أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فايز شاهين - أحمدي نجاة: 70 مليون إيراني فِداءً لحماس!














المزيد.....

أحمدي نجاة: 70 مليون إيراني فِداءً لحماس!


فايز شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1361 - 2005 / 10 / 28 - 12:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


كان الاعتقاد بأن الجمهورية الإسلامية في إيران قد عدّت مرحلة الصِدام الذي أتى بعد الثورة عام 1979 م، ولكن يبدو أن الأيام تُثبِت لنا أنّ الإيرانيين لم يتعلّموا من دروس الماضي، وتصريحات الرئيس الإيراني بأن إسرائيل يجب إزالتها من الوجود لهو جهل مركب وغباء وحمق سياسي لا نظير له.
إيران يعيش بها أكثر من سبعين مليون إنسان، عانوا على مدى طويل من الزمن في فترة حكم الشاه، وبعد انتصار الثورة حيث الحرب العراقية الإيرانية التي نتيجتها أن قضت على أكثر من مليون من البشر وعدة ملايين من النازحين ودمار يحتاج لأكثر من 500 مليار دولار لإعادة الوضع كما كان عليه.
الإيرانيون الذين كانوا أول ضحايا الحروب وأول ضحايا الديكتاتوريات، كان أملهم أن يعيشوا بسلام ورخاء وحرية، وكانت الثورة هي الأمل في ذلك الوقت. كان عدد الشعب الإيراني لا يزيد عن 35 مليون إنسان مع بداية الثورة، أي نصف عدده الآن، وأكثر من نصف شعبه تحت الثلاثين من العمر. هذا الشعب يعش حالة من الفقر والبطالة، وآخر ما يبحث عنه المزيد من الضغوط الخارجية، سواءً اقتصادية أو سياسية، أو حالة استنفار "لحرب" ربما تقع، فهذا يعني المزيد من المآسي لهذا الشعب المسكين.
الكثير اعتقد أن إيران قد وعت دروس الماضي، وبسبب عدم قدرة الرئيس السابق خاتمي على تنفيذ وعوده السابقة من انفتاح سياسي على الدول الأخرى وحريات وتحسّن في الوضع الاقتصادي الداخلي لأن الرئيس الإيراني لا يحكم، وإنما الإمام علي خامنائي هو الرئيس الفعلي، بسبب ذلك توجّه الناخبون لانتخاب "واحد من الفقراء" كما يُقال، أي ممن يعيش مثلهم. للأسف، فالرئيس الجديد بدأ رئاسته بتصريحات أبعد ما تكون عن الدبلوماسية ومصلحة الشعب الإيراني، وأولها تصريحاته بأن إسرائيل يجب أن تُلغى من الوجود وأنه مع "المقاومة الفلسطينية" حماس. هذه التصريحات أتت في الوقت الذي يتهم الغرب فيها إيران بناء ترسانة نووية وتدخّله في الشأن العراقي، وهذه التصريحات صبّت الزيت على النار وأكّدت تخوّف الغرب من التوجّهات الإيرانية.
حكومة نجاة لم تتوقف هنا، بل زادت على ذلك بأن أوقفت عرض جميع الأفلام الغربية التي يطالها سابقاً مقص الرقيب ويتم عرضها في صالات السينما وكذلك في التلفزيون الحكومي بحجة أن هذه الأفلام تحمل أفكاراً وتوجهات منافية للدين وتدعو للتفسخ والانحدار، إلى آخر تلك "الأعذار"، وكأن حكومة إيران الجديدة نسخة من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية.
الحماقة ليست في قرار إيقاف عرض أفلام أجنبية في إيران، ولكن التضحية بمصلحة 70 مليون إنسان من أجل قضية خاسرة وليس لإيران علاقةً بها، خاصةً أن الجهة المدعومة، المقاومة الفلسطينية المتمثّلة في حركة حماس كانت أكثر المدافعين عن صدّام وأزلامه ونظامه، وأكثر الشامتين في الشيعة، وكانوا أول من تباكوا على عدي وقصي أبناء الدكتاتور صدّام, ومواقعهم على الإنترنت تطعن في الشيعة باستمرار وتحتفل بقتلهم في العراق وتساند الإرهابيين في العراق. إذاً ما الذي يجعل إيران وهي دولة لها مصالحها، 70 مليون مصلحة، ما الذي يجعلها تضحّي بكل ذلك من أجل "عصابة إرهابية" تحت أعذار غير مقبولة؟
لو أن تركيا، الإمبراطورية العثمانية سابقاً، وشعبها أكثره من المسلمين، لو أنها قالت بتحرير فلسطين، لفهمنا أنها ترغب في إعادة أمجاد الماضي، ولكنها ليست فقط بعيدة عن التاريخ، بل أن لها علاقات مع إسرائيل قوية، من تبادل تجاري وعسكري. لو أن الدول العربية، خاصة الأردن قال بتحرير فلسطين، لقلنا ربما نجد العذر له في ذلك، لأن أكثر من نصف شعبه هم من الفلسطينيين، ولو أن دولاً عربية أخرى حذت حذو ذلك، فمعقول لأن هذه الدول هي التي ضيّعت فلسطين، ولو أن محمود عباس قال ذلك، فأيضاً له حجة بأن "اليهود اغتصبوا" جميع أرض فلسطين، لكن العكس صحيح. الدول العربية لها علاقات مع إسرائيل وتبادل سفراء وسفارات، ولا تخفي ذلك، بل حتى الفلسطينيين يعملوا في إسرائيل وعلاقتهم بإسرائيل لا تحتاج للحديث، فنحن نرى محمود عبّاس كل يوم ينتقد حركة حماس وينتقد العمليات "العسكرية" في إسرائيل لأنها تستهدف الأبرياء وليس العسكريين.
الرئيس أحمدي نجاة يعلم علم اليقين لو أن حرباً اندلعت مع إسرائيل، ستكون إيران الخاسر فيها حتى بدون استخدام صواريخ إسرائيلية نووية، فترسانة إسرائيل من الطيران العسكري المتطور لا يعادله إلاّ ترسانات مشابهة في أوربا وأمريكا، بل أن إسرائيل تعتبر خامس دولة في العالم في تصدير السلاح المتطور في العالم، وتبيع لدول مثل الصين والهند. إيران تعيش حالة من الفقر الشديد ولا يتعدى دخل الفرد سنوياً فيها أكثر من 7 آلاف دولار (تقديرات 2004 م – ترتيبها 98)، بينما يصل معدل دخل الفرد سنوياً في إسرائيل إلى 21 ألف دولار سنويا (ترتيبها 46)، أي ثلاثة أضعاف الدخل الإيراني وهي دولة غير نفطية، وتطمح إسرائيل أن يرتفع دخل الفرد فيها لتكون في العشرة الأوائل خلال عشر سنوات. بمعنى آخر فإن إيران تعتمد اعتماداً كبيراً على بيع النفط حيث أنه لا توجد لديها مصادر دخل أخرى، ولهذا فإيران بتهديداتها المتزايدة خاصةً عندما تتحدث بأنها ستغلق الخليج الفارسي في حالة أي هجوم عليها، لا يزيد الأمر إلاّ من سيء إلى أسوء.
على إيران الآن أن تقوم بترقيع هذه التصريحات، وأن تعود من جديد وتعتذر عن تصريحات رئيسها، وأنه لا يقصد من تلك التصريحات ما تمّ ذكره، وفي اعتقادي بأن ذلك سيتم وستنأى الحكومة بنفسها عن هذه التصريحات، ولكن تلك التصريحات لن يتم نسيانها بسهولة. الشعب الإيراني الذي انتخب أحمدي نجاة على أنّه يمثل الطبقة الفقيرة لينقذها من براثن الفقر، يبدو أنّه أخطأ في انتخابه لهذا "المعتوه"، فهو لا يبدو أنّه سينقذه من الفقر ويقوده إلى الانفتاح والرفاه والحرية، بل العكس من ذلك، وإذا ما ازدادت الأمور تعقيداً، فإن هذا الشعب المسكين لو خُيّر بين الشاه وبين أحمدي نجاة وأشباهه، لاختار الشاه بديلاً، فهو لن يكون بهذا الغباء المركب.



#فايز_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين
- شيوخ الغفلة
- نور مياتي بعيون سعودية!
- لك الله يا جنوبنا الصابر
- اسمها نور، نور مياتي
- مسجد أم مساجد ضِرار؟
- امرأة -ناقصة- تؤم -كاملين-
- لا تشمتوا في قطر
- في العبرية الإسرائيلية!
- ولكن شُبّه لهم
- شُهداء بلا حدود
- لا تنتصروا للمرأة!
- أربعٌ وعشرونَ ساعة في حياة الرياض
- رأس الحيّة في الانتخابات البلدية
- ملاذُ المؤمنين!
- حدّثني شيخي فقال
- تَرفَّعوا .. تفلحوا
- انتخبوا فايز شاهين !
- شُلّت يدُ كلّ عابثٍ بأمن ومستقبل الوطن
- معاً ضد الإرهاب الحكومي المنظم


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فايز شاهين - أحمدي نجاة: 70 مليون إيراني فِداءً لحماس!