دينا سليم حنحن
الحوار المتمدن-العدد: 4975 - 2015 / 11 / 4 - 19:38
المحور:
الادب والفن
عندما يصبح عالمنا بلا خرائط
دينا سليم - أستراليا
جميلة المحيا لكنها لئيمة، سألتها: لماذا تتركين المؤلفات العربية متناثرة مثل الأضرحة المكفنة أرضا وأنت المشرفة المسؤولة عنها في هذه المكتبة العامة في إحدى مكتبات ملبورن؟
هي: ومن أنتِ لكي تسألينني هذا السؤال؟
أنا من تبحث عن الكتاب في أروقة منسية فيما وراء البحار فغرقت بمتاهات وجهكِ القاسي.
هي: ماذا تقصدين؟
ألا تفقهين العربية يا أيتها السيدة الحمقاء؟
هي: أنا حمقاء؟
نعم وأكبر حمقاء، فمن تحصل على هكذا منصب ولا تعتني بآداب اللغة العربية تكون أكبر حمقاء ومهملة أيضا، لماذا لا تنسقين المؤلفات وتحترمينها وتجددين القديم بالجديد؟
هي: أنا بالكاد أقرأ العربية، ثم ما بالك تغسلينني بكلامك القاسي هذا، هل تطمعين بوظيفتي؟
إن لم أقسو عليكِ فعلى من أقسو أيتها التعيسة، إنك تسببين لنا التعاسة هنا بإهمالك أجمل ما ننتجه في الحياة، أقصد نحن الكتّاب.
قالت مستهزئة: وأين هم القراء العرب، أنت هنا منذ ساعة، هل سقطت عينكِ على قاريء دخل هذا القسم؟
لقد غلبتني إذ ذكرتني بأن أمة اقرأ لا تقرأ. تركتها وبحثت عن كتاب. اخترت أجمل الكتب الموجودة هناك، حتى لو كانت قديمة (عالم بلا خرائط). وضعت داخله قصاصة، بعدما دوّنت فيها إيميلي، وطلبت ممن تقع يده على هذا الكتاب أن يتصل بي. قلتُ: ستكون أنفع حيلة أدرك من خلالها إن كان المغتربون مهتمين بالقراءة أم لا. لكني أدركت جيداً أن القرّاء القدماء يخشون التعامل مع شيء اسمه تقنية حديثة، لذا قد فاتهم قطار العطاء، ولهذا قررت تدوين رقم هاتفي الجوال أيضاً، لكني وقعت على حقيقة مُرّة أخرى، وهي أن المهتمين بالقراءة ضعيفو الحال بالتأكيد، ولن يكونوا أسخياء لكي يتواصلوا مع مجهول فيخسرون بالتالي تكلفة المكالمة.
سأنتظر لأدرك حقيقة أخرى وهي أننا بخلاء أيضا، نعم بخلاء على أنفسنا وعلى عقولنا، أدرك تماما أن موبايلي لن يرن، كما أدرك أننا المثقفون هنا، أحيانا، نموت موتا بطيئا دون أن يدري بنا أحد!
فيا سفراء دولنا العربية اهتموا بنا قليلا...أرسلوا لنا الكتب فالمجالات مفتوحة على مصراعيها. يا سفراء العالم المهتمون بالهجرة، لا ترسلوا لنا من يقف في طابور حوانيت الذهب ليقتني ذهبا لعروس مسكينة بقيمة مليون كتاب، حتى يتملك وينجب منها طابورا من الأطفال، ويطالبها بعد ذلك ببيع صيغتها ليضعها على طاولة القمار، أو لينفقها على التعاطي، فمركز الرعاية يكون حاضرا دائما لسدّ نفقات الزوج الذي يتخلى عن زوجه وأطفاله، إن حصل وتركها أيضا ...هلا أدركت ما أهمية الكتاب؟
#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟