مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 18:36
المحور:
كتابات ساخرة
أصبحت روما مسيحية بقرار من القيصر ( قسطنطين ) , و تمسحت روسيا بقرار من أمير كييف يومها : فلاديمير , و أصبح العرب مسلمون "بفضل" حروب محمد - قريش ثم حروب الردة , و ظهر العالم الإسلامي نتيجة ما سمي يومها "بالفتوحات" , و تمسحت الأمريكتين "بفضل" كورتيز و "أصحابه" و "خلفائه" ( تقدس سرهم ) , و تحولت القسطنطينية إلى إستانبول بعد سقوطها ( احتلالها ) على يد محمد "الفاتح" , و عادت إسبانيا "مسيحية" و "إسبانية" ( "لأهلها" أو الأصح أن نقول "لأمير و أميرة "مسيحيين" نصف إسبانيين ) بعد أن كانت قد تأسملت و تعربت على يد أحد موالي بني أمية ( طارق بن زياد البربري ) بعد هزائم متكررة تلقاها الفاتحون الغزاة انتهت بطردهم منها و ملاحقة آثارهم و بقاياهم في كل مكان , و انتشر الفقه الحنفي في الشرق لأنه كان المذهب الرسمي للإمبراطورية العثمانية التي هزمت حكام البلاد السابقين و خوزقتهم و "انتصرت" على كل المؤامرات و الثورات التي اندلعت ضدها و خوزقت كل الثوار الذي ثاروا عليها , و أصبحت إيران شيعية "بفضل" القمع الهمجي لأوائل السلاطين الصفويين , و تدين مناطق كبيرة في شبه القارة الهندية بالإسلام "بفضل" الغزاة المغول , أما النسخة الحالية السائدة من "الإسلام السني" فقد حددها بالحرف و النقطة و الفاصلة مرسوم للخليفة القادر استخدم توليفة حنبلية - أشعرية ليدافع عن "شرعية" سلطة العباسيين في وجه صعود الحركات الباطنية يومها , و وثيقة القادر هي التي تحدد اليوم لمليار "مسلم" ما الذي يؤمنوا به و ما لا يؤمنوا به , و لدى فرق الغلاة , التي انكفأت إلى جيوب معزولة محاصرة و مطاردة ( و حاليا مهددة بالإبادة الجماعية ) ما يوازي هذه الوثيقة تجترها كما يجتر جيرانهم السنة وثيقة "القادر" ... و هذا يثبت أن الهوية "مفهوم سلمي" , "منطقي" "حقيقي" "جدي" , مزركش الألوان , تعددي , فلسفي , عميق , قديم , حديث , حداثي , تراكمي , تلازمي , تفاهمي , تكاملي , تفاؤلي , تضامني , ميتافيزيقي جدا , سماوي بشدة , إلهي بدرجة حرارة مرتفعة جدا , و بعد حداثوي , و قبل ماضوي , و تاريخي و بعد تاريخي و قبل تاريخي و بعد بعد تاريخي ...... و أنها , أي الهوية , ليست إلا نتيجة منطقية لتاريخ طويل من الديكتاتوريات المجنونة و الاحتلالات و الحروب الدموية و المجازر المليونية و القمع و التهجير و الإبادة الجماعية , هذه هي قصة الهوية بكلمتين
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟