|
رباعية فيينا والحل السوري
محمد أحمد الزعبي
الحوار المتمدن-العدد: 4968 - 2015 / 10 / 27 - 15:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قرأت في أحد المواقع هذا الصباح ، مقالا لأحد الإخوة ، دارت بعض فقراته ، حول العلاقة بين الحل السياسي والحل العسكري . ينطوي المقال على إدانة مبطنة للحل العسكري ، أو كما وصفه الكاتب " حل الشجاعة " ، والذي تسعى إليه بعض فصائل المعارضة المسلحة ( الشجاعة ! ) ، علماً أن مثل هذا الحل لايمكن أن يغني عن " الحل السياسي " ( حسب الكاتب ) ، وهوالحل الذي تبحث عنه وتعمل على الوصول إليه رباعية فيينا ، بل والذي تداعت من أجله هذه الرباعية ( أمريكا ، روسيا ، تركيا و السعودية ) في فيينا بتاريخ 23.10.2015 . إن ما نرغب أن نشير إليه هنا - سواء ما يتعلق بنوايا ودور رباعيي فيينا المذكور أعلاه في حل الأزمة السورية ، أو لمن ينتظر من هذه الرباعية حلاً حقيقيا لصالح ثورة آذار2011 السورية - هو التالي :
1.إن أوجه الاختلاف بين أطراف هذا الرباعي حول الحل السياسي الذي يسعون إليه ، هي أكبر وأكثر من أوجه الاتفاق ، ولاسيما بين روسيا وأمريكا. إن دعم البعض الظاهري لثورة 2011 السورية ، إنما فرضه عليهم ، الخوف من التمدد الشيعي الإيراني المدعوم من روسيا ومن بعض الدول الأخرى ، وبالتالي الخوف من أن يصل هذا المد الشيعي إلى ديارهم(أنظمتهم)، وليس رغبتهم الموضوعية في دعم الثورة الديموقراطية السورية، والشعب السوري المظلوم . 2. إن دوافع أطراف هذا الرباعي في سعيهم لحل الصراع / الحرب بين النظام وأعوانه وداعميه الطائفيين ( إيران خاصة) من جهة ، وبين الثورة السورية التي بات يظهر على مكوناتها المدنية والعسكرية الطابع الاسلامي ( السني ) من جهة أخرى ، هي دوافع مختلفة ومتباينة شكلاً ومضموناً . وإذا كان الجانب التركي التركي لا يخيفه هذا الطابع الإسلامي السني للثورة ، فإن بعض أطراف هذاالرباعي الرباعي قد أفصحوا عن هذا الخوف في تصريحاتهم العلنية ، وفي ممارساتهم العملية ، بل إن لافروف قال منذ الأشهرالأولى للثورة " على السنة ألا يحلموا أنهم سيصلون إلى سدة الحكم في سوريا " ، إنه تصريح ينم عن غياب الأفق الديموقراطي بل والأخلاقي لدى لافروف الذي هو أحد أطراف رباعية فيينا التي تريد أن تجد حلاً عادلاً ومقبولاً من طرفي النزاع الأساسيين في سورية ، فواعجبي! 3. ولعل ظهور حركة "داعش" بما هي مجموعة إسلامية سنية متعصبة ومتطرفة إنما يدخل في إطار محاربة بعض أطراف رباعية فيينا للإسلام السني المعتدل والمتسامح ، ولكن الذي يرفض أي حل للأزمة المستعصية في سوريا ، لايأتي عن غير طريق صندوق الاقتراع ومحاسبة الفاسدين والمجرمين . إننا نعرف أن وزراء خارجية لقاء فيينا الرباعي يعرفون أن " داعش " ليست هي الإسلام ، وإن أتباعها ليسوا هم المسلمين الحقيقيين ، ولكننا نعرف أيضاً أنهم يتخذون من هذه الداعش ذريعة لمحاربة كل من يجرؤ أن يقول " لا " لمشاريعهم الاستعمارية في امتصاص ثروات وخيرات بلادنا ، وهم يتخذون منها اليوم ذريعة لإطالة أمد هذه الحرب في سوريا ( فالقضاء على داعش قد يحتاج إلى ثلاثة عقود حسب أوباما ) بين النظام الذي يدعمونه ( بالسر والعلانية ) والثورة اليتيمة التي بات شعارها اليوم " مالنا غيرك يا الله " . 4. يهدف التدخل الروسي في سوريا ، والمسكوت عنه أمريكياً وأوروبياً وعربيا ، إلى إنهاك طرفي الصراع ( النظام ، المعارضة ) بغية الزج بهما منهكين في أتون جنيف 3 والتي يطلقون عليها كذباً جنيف1 وهناك يتم تقاسم الكعكة بين المنتصرين في " الحرب العالمية الثالثة !!" ، أي بين رباعية فيينا ، والذين من الممكن أن ينضاف إليهم لاحقاً على مانظن ونعتقد ( إسرائيل وإيران ومصر وربما الأردن وبان كيمون ونبيل العربي ) ، وذلك كيما يشاركوا في قراءة الفاتحة على روح المرحوم " الربيع العربي "، ويكونوا شهود زور على الحل "العادل!"الذي يمكن أن تتوصل إليه رباعية فيينا . إن الحل العادل بحاجة إلى رجال عدول ،ولست متأكداً من أن وزراء خارجية رباعية فيينا هم من هذا الصنف من الرجال . 5. يعرف الكاتب أن بشار الأسد لم يعد له لامكان ولا دور لا في سوريا الحاضر ولا في سوريا المستقبل ، ولكنه يعرف أيضاً ، أن مشكلة الشعب السوري ليست مع بشار كشخص ، وإنما مع البنية الطائفية لنظامه ،( أي ليس مع بنية الدولة ككل )، كما قد يخيل للبعض . إن مارشح عن مشاورات فيينا الرباعية ، لا يدفع على التفاؤل في أن نتائج لقاء فيينا الرباعي سوف تصب في طاحونة الثورة . إن الوقائع والحقائق والخرائط التي ترسمها الطائرات الروسية والأمريكية والإسرائيلية التي تعج بها السماء فوق الجغرافية السورية لا تشي سوى بأن رباعية فيينا ، ولا سيما روسيا وأمريكا في هذه الرباعية ، إنما تعملان ـ عملياً ـ لصالح نفسيهما أولاً ، ثم لصالح غيرهما ( أعني الشعب السوري الثائر والمظلوم) ثانياً .
6. خارطة طريق مقترحة لحل الأزمة السورية ، مقدمة لرباعي فيينا : على فرض أن المعنيين جادون في البحث عن حل عادل يحقن دماء السوريين الذين ساهم بعضهم ـ بحدود علمنا ـ بإراقته ، فإننا نقترح عليهم خارطة الطريق التالية :
1. تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات ( التنفيذية والتشريعية والقضائية ) ، 2. تنتهي مهام وصلاحيات بشار الأسد وحكومته في سوريا فور تشكيل هذه الهيئة ، 3. وقف إطلاق النار على كافة الجبهات ومن جميع الأطراف ، بمن فيهم ( داعش ) ، 4. عودة الجيش إلى ثكناته ، وخروج كافة العناصرغير السورية المتواجدة لدى المعارضة والنظام من سوريا ، بعد تسليم أسلحتهم لجهة رسمية تعتمدها هيئة الحكم ، 5.عودة المنشقين ( الجيش الحر ) إلى قطعاتهم العسكرية التي انشقوا منها ، 6.تسليم المقاتلين المدنيين من الطرفين أسلحتهم الخفيفة والثقيلة إلى جهة رسمية تحددها هيئة الحكم ، ويسلم العسكريون أسلحتهم إلى قادة قطعاتهم التي سيلتحقون بها ، 7. تنسحب القوات الروسية من سوريا خلال شهرين من تأسيس هيئة الحكم ، 8. مدة المرحلة الانتقالية ...؟ ( من .......إلى .......... ) ، يتم خلالهما : 8.1 إعادة بناء ما دمرته الحرب في المدن والقرى وبمساعدة مادية علمية وعملية من الأصدقاء والأشقاء، بدءاً بالمدارس والمستشفيات والمرافق العامة ، والبنية التحتية ولاسيما الماء والكهرباء ، 8.2 العمل على إعادة المهجرين والنازحين والمهاجرين إلى بيوتهم وأعمالهم فوراً ، 8.3 تشكيل لجنة مختصة لوضع دستور جديد للدولة ، ضمن مدة زمنية محددة ، 8.4 إجراء انتخابات برلمانية ورئاسة نزيهة ، استنادا للدستور الجديد ،وبإشراف دولي ، 9. يستبعد بشارالأسد وكل من تلطخت يداه بدما ء السوريين من الترشح في هذه الانتخابات 10. تشكل هيئة الحكم لجنة قضائية للعدالة الانتقالية يحال إليها كل من له علاقة بقتل وتهجير الشعب السوري وبتدمير المدن والقرى السورية ، وخاصة باستخدام البراميل المتفجرة وأسلحة الدمار الشامل ( الكيماوي / السيرين ) الخ ، 11. تنتهي المرحلة الانتقالية وبالتالي دورهيئة الحكم بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية والرئاسية وتشكيل حكومة وطنية بمقتضى الدستور الجديد ، وفي إطار الفترة الإنتقالية المحددة لها ، 12. يمنع على أعضاء هيئة الحكم ( رئاسة الهيئة ووزرائها )الترشح في الإنتخابات النيابية والرئاسية المشار إليها في ( 8.4 )
#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلاقة الجدلية بين التفاهة والتوريث
-
بوتين بشار الفرزدق
-
الثورة السورية بين بوتين وأوباما
-
التدخل الروسي الصارخ والتدخل الأمريكي الصامت
-
نحن وهم
-
التغريبة السورية بين ىرأيين
-
التغريبة السورية بين رأيين
-
بين بشار وأوباما شعرة معاوية
-
العراق ، هوامش من التاريخ والمقاومة
-
الطفل والبرميل
-
الربيع العربي : المتهم البريء
-
التدليس في خطاب الرئيس
-
كلمة في مخرجات مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة
-
خواطر شاهد عيان ، عودة إلى حرب حزيران 1967
-
رؤية خاصة لمعارض سوري لنظام عائلة الأسد
-
الذاتي والموضوعي في الصراع بين علي ومعاوية
-
بشار الأسد وإشكالية الهوية
-
إعرف نفسك تعرف عدوّك
-
بين الخديعة والخطيئة خيط رفيع
-
بشار الأسد والمليون إرهابي سوري
المزيد.....
-
وجهات فائقة الفخامة لإطالة العمر..ما أبرز ميزات هذه النوادي
...
-
نجيب ميقاتي يهاجم تصريحات قاليباف حول لبنان: -تدخل فاضح ومحا
...
-
مفاوض سابق خبير بالتعامل مع حماس يبين لـCNN -نتائج خطيرة- بع
...
-
-حاولا العبور من الأردن-.. الجيش الإسرائيلي يعلن قتل متسللين
...
-
-بوليتيكو-: شولتس يعلن استعداده للتفاوض مع بوتين.. فهل يرغب
...
-
-السنوار يقاتل إسرائيل حتى الرمق الأخير-.. صور لما يقول الجي
...
-
السيسي يعرض أهم الإصلاحات والمشروعات المصرية أمام منتدى بريك
...
-
روسيا تعلق على اغتيال السنوار وتحذر من العواقب
-
-بلومبرغ-: وضع القوات الأوكرانية الكئيب يزيد الضغط في واشنطن
...
-
الدفاع المدني بغزة: منطقة جباليا تواجه حملة إبادة ونسفا لمبا
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|