نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1361 - 2005 / 10 / 28 - 12:54
المحور:
الادب والفن
الوردة تتنصت
الكل يتفاءل بالوردة ..ولكن هي بمن تتفاءل ؟
بين طرقات الزمن تمشي من فصل إلى فصل . في ذهنها أن قدميها لا تساعدها مشي كل هذه المسافة . لكنها تتوكل على الله وتمضي . فجأة أستوقفها مشهد تحت ظل شجرة ، في الليل رجل يقبل امرأة وهما متعانقين .. دقائق . ابتعد عن صدرها وطعنها بسكين.
الوردة لم تخبر الشرطة
بل ظلت تتنصت يوما كاملا لتعرف السبب.
سكين بروتس
الخضروات والفواكة والعناق يكرهون السكين ..أنه أزل مكتشف من لحظة قتل أو جوع بطن .
الخاصرة وحدها ظلت تفكر بغرائز هذه القطعة الحديدة واستعادة مشقة الجرح ولذلك كرهت الصداقة عندما شاهدت بروتس يتجه إلى خاصرة صديقه يوليوس بسكين..
كاتب قصة
الرجل يكتب . قصصه يأخذها من مشاهدات اليوم . العمل . المقهى . الجيران . الحرب . لقد كتب عن كل هذه الهواجس فهل من جديد ؟
جلس يقلب ما في الرأس ، سمع طنين ذبابه ، الطنين قاده ليكتب عن مجهول نسمع به قادم ولا نراه ...
بحر..
مشى البحر بحذائه المائي الكبير ، داس على السفن كلها ..سمكته استوقفته ..صفعته ..البحر خجل من نفسه وتلاشى في الأعالي ليصير سحابة صيف .
الخلاصة . البحر يموت في الفضاء ، والسمكة في مقلاة المطبخ ..
نظارة طبية
أكسماتزم ..قصر ..طول في النظر ..لايهم .فأنا جالسة في واجهة العرض لم يشتريني احد بعد . أراقب خطوات المارة بهدوء وأكون سعيدة حين تطل علي عيون زرقاء لمراة جميلة . في مساء مر علي أعمى ..كانت عصاه هي نظاراته ..وأنا أحزن عليه وأتأمله برأفة ..تعثر وسقط ولسان حاله يقول : أيتها الشريرة أنا لم أكن بحاجة إليك .فلماذا هذا الحسد ؟
في اليوم التالي ..جاء الأعمى مع ولده واشتراني ..كنت ارتجف لأنني اعرف النهاية . فما أن وصل البيت حتى حطمني .
أقول لكم ..العمى لا يحتاج النظارة ..انه يتجمل بها فقط ..
ليل
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى .. هذا شطر من بيت شعر كتبه شاعر وقع في الأسر ..أردده كثيرا وقت هجوع الأشياء لحظة أكون ملكا على الدنيا في نصف يوم وأنا أسامر غيمة صغيرة أترجاها كي لا تحجب عن ضوء نجمة وددت أن أسالها عن حال أسنانها التي تؤلمها .؟
ستقولون : وهل للنجوم أسنان ؟
أقول : نعم . إنها تعلك بها يد الهوى التي أبسطها على وسائد النائمين .
النجوم تغار ..
وأنا لست سوى دورة يوم تهدأ فيه الروح والجسد .. ويغمض المحتضر فيه إغماضته الأخيرة ...
أور السومرية في 25 تشرين أول 2005
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟