اتريس سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 4972 - 2015 / 11 / 1 - 18:59
المحور:
الادب والفن
(اهداء الى المناضل الانساني الكبير و الثوري الاممي ارنستو تشي جيفارا)
ها انت هائم مع رياح الغدر التي شردتك بعيدا
عن الارض التي حبلت بك مرة والى الابد
تتمنى نافذتك الصغيرة المحاذية لسطح العودة اليها
لتنظر من خلالها الى نجوم الليل
التي كانت تخاطبك بلغة الضوء
ومهدك الذي جرفته قسوة السيل
وكتبك المنتنة الكريهة حسب تعبير الشيطان (امراة)
رحلت ذكرياتك البعيدة مع غيمة كانت تشرب الاسى من قلبك المفجوع
هي خطاك تحدد الى اين سيكون الاتجاه
كابرة البوصلة المتيمة بعشق عالم الشمال النجمي
فعاطفتك ترفض استجداء الرحمة
بقدر ما تكره الجهلة القساة
ذاكرتك مثخنة بالجرح
تنزف بالحكمة والالم
على قارعة درب يفضي الى المجهول
يمزقها الحنين
ويقمعها النسيان
فالتصعد الى هاوية الموت لتحيى
ولتمضي في اتجاه الجلجلة لتثبت انك الرب
فصمتك لا يسعف الاجراس في صدارة الوقت
وكلامك اضحى عربونا للخيبة في زمن يخلع سرواله للنجوم
فالزانية التي قتلتك
قد شيعت خيالك المقدس
في باحة الحديقة المزروعة بالورود الحمراء
التي كنت تهديها في اعياد الميلاد
تقدم في اتجاه النار و العمود و المشنقة
فالزمن عدوا لا يرحم كما الموت
فالترفع كعبك العالي لتسحق نجم السماء
تذكر انك قلب التنين / حامل الشعلة
كائن نصفه من ظلمة ونصفه اخر من شمس
اركب الفرس المجنحة البيضاء
واصعد الى خيال الشعر لتباركك الربة هيرا
برشفة من كاس باخوس
حتى تخلص كاهلك من هذا العبىء السيزيفي
فقدرك ان تحيى كالقديس
او تموت متوهجا برحمة الغفران
ففي روحك شيء من عبق اله
وفي موتك كل الخلود
ها انت تحاصرك المساطر والبنادق في مستنقع الموت
الذي يسيج الوطن باسمنت والخديعة
هذا الذباب الازرق العدمي المسمى بشرا
وجد ليحتفي بغائط الجثة في موكب الجنازة
وجه الحب الذي يخلع كالقناع في كواليس النفاق والمنفعة
وجه الحياة الخالي من مساحيق الوهم
وجه الحرية المبتسم من نافذة الفجر
تحت وابل الرصاص/ مطر دموي/ دموع الرحيل
ينشد الامل ما تبقى مما ساكون
#اتريس_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟