رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 29 - 08:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
النخب العربية
لست مع المثالية التي تقدم الواقع بصورة وردية، او تريدنا بتسامح السيد المسيح او بمحبة الرسول محمد (ص)، لكن الواقع العربي المزري، وتفشي حالة ألفساد في كل شيء وبكل شيء وفي كل شخص منا، إن كنا متنفذين أم مواطنين، كل هذا يستدعي منا أن نعيد خطابنا/رؤيتنا/تفكيرنا لما آلت إليه الأمور في منطقتنا، هذا إذا أردنا أن نسترد شيئا من قناعتنا بضرورة تغير الحياة الأفضل/العادلة/الحرية/الوحدة/ الاشتراكية...، أما إذا أردنا أن نكون ممن (يفشون الغل) فقط فلا داعي لإكمال المقال.
كما أنني ليست منظرا أو خبيرا في علم الاجتماع لأعرف كيف ولماذا ينقلب الإنسان على ذاته وعلى أفكاره، لكنني وجدت بأننا في المنطقة العربية لا نعرف مقوله "العفو عمن ظلمك، والعفو عند ألمقدرة ومن ضربك على خدك الايسر فدر له الأيمن، وأدفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليا حميم" أجد الكثير ممن يكتبون لا يردون شيئا/يهدفون سوى (فش الغل) حتى لو كان ذلك يزيد الاوجاع ويعمق الجراح ويدمي الانسان والوطن معا، فلم يعد هناك ما هو محرم/محذور/يعيب ألكاتب فما دام هناك قراء لهذا ألمقال ويحمدون ويستحسنون ويعلقون ويمدحون فلا بأس وليكن المزيد من كتابة (فش الغل).
ما يجعلنا نمتعض مما يكتب الآن هو نسيان/تجاهل/قتل/نوم الوطن في الذاكرة، فهو لم يعد لهو حضور، ليس له وجود إيجابي، علما بأن كل ما يكتب هو بسبب الوطن، بسبب المواقف التي اتخذها هؤلاء الكتاب منه ومن النظام، نتيجة وقوفهم مع الوطن وضد النظام، ضد الظلم والفساد وانعدام الحرية والعدالة، لكن لماذا هذه الردة؟، لماذا هذا الكفر؟، أين ذهب الوفاء/الشرف/الأخلاق/الوطن/المبادئ/الأهداف/النضال؟.
ولسنا هنا نطالب بالنضال كما كنا نناضل في السابق، ونتعرض للاعتقال والنفي والحرمان من السفر او المنع من العمل، كل ما نريده هو كلمة، ليس أكثر، كلمة تقدما من الهدف الذي دفعنا من أجله الكثير، الهدف الذي هو سبب ما جلعنا نكتب بهذه الطريقة السلبية، الهدف الذي سقط من أجله الشهداء، إلا يستحقون منا الوفاء؟ أليست كتابة (فش الغل) خيانة لهم ولنا ولوطن.
أنني أتألم وأتوجع عندما نترك الوطن لهؤلاء السارقين الذين يعيثون فسادا فيه، ونحن ما زلنا نفكر ونكتب ونحلل بطريقة رجعية/ورائية/متخلفة، فعسى أن نجد بيننا أذنا واعية تتقدم من جديد نحو الوطن.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟