أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ماجدة تامر - التربية الاقتصادية غائبة عن مجتمعاتنا العربية














المزيد.....


التربية الاقتصادية غائبة عن مجتمعاتنا العربية


ماجدة تامر

الحوار المتمدن-العدد: 1362 - 2005 / 10 / 29 - 12:07
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تؤكد النظريات الاقتصادية الحديثة على ضرورة إظهار مدى المتغيرات المادية والمعنوية في تغيير أنماط السلوك الاقتصادي للبشر .
ويشمل السلوك الاقتصادي كلا من الأنماط الاستهلاكية و الادخارية والاستثمارية و الإنتاجية • ويرجع السبب في ذلك بالطبع إلى اعتبار علم الاقتصاد من العلوم الإنسانية التي تعنى بدراسة الإنسان من كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها .

ومع التأكيد العلمي القاطع على أهمية إحاطة المجتمع بالمتغيرات المادية والمعنوية في توجيه السلوك الاقتصادي لكل من الفرد والمنشأة والدولة ، تصبح التربية الاقتصادية في غاية الأهمية •

ومن هنا يتولد لدينا فرع جديد من فروع هذا العلم يسمى ب " الاقتصاد التربوي " والذي يشمل أيضاً " الاقتصاد المنزلي " •
والحقيقة أننا لو أخذنا نماذج من واقعنا اليومي فستتضح لنا تماماً أهمية التربية الاقتصادية والاقتصاد التربوي ، فنحن في العالم العربي ورغم إيماننا بأهمية الاقتصاد كمنهج أساسي في الحياة ، ورغم إيماننا بأهمية تربية الفرد منذ صغره على احترام الأحكام الشرعية والقيم والمبادئ الأخلاقية المرتبطة بالاستهلاك والادخار والاستثمار والإنتاج والتوزيع ، إلا أننا نعيش بالفعل حالة من حالات الانفصام الاقتصادي أو عدم التوافق بشكل كبير بين القيم والضوابط الأخلاقية الإيجابية التي يتطلبها الاقتصاد من ناحية والواقع العملي التطبيقي من ناحية أخرى.

ويرجع ذلك وفق رأي المحللين الاقتصاديين إلى غياب التربية الاقتصادية من حياتنا اليومية على صعيد المؤسسات كافة بما في ذلك الأسرة •

فنحن نمارس عادات وأنشطة اقتصادية كثيرة في جوانب متعددة من الشراء والبيع وغير ذلك ولكن معظمها بعيد كل البعد عن المنهج الاقتصادي السوي. وسواءً كنا مقتنعين بها أم غير مقتنعين أم غافلين عن التفكير بأحكامه وضوابطه فهو أمر واقع •

فمن الناحية الاستهلاكية مثلاً نرى أن ظاهرة الإسراف والتبذير والتقليد والمحاكاة والتباهي والتفاخر هي الظاهرة السائدة على مستوى الفرد والمنشأة والدولة• وتشمل الإسراف والتبذير السلع الاستهلاكية والسلع الإنتاجية والخدمات والموارد الاقتصادية والموارد المالية وكذلك استنزاف طاقات الموارد البشرية وعدم الاهتمام بها وبالتالي عدم مراعاة واحترام موضوع البيئة والذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من المنظومة الاقتصادية القائمة ومخلفاتها .

وأما بالنسبة لموضوع الادخار ، غاليا ما يساء فهمه ليصبح على شكل احتكار. وهذا في الحقيقة يؤثر على السلوك الاقتصادي للأفراد بشكل سلبي . إلى هذه الجوانب فإننا نرى أن النشاط الاستثماري والإنتاجي في العالم العربي تغلب عليه الأنشطة الخدمية و الاستثمارية ذات الطابع السمسري مثل المضاربة بالأسهم والعملات والعقارات بصورة مكثفة قد تفوق حاجة المجتمع إليها في أغلب المناطق والحقيقة فإننا أصبحنا نلمس بشكل كبير سيادة النزعة العارمة تجاه اقتناص فرص المضاربة بهدف تحقيق الربح السريع وليس بهدف الإنتاج والمصلحة العامة في أغلب الدول النامية •
وتبرز هنا بالطبع التضحية بالكثير من الأحكام والقيم والمبادئ الأخلاقية المتعلقة بالنواحي الاقتصادية •

فتبدأ بالطبع السلبيات بالظهور مثل الغش التجاري وسرقة حقوق الملكية الفكرية وبراءات الاختراع و انتشار الرشاوى والاختلاسات وأنواع الفساد المالي والإداري كافة، التي قد تستشري ومن ثم تعتاد عليها المجتمعات وتتأقلم معها إذا لم يتم محاربتها والقضاء عليها في حينها • ومن هنا تبرز أهمية الاقتصاد التربوي في خلق المناخ الصحي السليم الذي يقي المجتمع الكثير من الأمراض والمشكلات الناجمة عن الممارسات الاقتصادية المدمرة .

لا شك أن التلاميذ قد يصطدمون في أغلب الأحيان عندما تتبين لهم الفجوة الحقيقية بين ما يدرسونه من قيم ومبادئ وأخلاق وأحكام وضوابط وبين ما يرونه من ممارسات على أرض الواقع.

وهنا قد يغلب تأثير البيت والمجتمع على تأثير المدرسة ولو بعد حين• فإذا حدث ذلك فإن التلاميذ يتأقلمون بلا شك مع مؤسسات المجتمع كل وفق تربيته ، فإن كانت تربيتهم إيجابية وسليمة كان تفاعلهم مع مجتمعهم خيرا وأما إن كانت سلبية ، فسوف يختلف تعاملهم مع المجتمع ويكون تفاعلهم معه سيئا ولا يعول عليه .

وتأتي أهمية التربية الاقتصادية في المدرسة والجامعة كونها تتمة لما تلقاه الفرد في الأسرة و تتويجا لما حصله التلميذ من علوم أخرى. وبالتالي يتمكنون من فهم معنى الاقتصاد الحقيقي الذي يمكن أن يحقق معادلتي الربح والجودة في آن واحد .

فلا يكفي أن يتعلم التلاميذ بأن الغش والسرقة والرشوة مثلا من المحرمات ، بل لابد من الذهاب معهم في منهج علمي أعمق من ذلك يوضح لهم الآثار المدمرة لتلك السلوكيات وأضرارها التي تعود على الجميع أفرادا ومؤسسات بصورة مباشرة أو غير مباشرة وعلى المدى القريب أو البعيد ، و مساوئ كل ذلك على مستقبل المجتمعات والأمم . ولامانع أيضا من إطلاعهم على نماذج عالمية ناجحة ومثل عليا للإقتداء بها .



#ماجدة_تامر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب استئناف المفاوضات الأوروبية مع تركيا
- مرتزقة الأمن الجدد
- ...............تحية الى الفنانة هالة الفيصل الفن أوراق مفتوح ...
- صعوبات انضمام الدول الشرقية الى الاتحاد الاوروبي
- قصة القنبلة الذرية والانشطارالنووي
- سيمون دو بوفوار .... الفيلسوفة الثائرة .... أبرز المدافعات ع ...
- مهمات الشبكة التجسسية العالمية : إيشلون
- واشنطن بين الامبريالية والامبراطورية
- أبعاد التفوق التكنولوجي الأمريكي
- في ذكرى ميلاده ... غيفارا رمز لايموت
- فرنسا وبريطانيا ... نقاط الاتفاق والاختلاف
- الادارة الامريكية الجديدة والمشروع الدفاعي الوطني
- سياسة الارض المحروقة
- التحالف الوثيق بين هوليوود والادارة الأمريكية
- العولمة ليست مرفوضة بذاتها وانما بنوعها
- اقتصاد الظل ظاهرة من ظواهرالتخلف في البلدان النامية
- التجارة بالشباب والعمر الضائع
- الحركة العمالية ... المقدمات والآفاق
- المرتزقة : جنود الثروة
- البرامج التجسسية الجديدة للاستخبارت الامريكية


المزيد.....




- تراجع حاد في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار
- الذهب يحدث زلزالا جديدة في أسواق الصاغة.. سعر الذهب اليوم ال ...
- وزير الصناعة: الأبواب الاقتصادية ستتوسع اكثر بين إيران وكازا ...
- البنك المركزي العراقي يوضح حقيقة فرض عقوبات دولية على 5 مصار ...
- هل تشهد المنطقة العربية سقوط -الكويكب المدمر- بعد 8 سنوات؟
- بعد توقف كبّده 19 مليار دولار.. العراق يسعى لاستئناف تدفق ال ...
- هل يمهد اتفاق الغاز بين تركيا وتركمانستان لعهد جديد في أمن ا ...
- بي بي تبدأ الإنتاج من المرحلة الثانية لمشروع آبار ري?ن للغاز ...
- تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الأحد
- لماذا حطم الروس الرقم القياسي في شراء الذهب؟


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ماجدة تامر - التربية الاقتصادية غائبة عن مجتمعاتنا العربية