إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1361 - 2005 / 10 / 28 - 12:53
المحور:
الادارة و الاقتصاد
الفساد بمفهومه العام عندنا بالمغرب نهب واسع من طرف الطفليين و البيروقراطنيين على مدى عقود لمال الشعب و الثروات الوطنية. إن أغلب التجارب التي منها البلدان التي اعتمدت على الخوصصة أظهرت بجلاء أن المفسدين الكبار، عندما تلراكم لديهم المال المنهوب يفترسون الملكية العام ثم يدفعون إلى تحويلها إلى ملكية خاصة ناهبة. لذلك كان من الطبيعي أن يحكم من يملك و أن لا يحكم من لا يملك ، بتعتبار أن الحكم ما هو، في نهاية المطاف، إلا لحماية ما يملكون.
لقد عاينا التباكي على أكثر من قطاع عام نُهبت خيراته و أمواله، لتقديمه قربانا للخوصصة كأن المشكلة تكمن في القطاع و ليس في من نهبوا أمواله و خيراته هذا من جهة. و من جهة أخرى كيف نُخوصص قطاعات مهمة من شأنها أن تساهم في تأمين أرضية نمو كاف من أجل مواجهة التحديات الكبرى من بطالة و تحسين مستوى المعيشة ؟ علما أنه على المدى البعيد تعتبر الخوصصة أداة لتفتيت المجتمع و الدولة.
و الغريب في الأمر أن المؤسسات المالية العالمية ( صندوق النقد و البنك الدوليين) وضعت جملة من البلدان – من ضمنها المغرب- أمام اختيارين لا ثالث لهما : قطاع عمومي منهوب و إما خوصصة ناهبة، ربما بوتيرة أعلى.
و مهما يكن من أمر، فإن صيغ الخوصصة المكروحة لم تُظهر أي علامة إلى حد الآن على تأمين الفعالية الإقتصادية المطلوبة، و كذلك الحدود الدنيا من العدالة الاجتماعية. و بذلك يبدو أن السبيل الأكثر جدوى ليس هو التفريط في القطاع العمومي و الزج به في مزاد الخوصصة العلني، و إنما القضاء عللى الفساد و النهب و انقاد قطاع الدولة و العباد و البلاد من كليهما. و ذلك لتمكين القطاع العام بجانب القطاع الخاص من العمل لبناء الغد. هذا هو الطريق الذي يمكن بلادنا من مواجهة التحديات مع تحقيق كرامة الوطن و المواطن.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟