أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - تصوير الفلسطينيين كنازيين (نتنياهو يحرض على عنف خارج القانون)















المزيد.....

تصوير الفلسطينيين كنازيين (نتنياهو يحرض على عنف خارج القانون)


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4967 - 2015 / 10 / 26 - 16:19
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إنه ربيع هتلر، وقد تم تبرئة ديكتاتور الإبادة الجماعية الذي ترأس حملات قتل الملايين من اليهود في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية من جريمته البشعة من قبل زعيم منتخب للدولة اليهودية التي نصبت نفسها. ووفقاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا يقع اللوم على (الحل النهائي) على Der Fuhrer ، ولكن على الحاج أمين الحسيني، مفتي القدس الذي أشرف على الأماكن المقدسة خلال العشرينيات والثلاثينيات. في الإصدار الجديد لتاريخ المحرقة الذي قدمه نتنياهو ، كان هتلر فقط ينفذ الأوامر.
وقع هذا الحدث السريالي في اجتماع المؤتمر الصهيوني العالمي الذي عقد في القدس ، حيث تجمع قياديين اثنين من العالم المؤيد لإسرائيل في ظل موجة من هجمات الطعن الفلسطينية والقمع الإسرائيلي الوحشي. عندما ارتقى المنبر لمخاطبة المؤتمر ، كان نتنياهو مصمماً على تحدي المشروع، وقال انه لا يمكن لأحد أن يتهم اسرائيل بإثارة العنف والوحشية، خلال الاحتلال العسكري لنصف قرن طويل. تواجه قواته الأمنية موجة إرهاب متجذرة في الثقافة العربية المعادية للسامية قبل إنشاء دولة إسرائيل ، وأصر أن ما يجري من هجوم على المواطنين اليهود في إسرائيل، كيهود، وليس كمحتلين أو مستوطنين، وأم من يقول خلاف ذلك كاذب.
في مقالة طويلة يتخللها حكايات عن لقاءات جدّه العرب "اللصوص"، رسم نتنياهو صورة للحركة الوطنية الفلسطينية باعتبارها مجموعة من المتطرفين غير العقلانيين يجمعهم هدف وحيد إبادة اليهود. ولتوضيح وجهة نظره، قال انه استدعى شبح المفتي.
"لم يكن هتلر يرغب في إبادة اليهود في ذلك الوقت، كان يريد طردهم "، اعلن نتنياهو. "ذهب الحاج أمين الحسيني (المفتي) إلى هتلر، وقال له:" إذا طردتهم، سوف يأتون عندنا. سأله هتلر ما أفعل معهم "؟ قال المفتي : "احرقهم ". وقال انه كان يسعى لمقاضاته خلال محاكمات نورمبرغ."
وكان نتنياهو قد كتب بشكل محموم عن التعاون بين المفتي و ألمانيا النازية في كتابه السلام الدائم عام 1993 ،نقلاً عن شهادة مشكوك فيها من قبل أحد مرؤوسي هتلر وهو أدولف أيخمان "كان المفتي أحد المبادرين لإبادة منهجية لليهود في أوروبا. نفى ايخمان (في كتابه محاكمة في القدس "1961")، أن الحسيني لعب أي دور من هذا القبيل أو أنه يعرفه جيداً). وكان الشيخ الفلسطيني الميت منذ مدة طويلة "البعبع" المفضل لنتنياهو منذ ذلك الحين، لمساعدته على توريط الفلسطينيين في الجرائم التي لا تقارن مع الاحتلال أو الهيمنة الاستيطانية الاستعمارية. مرة أخرى وفي عام 2012، ادعى نتنياهو في كلمة ألقاها أمام الكنيست الإسرائيلي، أن المفتي كان "واحداً من أبرز المهندسين المعماريين ل (الحل النهائي)." وبعد ذلك بعام، وفي جامعة بار إيلان، حاول نتنياهو رسم خط مباشر بين ألمانيا النازية والنضال الوطني الفلسطيني.
ليس هناك أي دليل يدعم تصريحات نتنياهو حول تأثير المفتي الخبيث على هتلر ، في قراءات كاملة لمحضر اجتماع بين المفتي وهتلر في 28 تشرين ثاني عام 1941 ، ويزعم نتنياهو أن المفتي حث هتلر في هذا الاجتماع على "حرق (اليهود)، كان اجتماع المفتي مع هتلر بعد أشهر من تصفية اليهود من بين سكان ليتوانيا وبعد اسابيع من عمليات الذبح في Babi Yar ، حيث قتل أكثر من 34000 من اليهود الأوكرانيين في واحدة من أكبر المجازر في الحرب العالمية الثانية. وخلافاً لمزاعم نتنياهو، كانت محركات الإبادة الجماعية دائرة في الوقت الذي التقى المفتي وهتلر.
كان نتنياهو كاذباً تقريباً في كل جانب من الجوانب التي طرحها ، وصولاً الى ادعائه بأن الحسيني توفي في القاهرة قبل أن يتم استدعاؤه للإدلاء بشهادته في محكمة نورمبرغ. (توفي المفتي في بيروت في عام 1974). انخرط نتنياهو في إنكار المحرقة، الجريمة التي حدثت في عدة دول أوروبية في تبرئته لهتلر من الإشراف على الإبادة الجماعية اليهودية، . خسر David Irving قضية تشهير به ضد المؤرخة Deborah Lipstadt في مراجعته للمحرقة ويرجع ذلك جزئياً لنفس الادعاء الكاذب كما نتنياهو: كتب Irving أن هتلر كان "غير نشط وفعال" في عام 1941، ولم يتورط في ذلك الوقت في إبادة اليهود في ألمانيا.
على عكس Irving ، الذي ذهب في نهاية المطاف إلى السجن بتهمة إنكار المحرقة، نجا نتنياهو مع أكثر قليلاً من صفعة على المعصم. ذكرت صحيفة نيويورك تايمز تصريحاته وجمعت أقوال ناقدة من العلماء المتخصصين في المحرقة، ومع ذلك، فقد وصفت مزاعمه حول هتلر والمفتي ب "المتنازع عليها" - نفس اللغة التي تستخدمها في وصف الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل غير قانوني من قبل إسرائيل. وحثّت رابطة مكافحة التشهير - منظمة موالية لإسرائيل مهمتها النضال في جميع أنحاء العالم ضد معاداة السامية - بلطف نتنياهو إلى "توخي الحذر في الحديث عن المحرقة" وشكرته على "توضيح هذه النقطة." لكن نتنياهو أصرّ على تصريحاته، معلناً أنه "من غير المعقول أن يتم تجاهل دور المفتي في تشجيع هتلر على إبادة اليهود."
على مدى حياته المهنية، يبدو سلوك نتنياهو دائماً غريباً ويرتكز على المنطق الساخر. من خلال إبراز أوهام المحرقة على لوحة صارخة في العالم العربي الإسلامي، فقد استغل بخبرته نقاط الضعف النفسية عند اليهود الإسرائيليين. ربما مثابرته أفضل مصادقة على ظاهرة تعرف باسم "نظرية إدارة الإرهاب"، التي يلجأ متوسط الناس فيها إلى القيادة السياسية العسكرية والسلطوية للتعامل مع المواجهات المخيفة القاتلة.
فقط قبل أكثر من عشرين عاماً، وجّه نتنياهو مظاهرة يمينية في وسط القدس، وتحدث من شرفة "في وضعية موسوليني"، كما تم وصفه في كتاب "سادة الأرض" ل Akiva Eldar and Idith Zertal . بعد تحريض المستوطنين الذين حملوا صوراَ لرابين يرتدي زي ضابط في النازية، سار نتنياهو جنباً إلى جنب مع تابوت وهمي ل "رابين". وبعد شهر واحد بالضبط، اغتيل رابين على يد متطرف من اليمين. وكان نتنياهو في طريقه للفوز بفترة رئاسته الأولى.
وعندما عاد إلى مكتب رئيس الوزراء في عام 2009، جدد نتنياهو تكتيكه الخاص به ، وهذه المرة لماركة محمود أحمدي نجاد، ثم رئيس إيران، وصف نتنياهو نجادي بأنه "هتلر الحديث" ويخطط لمحرقة ثانية. عندما تحدث في واشنطن أمام لجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية في عام 2012، لوّح نتنياهو برسالة بريدية عام 1944 من وزارة الحرب ترفض أمريكا فيها تفجير خطوط السكك الحديدية التي تحمل اليهود إلى Auschwitz وتدميرها، مشبهاً المنشآت النووية الإيرانية بغرف الغاز في المحرقة، زمجر نتنياهو: "أصدقائي، 2012 لن تكون 1944 ... أبداً مرة أخرى!" وكانت رسالته إلى إدارة أوباما واضحة: اقصف إيران، أو أننا سوف نقصفها.
وصل نضال نتنياهو الجبار إلى نهاية خرقاء بحلول الوقت الذي وصل فيه الى الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر. وفشل فشلاً مهيناً لوقف الاتفاق النووي الإيراني الذي حرمه من العدو الخارجي – وثبّت "هتلر الحديث" - ارتباطاته الدولية وحصل على الدعم المحلي. حدّق نتنياهو بصمت45 ثانية كاملة في غرفة ممتلئة بالدبلوماسيين وجوههم متحجرة مثل أطفال وقحين . وكانت واحدة من أكثر شاشات العرض غرابة في تاريخ الأمم المتحدة.
عندما عاد إلى القدس، أشاح نتنياهو عينيه بعيداً عن التهديد النووي الإيراني وحوّلها نحو الأطفال الفلسطينيين الذين يحملون سكاكين تقشير البطاطا. "كل من يحاول إلحاق الأذى بنا، سوف نقطع ذراعه"، أرعد خلال حفل تأبين رحبعام زئيفي، السياسي اليميني الذي ساعد في الترويج لفكرة نقل السكان الفلسطينيين قسراً من الضفة الغربية إلى الأردن .
انتشر جنون العظمة بانتظام في جميع أنحاء البلاد، تقتحم وحدات الكوماندوز مراكز التسوق خلال الانذارات الكاذبة في حين يعتدي اليهود على اليهودي الذي يشبه الفلسطينيين. كما تدفقت وحدات من الجيش الإسرائيلي إلى القدس للمرة الأولى منذ عام 1967، استفادت شرطة مكافحة الشغب استفادة الكاملة من ترخيص لإطلاق الرصاص الحي على راشقي الحجارة المراهقين. أعطى رئيس بلدية القدس نير بركات ، مهندس موجة تأجيج عمليات إخلاء الفلسطينيين من شرق القدس، تعليمات إلى جميع السكان اليهود الذين يملكون أسلحة لتنظيم دوريات أهلية مسلحة ، وحتى أن يائير لبيد زعيم حزب Yesh Atid تفوق عليه :"لا تتردد ... إذا أشهر شخص عليك سكيناً، أطلق النار عليه".
ومع اشتداد العنف، ظهر نوع فرعي من أفلام العنف الفيروسية سريعة الانتشار. في أحد الفيديوهات يظهر مستوطن يدّنس جثة فلسطيني بلحم الخنزير بينما يقف المسعفون لا مبالين . وأظهر فيديو آخر رجلاً اسرائيلياً يعنّف صبياً فلسطينياً يلهث ويتدفق الدم من رأسه بعد إطلاق النار عليه أثناء هجوم طعن. ولعل أكثر المقاطع ايلاماً فيديو اعتداء الحشود على جثة هامدة لHaftom Zarhum، وهو لاجئ إريتري كان مصاباً بأعيرة نارية بعد اعتقادهم خطأ أنه مسلح فلسطيني، "كسر رأسه! كسر رأسه! ابن العاهرة!" صاح رجل وهو يركل الجثة.
من خلال القاء اللوم على الفلسطينيين حول ( الحل النهائي) ، ساعد نتنياهو مواطنيه على التكيف مع الواقع المروع، وطمأنهم بأنهم ليسوا الأسياد المستوطنين أو المتوحشون الخارجون عن القانون ، ولكنهم من داسهم الضباط النازيون الأنذال في الغابة خارج Krakow. وأرسل لهم رسالة مفادها أن هؤلاء الفلسطينيين وراء الجدران الخرسانية وتحت الحصار في الغيتوهات ، ليسوا بشراً جُرّدوا من أرضهم ويرزحون تحت الاحتلال ، ولكنهم سلالة جديدة من النازيين العازمين على إبادة اليهود. وكانت تصريحات نتنياهو حول المفتي أكثر بكثير من مجرد كذبة هستيرية. كانت دعوة لفعل خيالي دموي لانتقام الصالحين.
مترجم
Max Blumenthal



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل تشوّه سمعة الديانة اليهودية
- الأراضي الحدودية : بروسيا المستوطنين
- إسرائيل : الإعلام وتشخيص المجتمع المريض
- الاعتداءات على الأطفال و(الثقافة) في أفغانستان
- هل ترغبون بإصلاح التعليم ؟( اتركوا المعلمين يعلمون)
- لماذا أدعم حركة (BDS) ضد اسرائيل
- 51 يوماً من الحرب على غزة (التدمير والمقاومة)
- غزة (العدوان القادم)
- سوسيا ( هم يهدمون ، ونحن نُعيد البناء)
- أين الأطفال الفقراء في عالم ديزني؟ (الفقر قصاص )
- الرأسمالية ( رواية الأرواح الشريرة ) 3
- الرأسمالية (رواية الأرواح الشريرة) 2
- الرأسمالية ( رواية الأرواح الشريرة ) 1
- نتحمّل مسؤولية القتل بالطائرات المسيرة ( اوباما وضباب الحروب ...
- الشهيدة ، جريمة قتل وبناء أفغانستان جديدة
- الأطفال ليسوا بخير ( جيش الأطفال الذي بنته الولايات المتحدة ...
- القتل الجيد ( لماذا نلبس الخوذات سيدي؟)
- غزة :تحويل المدنيين إلى أهداف مشروعة ( استراتيجية الجيش الإس ...
- الطائرات المسيّرة تقتل أكثر من القناصة
- كيف يتم تزوير التاريخ؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - تصوير الفلسطينيين كنازيين (نتنياهو يحرض على عنف خارج القانون)