أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - معركة الجوامع لا الشوارع . عائدية الإسلام لمن : للمعتدلين أم للتكفيريين ..؟!














المزيد.....

معركة الجوامع لا الشوارع . عائدية الإسلام لمن : للمعتدلين أم للتكفيريين ..؟!


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4975 - 2015 / 11 / 4 - 19:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


معركة الجوامع لا الشوارع :
عائدية الإسلام لمن : للمعتدلين أم للتكفيريين ..؟!
جعفر المظفر
المشكلة الحقيقية التي يجابهها الإسلام أنه لم يحسم حتى هذه اللحظة عائديته الحقيقية : للتكفيريين المتطرفين أم للمعتدلين المسالمين.
المعتدلون يستشهدون بالآيات المكية التي تشجع على التعايش وإحترام الرأي الآخر وحرية التمسك بالأديان الكتابية, وحتى إحترام من لا دين له : ربوبيين أو ملحدين !
المتطرفون يتمسكون بآيات المدينة وهي في جلها آيات تعاملت مع فقه الحروب التي خاضها الإسلام وبداية من معركة بدر, وهذه الأيات التي منها آية براءة و(السيف) ومحمد كلها تدعو إلى العنف حد القتل مع من لا ينطق بالشهادتين ويدخل الدين الإسلامي.
كلا الفريقين يؤكد على أن القرآن هو واحد ولا يجوز تجزئته أو الإقتطاع منه, وضمن هذا الرأي أجد أن كلا الفريقين خاسران, فلا المعتدل قادر على تجاوز آيات العنف والقتل والذبح والقسوة بكل أشكالها, ولا المتطرف قادر على تجاوز الآيات المكية التي تدعو إلى اللين والعفو والرحمة والإعتراف بالآخر إلى حد القبول بالملحد.
الإعتماد على قضية (الناسخ والمنسوخ) تعطي الغلبة للتيار التكفيري لكونها تمنح شرعية فقهية قانونية لآيات المدينة, وهي آيات تشتغل لصالح التكفيريين ويَتكَّيف تفسيرها لخدمتهم, فما دامت قضية النسخ تعلي حق (ما خَلَفَ على ما سَلَفَ), أي الجديد المديني على القديم المكي, فإن حل التعارض والتناقض والتضاد سيأتي لصالح المتطرفين على المعتدلين, أي غلبة تيار آيات المدينة على تيار آيات مكة, رغم أن الإلتزام بالسنة النبوية يمنح العفو النبوي الذي صدر في أثناء فتح مكة حتى عن المسيئ للإسلام أو الباقي على إلحاده, ما دام معتصما ببيت أبي سفيان, يمنحه قوة التشريع على غيره. لكن هذه السنة ستبقى معطلة حال الإختلاف عليها في ظل غياب النص القرآني الذي يوجب الأخذ بها.
لا بد من حل هنا يقضي بإعتماد (الأسبقية الأخلاقية على التقادم الزمني) كقاعدة للنسخ: هذا ما إقترحته في مقالة سابقة لي إعتمادا على التمسك بقول أن الإسلام لم يلجأ إلى العنف إلا بعد سبعة سنوات من ولادته ونزولا على الرغبة لدفع أذى قريش, أي أن العنف جاء هنا كرد فعل ولم يأتي كفعل. هذا يعني بالتالي أن آيات مكة هي التي يجب أن تنسخ آيات المدينة بدلا من العكس, وبهذا ستميل الكفة لصالح المعتدلين.
خلاف ذلك فإن إعتماد مبدأ أفضلية التقادم الزمني على الأسبقية الأخلاقية كمبدأ لتحديد النسخ يرجح كفة التيار التكفيري. وهذا يأتي من باب الإقرارأن الإسلام نشأ على كذبة تقول أن إختياره المتأخر للعنف جاء كرد فعل بدلا من فعل.
فلو أن روايتهم,عن أن عنف الإسلام جاء كرد فعل ولم يأتي في بدايه كفعل, فإن نصره بعد ذلك على خصومه يوجب عليه العودة إلى ما كان عليه من فعل وترك ما صار عليه من رد فعل.
أي أن دعوتي كانت أن يقوم مبدأ النسخ, عند أولئك الذين يؤمنون به, على تغليب الفعل على رد الفعل وبهذا تتحقق أرجحيةالتقدم الأخلاقي على التقادم الزمني.
التكفيريون لم يأتوا من فراغ, وهم ذوي حجة قوية, وعلينا أن لا نكذب على أنفسنا. إنهم متسلحون حد النخاع بآيات قرآنية تبيح لهم القتل والسبي وقطع الإعناق. والحل أن نواجههم من داخل الثقافة الدينية الإسلامية وليس من خارجها . ذلك لا ينفي أبدا إستغلالهم من قبل دوائر مخابرات أجنبية يتقدمها الموساد, لكن هؤلاء إستندوا على تفعيل فقه وتشريع موجود ولم يخترعوه في مختبراتهم التآمرية. إن الركون إلى نظرية المؤامرة يجعلنا كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال.
إن علينا أن نخرج ذلك الرأس لكي نحدد بالضبط لمن هي عائديته, وهذا يتطلب منا الذهاب إلى الهدف مباشرة متسلحين بالشجاعة والوعي والصدق والصراحة.
لكني مع وجود هذه الدعوة الصريحة وضرورتها لن أجدها كافية أو شافية, بل أجد أن من الضرورة أن يجري حصر المعركة الفكرية بين التيارين لكي يكون مكانها الجوامع لا الشوارع, وإلا لتحولت شوارعنا بالكامل إلى حمامات دم في زمن هو زمن غوغائي بإمتياز.
ومعركة الجوامع لا الشوارع لا يكفلها سوى نظام علماني قادر على حماية الناس من أخطار الغوغاء الديني الذين لم يحسموا بعد لمن هي عائدية دينهم.
لكن تصور إمكانية أن يتم حوار بهذا المعنى نزولا عند دعوة أصحاب النوايا الحسنة هو نوع من التفكير على طريقة الأفلام الهندية. فالأمر لن يتم بهذه الطريقة ابدا وإنما يتطلب مقدما إنتصارا كبيرا للحركة العلمانية. فيوم تكون لها اليد الطولى فإنها ستفلح في فرض حوار من هذا النوع



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل أن لا نفشل أمام الأغراب
- غدا تبدأ الهجرة المعاكسة
- سوريا واليمن .. بين الشرعية الأخلاقية والشرعية الدستورية
- لماذا (علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية)
- علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية
- الطائفية في العراق .. فصل الخطاب
- الولاء الوطني لامحل له من الإِعرابِ بين الأَعرابْ.
- صراع الحضارات .. فخ منصوب فلا تقعوا فيه
- في سوريا .. لا تنه عن أمر تفعله في اليمن
- الناسخ والمنسوخ ... حل أم معضلة
- شرف ما بين النهرين وشرف ما بين الفخذين
- ثقافة الدولنة ونظرية المؤامرة والموقف من قضية الهجرة
- العبادي ليس راسبوتين العراق وعصاه ليست قادرة على أن تخلق الم ...
- في مشيغان ... من أجل أن لا يسيل الأحمر العراقي
- عن الحشد الشعبي .. حذاري من التعميم والتعويم ومطلقات التقييم ...
- دوار الفئران وقصة الإصلاح العبادية.
- شهيد الجرف المالح
- الدعوة لتشكيل قيادة موحدة وعلنية للتظاهرات
- علمانية طهران ضمانة لعلمانية بغداد
- في الدين والسياسة والميكافيلية


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - معركة الجوامع لا الشوارع . عائدية الإسلام لمن : للمعتدلين أم للتكفيريين ..؟!