أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - صانعو الحلول الوطنية المشرفة















المزيد.....


صانعو الحلول الوطنية المشرفة


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 4967 - 2015 / 10 / 26 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل فشل اجتماع وزراء خارجية ، روسيا ، وأميركا ، وتركيا ، والمملكة السعودية ، في ( 23 / 10 / 2015 ) في فيينا حول سوريا ؟ ..
هل التصريحات التي أطلقها الوزراء بعد الاجتماع ، كانت مطابقة لما جرى تداوله ، أو تم التوصل إليه في الاجتماع ؟ .. وهل تمحور النقاش حصراً ، كما تدل تصريحاتهم ، حول " بشار الأسد " .. بين بقائه رئيساً لسوريا .. زمناً قصيراً محدداً ، وبين هو باق لأجل غير مسمى ، والشعب السوري هو وحده وحسب من يقرر بقائه .. أو توقيت رحيله .. ولماذا ؟ ..
وهل شخص الرئيس السوري هو العقبة أمام الحل السياسي لحرب الإرهاب الدولي على سوريا ، وبإزاحته عن الحكم .. تتحرك العصا السحرية الخفية الحاسمة ، لتقلب المعادلات الدولية ، السياسية ، والاستراتيجية .. وتتوقف الحرب ؟ ..
بمعنى أن " بشار الأسد " هو الشيطان ، الذي يتحمل مسؤولية إشعال الحرب ، وحض المملكة السعودية ، وقطر ، والإمارات المتحدة ، وأميركا على دفع عشرات المليارات من الدولارات لتسليحها وتمويلها ، واستدعاء أر دوغان ، وسعد الحريري ، وملك الأردن ، لتجميع وإرسال المجموعات المسلحة من ثمانين بلداً في مختلف القارات ، للقتال ضد بلاده السورية ، ويتحمل بالتالي كل ما جرى في سوريا بسبب هذه الحرب ، من قتل وذبح ، وتدمير ، وتهجير ، فيما الأطراف ، الإقليمية ، والدولية ، والمجموعات الإرهابية التابعة لها ، وبخاصة " داعش ، والقاعدة ، والنصرة ، والجيش الحر ، وأحرار الشام " هي ملائكة ، ليس لها من غايات مما تفعله في سوريا ، سوى الخير ، وتعميمه على كل الشعب السوري . ولا غاية لها ، في نفط أو غاز ، ولا تهدف لاستغلال الميزة الجغرافية السورية ، ولا اللعب بالكيان السوري ، في إعادة توزيع المراكز القطبية الدولية ؟ ..

يمكن إذا تم الاعتماد على أن ما وصلت إليه التدخلات الدولية في الشأن السوري ، صارت أمراً واقعاً ، لا فكاك لسوريا منه . والاعتماد على تصريحات الوزراء أبطال الاجتماع ، بأن محور تداولاتهم ، كان حقاً حول الرئاسة السورية وحسب ، يمكن أن يقال أن الاجتماع قد فشل . ذلك لأن السادة الوزراء قد دخلوا الاجتماع حاملين معهم مواقفهم المتنابذة المسبقة من الرئاسة السورية والدولة السورية ، ما يعني موضوعياً انقسامهم إلى طرفين . أحدهما وزير خارجية روسيا ، وثانيهما وزراء خارجية أميركا وتركيا والمملكة السعودية . ومثل هذا الانقسام لابد أن يقدم مثل النتيجة التي حصلت .

بيد أن الأمر ليس بهذه البساطة . إنه يطرح السؤال : هل كان البحث في مصير الرئيس السوري ، هو المحور الأوحد ، شكلاً ومضموناً ، في تداولات وزراء خارجية دول جاؤوا من أربع جهات الأرض .. لاسيما أن الاجتماع ، قد جاء في غمرة اقتحام روسيا عسكرياً أجواء الشرق ، حاملاً هدفاً معلناً ، هو الحرب ضد " داعش " والإرهاب الدولي بعامة ، وهدفاً مضمراً ، لكنه مكشوف لدى أصحاب الشأن ، وهو إفشال المخطط الأميركي الغربي ، للسيطرة على الشرق الأوسط بطل مكوناته الاستراتيجية ، الأرض ، والثروات الطبيعية ، والأسواق الاستهلاكية المتنوعة ، لتعزيز وإثراء المركز الرأسمالي الأميركي الغربي ، وبخاصة لصالح ، الاحتكارات المنتجة للسلاح ، والاحتكارات البترولية والغازية ، واحتكارات الرأسمال المالي ، وتوظيف هذا المخطط في الصراع التنافسي ضد روسيا وحلفائها .

وهذا ما يفسر إلى حد واضح ، التركيز على إزاحة الرئيس السوري أو بقائه ، باعتباره رئيس دولة حليفة لروسيا ، ولقوى المقاومة للمشروع الصهيو - أميركي غربي . ولأن المتغيرات الكبرى فيها تؤثر على مسارات المتغيرات الدولية ، التي أضحت تقسم العالم إلى طرفين متنافسين .. روسيا وحلفاؤها من طرف .. وأميركا وحلفاؤها من طرف آخر .

ولذلك ، ما يهم أميركا وتوابعها ، مثل وزير خارجية المملكة السعودية خالد الجبير ، ليس رأس " بشار الأسد " لأسباب شخصية بعيدة عن دوره في تفاعلات الأحداث ، السورية والدولية ، المقاوم للمشروع الصهيو - أميركي غربي في الشرق الأوسط . ما يعني لو أنه كان موالياً ومتعاوناً مع هذا المشروع ، لقاتلت أميركا ومملكة عادل الجبير السعودية ، من أجل تثبيت شرعيته الرئاسية ، كما تفعلان الآن لتثبيت شرعية الرئيس اليمني " عبد ربه منصور هادي " بعد أن استقال وهرب من مسؤولياته الوطنية ، وكما تفعلان للحيلولة دون انتخاب رئيس جمهورية في لبنان غير موال لهما .

ما مفاده ، أن اجتماع فيينا ، قد ركز على التوصل إلى اتفاق حول مصير " الرئاسة السورية " باعتبار أن ذلك يشكل مفتاح امتلاك المصير السوري وتحولاته ، ويفسح في المجال لتوزيع النفوذ والمصالح المتوازنة في ا لشرق الأوسط .

وحيث أن أحد طرفي اجتماع فيينا ، لم يتمكن من جذب الآخر إلى موقفه ، فإن ذلك يعني متابعة الحرب بضراوة كاسرة . ومحاولة تحقيق مكاسب ميدانية هامة فيها ، لتغيير أسلوب التعامل مع لعبة صناعة الحل السياسي ، الضامن لاستقرار المصالح وتحقيق الأهداف .
وعليه ، بعد ساعات قليلة على انتهاء اجتماع فيينا بالنهاية التي وصل إليها ، أعلن وزير الدفاع الأميركي " أن أميركا ألقت أطناناً من الأسلحة للمعارضة السورية المعتدلة من العرب " وقال " نحث القوى المعتدلة على مواصلة قتال النظام السوري . وسنوفر الدعم للقوى والدول الحليفة وعلى رأسها إسرائيل " .
وبعد وزير الدفاع .. صرح وزير الخارجية الأميركي ، بلهجة إنذارية " أن على الأطراف المعنية بالحرب السورية ألتوصل إلى حل سياسي في سوريا قبل أن تصل سوريا إلى التدمير الكامل " .
وهناك مؤشرات على التوجه الأميركي المقبل في الحرب على سوريا ، وهو توحيد كل المجموعات المسلحة المقاتلة في سوريا تحت قيادة واحدة ، وإعادة تسليحها ، ودعمها بالمال والخبراء ، ضد الجيش السوري .. ولإفشال التدخل الروسي السوري الشرق أوسطي . ومن البديهي ، بالمقابل ، أن يصعد الجيش السوري ضرباته ضد قوى الإرهاب الدولي ، وأن تدعمه روسيا بالسلاح ، وبالقوى الجوية ، على نطاق أوسع ، وبفعالية متصاعدة .

حسب ما أعلنه وزراء خارجية اجتماع فيينا ، حول فشلهم باتخاذ موقف موحد من " الرئيس السوري " . أي من مصير التطورات المحتدمة الآن ، ميدانياً وسياسياً وعسكرياً ، فإن الاجتماع قد فشل . لكن لا أحد يضمن أن لا تكون هناك أموراً أخرى ن قد جرى التفاهم ، مبدئياً .. أو كلياً .. حولها . سيما أن لقاء وزارياً قد يعقد في فيينا مجدداً ، في آخر الشهر الجاري ، يضم إضافة لوزراء اجتماع فينا منذ أيام ، وزراء خارجية كل من مصر وإيران والأردن وقطر .

هناك وجه آخر لافت آخر لاجتماعات فيينا ، والاجتماعات المماثلة لها ، هو غير وجه النجاح أو الفشل الخاص بها وبحركتها ونتائجها . إنه الوجه السوري .. المحزن .. الجارح للكرامة الوطنية السورية . فعدا عن أن الدول المشاركة في مثل هذه الاجتماعات المعنية بسوريا ، تضع مصالحها في مقدمة التوصل لأي تفاهم أو اتفاق ، سواء إن كانت غاياتها تضامنية .. تشاركية ، أو تنا بذية ، مع المصلحة السورية . إلاّ أن مثل هذه الاجتماعات ، تضيف مشروعية واقعية ، خارج المؤسسات والقوانين الدولية لتدخل المجتمعين في الشأن السوري .. والمصير السوري . وخاصة تلك الأطراف التي تقود وتدعم وتؤجج الحرب على سوريا ، مثل تركيا ، والمملكة السعودية ، وأميركا ، وقطر ، والأردن . وأوضح مثال على ذلك ، هو إصرار وزير الخارجية السعودي المتغطرس ، في كل إطلالة إعلامية له ، على طرد رئيس وتعيين رئيس في سوريا .

كم هو بائس ومفجع .. أن تصبح سوريا .. نتيجة غباء .. وتخبط .. وتناحر .. الطبقة السياسية السورية أولاً .. وفشلها بالعمل الوطني المشترك لحماية وبناء الوطن .. أن تصبح موضوعاً لسياسات وتدخلات ورذالات الآخرين .. وعرضة للخضوع لإملاءاتهم وطلباتهم .

والمفجع والبائس أكثر ، هو أن عدداً من السوريين يتفاخرون ، أنهم يتعاملون مع الأسوأ من هؤلاء الآخرين ، بل هم أكثر عداوة وضرراً منهم على سوريا .

من هذا الطرف ، لم يكن اجتماع فيينا فاشلاً . لأنه سجل درجة إضافية في انحدار الكرامة والسيادة السورية . وأسهم في جذب الأنظار .. وخاصة السورية .. إلى أن الحل للكارثة السورية هو بأيد غير سورية .. بل وأغلبها معادية لسوريا .

وهنا يكبر الجنود السوريون الذين يقاتلون دفاعاً عن وطنهم ضد الإرهاب الدولي .. وضد ممتهني الإملاءات والوصايات .. والتدخل الوقح في الشأن السوري .. والمصير السوري . ويبرهنون مع ملايين السوريين في الداخل والخارج الصامدين تحت نيران الحرب ، والموت ، والتدمير ، والتهجير ، أنهم بتضحياتهم وصمودهم ودمائهم ، يصنعون الحلول الوطنية المشرفة .. ويصنعون سوريا الموحدة القوية المتآخية .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين في القلب
- سوريا موحدة جديدة قادمة
- هل بدأت نهاية الإرهاب في سوريا ؟ ..
- أيلول أسود بشع آخر
- دفاعاً عن هوية المسجد الأقصى ووجوده
- المؤتمر النقابي الدولي بدمشق .. توقيته وأهميته
- لا بديل للوطن .. العودة للدار هي الحل
- حرب البؤساء العادلة
- بيان مجلس الأمن والتجربة السورية
- أردوغان وسوريا المستعصية على الفتح
- آفاق
- المطلوب قبل فوات الأوان
- دفاعاً عن سوريا ووحدتها أرضاً وشعباً
- معركة ميسلون بين الأمس واليوم - إلى يوسف العظمة -
- الرعب الإسرائيلي المتجدد من التاريخ
- لماذا تريد أمريكا رحيل الرئيس ؟ .
- السلام والأمان والأمل .. بين الممكن والمعجزة .
- الريحان .. والأمير والسلطان إلى ضحايا كوباني
- موسم الغزو البربري المفتوح
- ارتدادات الحرب السورية


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - صانعو الحلول الوطنية المشرفة