حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية
(Hanan Hikal)
الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 29 - 21:28
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
الموتى الاحياء
تحيط بنا مشاهد القتل والتفجير والظلم والقهر والتشريد من كل اتجاه .. تقتحم عليك عينيك وأذنيك أينما توجهت .. من حروب لا تعرف لماذا قامت وما اذا كانت اهدافها المنشودة تستحق كل ما نجم وسينجم عنها من تدمير وقتل وخراب وتشريد .. لمتفجرات تزرعها جهات مجهولة وسط ابرياء لا ذنب لهم في أماكن عبادتهم وأسواقهم تحصد يوميا عشرات القتلى والجرحى والمشوهين .. لمشاهد الظلم والقهر اليومي الذي تمارسه السلطات على الشعوب .. والرؤساء على مرؤسيهم .. والكبار على الصغار .. أحد هذه المشاهد تم عرضه أمس في احد البرامج التلفزيونية يصور أحد حراس مجلس الوزراء يعتدي بالضرب على سيدة بصورة استفزازية .. ما يثير الذهول والقرف حقا ليس هذا السلوك المعتاد والمكرر والذي لا يجد ابدا رادعا له ولكن موقف وسلوك المحيطين والذين شاهدوا الواقعة ولم يعترض أحد منهم أو يبدي اي انزعاج للمشهد أو يتعاطف بأي صورة من الصور مع السيدة المهدر كرامتها .. إلى هذه الدرجة فقد الناس الشعور والنخوة والإحساس بالكرامة .. إلى هذه الدرجة اعتادوا الظلم وألفوه ولم يعد يثير لديهم أي مشاعر رافضة له ؟ .. أعرف أن تزاحم المشكلات بلا أمل في مجابهتها يصيب الانسان بالتبلد واليأس واعتياد المظالم يجعل الانسان يرضخ لها حتى يفقد الأمل في دفعها .. لقد أصبح الناس يمشون كالأموات فقدوا كل المشاعر الأدمية لم يبقى لديهم غير السخرية من كل شئ وأي شئ حتى السخرية من انفسهم .. يبحثون عن المغيبات ففيها نوع من انواع الراحة المصطنعة .. لا يمكنني أن أجزم حقا هل هذا السلوك هو دخيل على المجتمع أم أنه أصيل فيه .. هل رفض هذا الشعب الظلم يوما وانتفض له ام انه خضع له واستمرئه طوال تاريخه الموغل في القدم ..
ما اصدق اديبنا الكبير نجيب محفوظ حينما قال في كتابه أصداء السيرة الذاتية: “سألت الشيخ عبد ربه التائه.
- متى يصلح حال البلد؟
فأجاب :
- عندما يؤمن أهلها بأن عاقبة الجبن أوخم من عاقبة السلامة"
#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)
Hanan_Hikal#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟