|
بدلة جديدة !!*
جيفارا سامي
الحوار المتمدن-العدد: 4972 - 2015 / 11 / 1 - 15:29
المحور:
كتابات ساخرة
أشرقت الشمس دافئة لطيفة من بين الغيوم، فارتاحت نفسية هواش، وقل توتره، ووقف يتلقى أشعة الشمس بشاربيه المنحدرين بدرجة انحدار لا تتجاوز أل 20% لتعطيه مظهرا يقربه من شخصيات اشتهرت بشواربها وعلى رأسها الرفيق ستالين العظيم. كان الهواش يطمح ان يتوج كاتبا عظيما. لذا قرر ان يبدأ مشواره نحو التتويج . ذكاء هواش الذي نسيه كتاب جينيس، كان محط إكبار، وهو الأمر الأهم لكاتب يطمح بالجلوس على أعلى قمة في زمنه ولو على خازوق. بعد تفكير وتخطيط استراتيجي ، قرر هواش ان يبدأ مسيرة حياته نحو قمة مكانته الفكرية. قرر ان يغير أسلوب حياته .. أولا،ر شكله من الأقصى إلى الأقصى... أولا، بدا بتغيير برامج حياته اليومي ، متبعا خطة تخفيض الوزن، الجسدي والعقلي على حد سواء . ثانيا، قص شعر رأسه قصة شبابية حديثة، عبأ الفراغات وشعرات الشيب ببعض الأصباغ . ثالثا، استأجر حراثا خبيرا لنكش حقل شاربيه، وتعشيب النباتات الضارة من وسطهما. رابعا، ذهب سرا إلى مونيكور نظفت له ما تحت الأظافر من قذارة مترسبة طال عهدها. خامسا ، وصل لطبيب أسنان وطلب ان يجلخ له القذارة الصفراء التي تراكمت فوق أسنانه بفعل التراكم الجرثومي. سادسا، فكر بتفصيل بدلة جديدة يتمختر بها مثل الطاووس بين المثقفين والمثقفات، خاصة وان البدلة جزء لا يتجزأ من المكانة الثقافية لبعض المتسلقين. سأل عن خياط جيد ، فقالوا له ما لك إلا خياطي دمشق، هم ألأفضل بين العرب... سافر فورا، وصل دمشق، بعد الاستفسار أرسلوه لشارع يسمى شارع الخياطين، كان هناك أربعة خياطين. نظر للمخيطة الأولى، ووجد نصا يقول: "أحسن خياط في دمشق"، حين قرر الدخول انتبه إلى ان الخياط الثاني كتب على زجاج مخيطته نصا يقول: "أحسن خياط في سوريا "، حمد ربه لأنه لم يدخل لأحسن خياط في دمشق فأحسن خياط في سوريا هو المراد.. وضع رجله على عتبة المدخل.. حين قرأ ما فاجأه على مدخل مخيطة الخياط الثالث كتب على باب مخيطته: "أحسن خياط في العالم ". أمسكته الحيرة .. واستغفر الله وتمنى لو كان معه من يستشيره بهذا الأمر. كان في حيرة من أمره: أي خياط هو أفضل؟ سار نحو مخيطة الخياط الرابع، ويا هول ما قرأ، كانت تلمع فوق واجهة محله جملة مثيرة تقول: "أحسن خياط في هذا الشارع ".
الله أكبر .. الشطارة والذكاء بارزان من الواجهة، فاندفع إلى مخيطته مسرورا بأنه اختار الأفضل، انفرجت أساريره سعادة، ولولا ما يتميز به الخياط من ذكاء موروث لما استطاع ان يفهم مطلب هواش من شدة ما أمسك الفرح بتلابيبه.
أخذ الخياط المقاييس المطلوبة، قال له ان يرجع بعد يومين ليخرج من المخيطة هواشا جديدا لامعا.
جاء اليوم الموعود، كان هواش متوتر الأعصاب ينتظر بدلته الجديدة على أحر من الجمر. كان واثقا ان البدلة الحديدة ستجعله سوبر ستار بين المثقفين والمثقفات وستجلب له النور والبخور وترفع من قيمته الثقافية!! لبس البدلة ، تأمل نفسه أمام المرآة .. وجد ان أكمام البدلة أطول من اللازم بخمسة سنتيمترات على الأقل . - أيها الخياط الغالي، ألا ترى ان الأكمام أطول من اللازم ؟ - إطلاقا لا... قال الخياط بثقة ، وأضاف : - عندما تثني مرفق يديك يا هواش، سترى ان الكم يصبح بالمقاس الصحيح. لأن ثني المرفق يسحب الكم إلى الخلف. ثنى هواش مرفقه فقصر الكم فعلا.. أصبح بالمقاس، لكن عندها تحركت القبة نحو الخلف بشكل يسيء لشكل البدلة. - انظر أيها الخياط العظيم.. القبة بهذه الحالة تنسحب نحو الخلف بشكل سيئ؟ - ما الغرابة عزيزي هواش .. ارفع رأسك جيدا وشده إلى الخلف .. يجب ان تفخر أنك تلبس بدلة جديدة.. بالضبط.. الآن أنت رائع . الآن تستحق الدعوة لتكريمك. حضر قصيدة لهذه المناسبة العظيمة. تأمل نفسه بالمرآة .. وامتعض : - يا أمير الخياطين .. بهذا الوضع كتفي الأيسر منخفض عن كتفي الأيمن بعدة سنتيمترات؟ - عزيزي هواش ، أنت بين يدي أحسن خياطي العالم .. لا تقلق .. هذه مشكلة سهلة .. انحني من وسطك بشدة نحو الجهة اليمنى ، وسيبدو كل شيء رائعا. هكذا بالضبط، الآن الكتفان بنفس المستوى ... رأيت ؟ بمرفقين مثنيين بزاوية 90 درجة ورأس مرفوعة بشدة إلى الخلف، وخصر منحن بقوة نحو اليمين، خرج هواش مرتديا بدلته الجديدة مستصعبا السير، شاعرا أنه يقلد البطة العرجاء في مشيتها وكل ذلك حتى تبدو البدلة مطابقة تماما لمقاسه. مر على شخصين يشربان فنجاني قهوة في احد المقاهي ، لفت هواش انتباههما ببدلته الجديدة ومشيته الغريبة، وجسمه المعوج بشدة وغرابة. قال الأول : أنظر إلى هذا المشوه المسكين .. يؤلمني قلبي لحالته الصعبة. قال الثاني : هذا صحيح مؤلم، لكن خياطه الذي فصل له بدلته عبقري، أنظر كيف فصل البدلة ملائمة تماما لجسمه المشوه !! • - لاحظت منذ فترة ان هناك تعليقات تافهة يمارسها احد الأشخاص دون حياء ودون ان يتوقف رغم الطلب اليه ان يكف، لكنه يبدو خشبة يابسة لا تنفع الا للحرق. لذا اساهم بحصتي في السخرية منه لعله يكف. واول الرقص حنجلة!! [email protected]
#جيفارا_سامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موسى وعيسى ومحمد في شارع ديزنجوف
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|