زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 4975 - 2015 / 11 / 4 - 08:17
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
فيينا ( بداية النهاية )
اتضح أن السوريون بكل شيعهم وأطرافهم المتنازعة دون سن الرشد، لهذا لم يُدعوون إلى فيينا ، ليشاركوا في وضع ملامح الحل والتسوية حول بلدهم ،
والتي أعتقد أنها بدأت بالفعل في هذا المؤتمر ، خصوصاً بعد تقاطر كل الدول المعنية ذات الصلة على منضدة واحدة،
سواء دول الغايات وهي الدول الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية ، او دول الوسائل أو دول الأدوات مثل السعودية وايران العراق ومصر والأردن ولبنان وتركيا ..
والتسوية عموماً في العرف السياسي ، لا تعني أن يخرج الجميع راضياً تماماً من المفاوضات ، أو أن يحصل الكل على تحقيق مجمل مطالبه أو يحقق كل شروطه ..
على العكس، ربما التسوية هي تسوية حدود الخسارة بين جميع الأطراف المتنازعة ..والتسوية في وجهها الآخر نصر للكبار من ثروات ومكاسب إعادة الإعمار وتوزيع الخسائر وأسباب الحرب على دول الأدوات والصغار ..
والمُلفت في الأمر ، أنها اجتمعت جميعها تحت شعار هو :
أيها السوريون لطالما غيبتم العقل بينكم تماماً ، ولطالما كلٌ منكم سلم مقاده لناصية ما، في هذا العالم ، ولطالما أصبح قتالكم وصياحكم وموتكم مزعجا ، أكثر من اللازم،
ولطالما لن تستطيعوا أن تديروا شؤون وطنكم بعد الآن ، أو تتحكموا جيداً في جوانب حياتكم ، حسناً ، نحن الأخرون سنتولى الاهتمام بكم ، ورعاية مصالحنا فيكم ..فقط اجلسوا أنتم في خيام خصوماتكم وأنصتوا ..
ولاباس أن تتفكروا من قتل الحسين أو تتباحثوا بعداء عائشة وعلي وترتبوا لمعركة الجمل الجديدة ، ريثما نتقاسم بقايا أسمال وطنكم ..
ملاحظة أخيرة : عزيزي السوري لا تتوقع أبداً ، أن يكون ذلك الحل كما ترغب، او أن تطفو التسوية كما تريد، نحن البالغون الراشدون ونحن المقررون لنوع التربية الملائمة لك ..
فقط عليك أن تتذكر دائماُ أن في دهاليز السياسة - كما في مقابض الحياة - لا يوجد شيْ بالمجان .. وكل وطن وانتم بخير
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟