أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكار في الحب














المزيد.....


أفكار في الحب


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 4968 - 2015 / 10 / 27 - 08:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قد يكتب الرجل عن الحب كتاباً . . ومع ذلك لا يستطيع أن يعبر عنه . . ولكن كلمة عن الحب من المرأة تكفي لذلك كله . . "فيكتور هوجو"

وضع العرب للحب أسماء كثيرة منها: المحبّة، والهوى، والصبوة، والشغف، والوجد، والعشق، والنجوى، والشوق والوصب والاستكانة، والود والخُلّة والغرام والهُيام
وعرّف الأقدمون الحب.. بالميل وبالإرادة المخصوصة وبالإيثار؛ ورأوا المحبّة بالشّهوة والميل ورّغبة النّفس..على حد تعبير الفيلسوف الرازي
ويحسب الويكيبيديا جاء في المعاجم الفلسفيّة أنّ الحبّ (وهو في الفرنسية: Amour، وفي الإنجليزية Love، وفي اللاتينية Amor)، له معنيان: معنى خاص: وهو أن الحبّ عاطفة تجذب شخصاً نحو شخص من الجنس الآخر، فمصدرها الأوّل الميل الجنسي. معنى عام: وهو أنّ الحبّ عاطفة يؤدّي تنشيطها إلى نوع من أنواع اللذّة، ماديّة كانت أو معنويّة. والحب هو الميل إلى الشيء السار، والغرض منه إرضاء الحاجات الماديّة أو الروحيّة، وهو مترتّب على تخيّل كمال في الشيء السار أو النافع يفضي إلى انجذاب الإرادة إليه، كمحبّة العاشق لمعشوقه،
أما في العصر الحديث فقد تجاوز عالم النفس الاجتماعي المرموق إريك فروم
أفكارعالم النفس الطبيب فرويد ، الذي أقام الحب على أساس الدافعية الفردية ، والحاجة النفسية لإشباعه ، ومن ثم الارتباط الوثيق بالدافع الجنسي ، مؤكدا – أي فروم - أن جذور الحب تكمن في الحاجة إلى الانتماء . ويؤكد إريك في كتابه " فن الحب "بترجمته النفيسة للأستاذ محمود منقذ الهاشمي، أن ماهية الحب هي الرغبة للاندماج مع شخص آخر ، وهي أشد عواطفه جوهرية، بل أنها القوة التي تبقي الجنس البشري متماسكا ،وكذلك القبيلة والأسرة والمجتمع، والفشل في تحقيق هذا الاندماج يعني الجنون والدمار للذات أو الدمار للآخرين، بدون حب ما كان يمكن للإنسانية أن توجد يوما واحدا .
وباعتقادي ، أن الحديث عن فهم سلوك الحب وحقيقته، أو إدراك كنه الشعور بالرغبة والميل بين اثنين، لهو أمر شائك وبالغ الصعوبة، ويبقى صدق المقال مرهون بتلمس التجربة الذاتية، لأي باحث أو كاتب في هذا الشأن الوجداني العميق والمعقد ..
الجِديّة المفرطة والبُعد الطوعي هما مَقتلة الحب، أما الصمت في حضور المحبوب فهو المكان الأمثل لبزوغ الخيال واشتداد فاعليته في إيقاظ جنون الرغبة في أعماقنا الدفينة، والخيال يتيح لنا خداع الذات بشكل رضي، وتزداد خصوبته أكثر، كُلّما كان الشريك ذا حيوية غير مفهومة، أو ذا تصرفات لا منطقية.. وأما الإصرار على معرفة حقيقة الطرف الآخر، والإنشغال بإكتشاف أعماقه بدقة، أما لغاية إرضائه أو لرغبة في السيطرة عليه ، وانصراف المُحب عن أن يلتمس الحب خارج حدود ذاته ، يعتبر برأي السبب الأبرز الذي يُبعد المحبوب عنا ..
إن محاولة الحبيب رسم الحدود لموضوع الحب أو تأطيره ، إنما يفتّتُ من غلوائه، ويجعله عُرضة للاستلاب التام من قِبلِ المحبوب..
ومن الطبيعي جداَ أن ينتهي الحب، لأن القلوب تتغير وتميل وفقاً للأهواء والإتجاهات ذات النشاط الانفعالي ، ولأن جدول الرغبات للكائن الحي مرتبط بمجرى الواقع الذي لايتوقف ولا يثبت على حال .. لكن من المؤلم أن نعلم أن نهايات الحب تعيدنا القهقرى إلى وحدتنا القاسية، والعودة إلى معايشة برودة الحقيقة، ويباس الواقع وكبو للفاعلية..
في النهاية ، وأياً كان الوهم أو الخيال أو الشعور باللذة ، يبقى الحب هو العَناءُ الوحيد الذي يَستحق دوماً المحاولة فيه ، وهو الظل الضروري الذي يُعيد إلى النفس الإنسانية توازنها المفقود في هذه الحياة ..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسافل القوم..
- أفواه مريضة .. تكشف عن أن للجهل أكثر من عنوان
- رسالة من رجل شرقي ..
- رجم الجهل أولى .. أفلا تفكرون..!
- البراغماتية فلسفة العصر (الفلسفة المنتصرة)
- (الفوقية) ومأزق النقد الحديث
- فن القصة عند العرب
- المسلمون والنداء الحداثي الأخير ..
- في العنف كتاب (حنّه آرندت) - فهم ومراجعة
- قناصو الوهم ..!
- التملق مركب الحقيقة الأفضل
- يعيشون بين ظهرانينا..!
- المسلمون يواجهون ...أزمة نص لا أزمة شخص..


المزيد.....




- مستشار الأمن القومي الأمريكي: رسالتنا لزيلينسكي يجب أن تكون ...
- بوتين يعرب لبن سلمان عن شكر روسيا للسعودية على تهيئة الظروف ...
- -كرفانات- من مصر والأردن تصل إلى غزة
- مقبرة تحتمس الثاني بمصر: أسرار جديدة وأسطورة قديمة تفتح الأب ...
- إسرائيل تؤكد تسلمها جثامين أربع رهائن في غزة، وبدء دخول المس ...
- محكمة إسبانية تقضي بتغريم روبياليس في قضية -القبُلة الفموية- ...
- فيديو يثير الجدل: هل يتحوّل أحمد الشرع إلى ديكتاتور جديد؟
- تبون يدشن أضخم محطة لتحلية مياه البحر في الجزائر
- فرنسا تسلم قاعدة عسكرية في ساحل العاج للسلطات المحلية
- نائب الرئيس الأمريكي: الجيش الروسي يتفوق على الأوكراني والمس ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكار في الحب