخية طويلة لن تتوطد إلا بتصفية الامبريالية و الرأسمالية، و حيث وجب أن تكون السلطة الحقيقية، لا سلطة بيروقراطية (أنظر الهامش رقم 8 أسفل الوثيقة)، هي "سلطة العمال و الفلاحين المنظمين في لجان ثورية"، لجان موحدة جدليا بالحزب البروليتاري؛ القيادة الإيديولوجية و الإستراتيجية للجبهة. " فالبرولتاريا لا يمكن أن تنتظم من أجل الثورة نفسها، إلا بتجاوزها لمصالحها الطبقية المباشرة"، هذا "التجاوز كطبقة، هو ما يسمح لها بضمان قيادة القوى الثورية".(بصدد الوحدة الجدلية للعمال و الفلاحين بقيادة حزب البرولتاريا، أنظر على موقع "30 غشت"، ما جاء في وثيقة للمنظمة حول "المرحلوية أو النيومنشفية") .
درس البرولتاريا في تجاوز المصالح الطبقية المباشرة:
بسبب النخر و عمق الاستلاب الإيديولوجي الذي تنوجد تحت سياطه البرجوازية الصغيرة، و بالتحديد ذاك الجزء المتشدق منها أحيانا بالفكر الماركسي اللينيني لغة، و الغارق حتى الثمالة في وحل الطموحات الذاتية اللبرالية المنبع و بقناع الثورة و الاشتراكية و الشيوعية، و قبلهم أصحابهم من آل "الماركسية المنفتحة"؛ على اللبرالية طبعا و إلا فهي "أرتدوكسية"، و لا من سبقوهم من أهل الحقوق الكونية؛ في الملكية و الاستغلال لا غير. تعتقد هذه الفئة الشبه "ثورجية" من البرجوازية الصغيرة، أن مسألة تجاوز المصالح الطبقية المباشرة تلك، هي مستحيلة و طوباوية المنطلق، غافلين كل التجارب التاريخية الثورية، رغم قصر فتراتها التاريخية، التي فيها سيدت البرولتاريا بعض أهم أفكارها، أو ، بالمقابل، التجارب التاريخية التي فيها وجهت البرجوازية الصغيرة و المتوسطة أنظارها إلى بناء الرأسمالية بدعم من الامبريالية، عرت و بالكامل، عجزهم هم، و ليس البرولتاريا، على تجاوزهم لعبوديتهم لرأس المال و ارتباطهم العميق به، و لحقيقة عمق الاستلاب الإيديولوجي اللبرالي الذي ينخر أفكارهم، فبهذا الأخير يسممون أفكار الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء، كي يظلوا رهينتهم في الفكر و الحركة، و حبيسي منطق الفكر اللبرالي الذي و بالكامل سواهم على أرضه. هذا الدرس البرولتاري التاريخي، درس تجاوز المصالح الطبقية المباشرة، هو ما يجب أن يتعلمه الانتهازيون و الوصوليون من البرجوازية الصغيرة، فهو يعكس إلى أي درجة هم مستلبين و ممزقين فكريا، و لن يكون مصيرهم أفضل من مصير من باع كل تاريخ الحركة الماركسية اللينينية المغربية على أول محطة ـ ضربة تلقتها الحركة الثورية، فأصبح و من منطق ذاك الفكر اللبرالي ذاته، زبالة يلقي فيها النظام المتعفن كل قاذوراته المتقادمة، أو على الأقل بقليل، مصيره من مصير من يبيع تاريخ الحركة الثورية المغربية و تضحيات شعبنا المشرقة، بالتقسيط و على مراحل و وفق حجم و توالي الضربات و العروض، باسم الإكراهات و الظروف و التقديرات أحيانا، و أحيانا، و للمهزلة، باسم التكتيك..
لقراءة المقالة، اضغط على الرابط التالي /http://www.30aout.info
#موقع_30_عشت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
منظمة -إلى الأمام- من وثائق الصراع
-
بصدد العناصر التخريبية منظمة -الأمام- تعميم داخلي
-
أبراهام السرفاتي - من وثائق الصراع داخل منظمة إلى الأمام-
-
من وثائق الصراع داخل منظمة -إلى الأمام- اليمين الجديد: من ا
...
-
عشر سنوات من الكفاح و الصمود منظمة -إلى الأمام- الماركسية ا
...
-
بيان سياسي داخلي لمنظمة -إلى الأمام- في الذكرى التاسعة للتأس
...
-
من ثراث الحركة الماركسية اللينينية المغربية
-
وثيقة أصلية وحيدة للمنظمة الماركسية اللينينية المغربية -إلى
...
-
وثيقة جديدة من وثائق المنظمة الماركسية اللينينية المغربية -إ
...
المزيد.....
-
ألمانيا: آلاف المتظاهرين في برلين احتجاجا على -التقارب- بين
...
-
الجامعة الوطنية للتعليم FNE تدعو للمشاركة في الإضراب العام
...
-
قبل 3 أسابيع من التشريعيات.. مظاهرة حاشدة في ألمانيا ضد التق
...
-
ما قصة أشهر نصب تذكاري بدمشق؟ وما علاقته بجمال عبد الناصر؟
-
الاشتراكيون بين خيارين: اسقاط الحكومة أم اسقاط الجبهة الشعبي
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تعمل من أجل إنجاح الإضراب الع
...
-
تعليم: نقابات تحذر الحكومة ووزارة التربية من أي محاولة للتم
...
-
تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ون
...
-
استمرار احتجاجات ألمانيا ضد سابقة تعاون المحافظين مع اليمين
...
-
رائد فهمي: أي تغيير مطلوب
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|