حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 29 - 14:36
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
حلوة زحايكة
سوالف حريم
فلذات أكبادنا
وعيت الحياة وأمّهاتنا يصلين لله كي يحفظ لهنّ أبناءهنّ، وكانت الواحدة منهنّ تخاطب ابنتها أو ابنها:"ان شاء الله تدفنّي بيديك". ولم أفهم معنى ذلك إلا بعد أن أصبحت أمّا، وعرفت كم هو عزيز الابن على والديه، فمن أصعب الحالات أن يدفن الآباء"أمّهات وآباء" أبناءهم.
ومع أن لا أحد يحمي أحدا من الموت، فالموت حق على الجميع ولا يفرّق بين كبير وصغير، ولا بين عليل وسليم، ولا بين جدّ وحفيد، أو أب وابن، إلا أنّ الغالب أن يموت الآباء قبل الأبناء، وفي كل الأحوال فإنّ الأمّ الثاكلة أو الأب الثاكل يعيش مأساة وحزنا دائمين. صحيح أنّ الأبناء يحزنون على آبائهم وأمّهاتهم المتوفّين، لكن حزنهم لا يقارن بحزن من يفقد ابنه أو ابنته.
وفي البلدان التي تعيش تحت استعمار واحتلال فإنّ الفقد يأتي بشكل مفاجئ، فالمستعمرون والمحتلون يقتلون ضحاياهم دون شفقة أو رحمة، وغالبا ما يكون ضحاياهم شابّات وشباب بعمر الورود، والرّحيل المفاجئ أصعب بكثير من غيره، حتى أنّ المثل الشعبيّ يقول:"اللهمّ ابعد عنّا ساعة الغفلة". فكان الله في عون من يفقدن أبناءهنّ أو يفقدون أبناؤهم.
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟