أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مايكل سعد عبد السيد - يوم عادي جدا














المزيد.....


يوم عادي جدا


مايكل سعد عبد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 4969 - 2015 / 10 / 28 - 16:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


المشهد الأول :
دقت الساعة السادسة صباحا ، فهب بيتر الشاب العشريني مستيقظا – ارتدي ملابسه وارتشف مشروب الصباح علي عجل وخرج سريعا من المنزل ليلحق اول يوم في عمله الجديد ، امام المنزل أشار مناديا لاحد متسابقي الرالي - والذي يقود توكتوك فخيم ذو الوان مبهرة وملصقات تعبر عن بطولة سائق المركبة وفلسفته في الحياة وبالطبع لم تخلو من أجزاء للحماية من الحسد وحقد الأشرار - ( المترو يا أبو الشباب ) ، فأومأ البطل بالموافقة ليطير متمايلا بكل خفة يسارا ويمينا مصارعا عن ملكيته للطريق وبصوت يخرج من انفه يزمجر للتعبير عن الاستياء من محاولة صاحب احدي السيارات تجاوزه .
المشهد الثاني :
دخل بيتر الي عربة المترو بصعوبة ليلتحم جسده مع باقي الأجساد بشكل يمنع شعره صغيرة من العبور في سيمفونية شعبيه جميله علي امل ان تفرغ العربة جزء كبير من مقليها في المحطة التالية وهو ما حدث ، لتطالع وجوهم فتاه جميلة الطلة ذات شعر اسود ينساب بسهولة وكأنها خرجت للتو في هذا الصباح الباكر من اسفل انامل مصفف الشعر لتتبعها 40 عين تمثل عشرون شخصا متواجدين بالعربة ، زوج من العيون لرجل كبير يحرك رأسه تجاه الفتاه يمينا ويسار وبكل اشمئزازا يتمتم ( استغفر الله العظيم ) مستكملا فحص كافة التضاريس والاجزاء قطعة قطعة بالطبع ليثبت انه محقاً في مشاعره تجاهها ! بينما الزوج التالي يمتلكهم هذا الرجل الذي سارع بالقول ( ايه القرف ده ما تروح عربية الستات ولا هي عاجبها التلزيق ) . وما بين زوجين من العيون لشابين يتطلعان بكل بلاهه لهذه الفريسه الحلال ، وبين هذا المتيم الواقف جانبا مرتديا ما هو علي شاكلة عبده موته منتظرا ان تبادله الفتاه النظرات الحانية – الجميع يفحص ويحلل ويشمئز ويتخيل.
المشهد الثالث :
تعالت أصوات موسيقي المهرجانات داخل الميكروباص اخر وسيلة مواصلات له لتهون رومانسيتها علي مرارة الجلوس خمس في مقعد معد لثلاث فقط ، هذه الرومانسية التي تمنح السائق وفتاته الطالبة الثانوية والتي تجلس بشكل مميز علي الكرسي الامامي بجانبه وكأنهم في قطعة من الفردوس .
المشهد الرابع :
استقبل الشيخ مراد - كما يحب ان ينادوه – رئيس بيتر في العمل ، استقبل بيتر بترحاب شديد وبمودة والذي بدأ حديثه بعيدا عن طبيعة العمل ( انا فرحت اوي لما قالولي ان واحد اسمه بيتر جاي يشتغل معايا ، انت عارف الاقباط طول عمرهم عايشين في بلدنا في امان وحمايتهم واجبه علينا – الخليفة عمر وصي علي اهل الزمة وعشان كده المصريين اغلبهم دخلوا الدين طواعيه واللي فضلوا اقباط خدوا الحماية والامن علي أموالهم وبيوتهم ) ، وبكل حماسة اكمل حسام الزميل الجديد في العمل ( يا بيتر احنا كمان مش بنحب الاخوان عشان تجار دين وعمرهم ما كانوا هيطبقوا الشرع ، كل المصريين برضه ضد العلمانية عشان منهدمش الدين وتكتر الفواحش ذوي بلاد بره حتي الكنيسة ضد العلمانية ) ، فابتسم بيتر سائلا الشيخ مراد ( ممكن اعرف طبيعة شغلي ؟ ) .
المشهد الخامس :
ولأن بيتر اصبح غير عاطل الان، قرر ان يحتفل مع أصدقائه بجلسة علي القهوة ، تعالت ضحكات الأصدقاء غير منتبهين بالمرة لصوت المذيع التلفزيوني المرتفع والذي يستضيف في برنامجه معالي الدكتور وزير الوزارة و سيادة اللواء محافظ المحافظة للتحدث عن الخطة الخمسية لتطوير المحافظة وتركيب التاكسي الطائر والذي سيقضي علي الازدحام نهائيا ، والذي تلاه فقره هامة عن اعجاز الطب البديل لقدرته ابتكار قرص واحد يقضي علي امراض القلب والسكر وعدم القدرة معا .
المشهد الأخير :
بعد دش منعش من الماء الدافئ و الانتهاء من صنع فنجان القهوة ، لم يعد امام بيتر الا غلق الشباك ( نظرا لان صوت الميكروفون والمعلق بجانب الشباك والذي تسمع منه خطبه حول كفر النصارى واليهود و أهمية الجهاد ضدهم في سوريا والعراق واليمن وليبيا ) وهذا ليس الا للحصول علي الهدوء للقيام بأمر هام – افرغ المكتب مما عليه ، القي في سلة المهملات ورقة دعاية ا. مصطفي والتي كتب عليها تهنئة من القلب لإخوتي الاقباط " مرشحكم عن الدائرة الكريمة " ، فتح الكمبيوتر وكتب عنوان احد المواقع وابتدأ يدخل بيانات استمارة طلب الهجرة العشوائية .



#مايكل_سعد_عبد_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثالية العم سام
- قصة حياة راقصة ( قصة قصيرة لم تكتمل )
- انه وقت المساء ، حان وقت الخلود للنوم ..... كيف سيكون الغد ؟ ...
- الصعود للأقرب ...... والبقاء للاحبة ....والخراب في القريب ال ...
- البكاء علي زمن الجلاد ومرض النسيان
- حرية المصريين وحقوقهم والرضا بقضاء الله .....
- الوحدة الوطنية في ابهي صورها ..........


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مايكل سعد عبد السيد - يوم عادي جدا