أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حلوة زحايكة - سوالف حريم - ذاكرة المكان














المزيد.....

سوالف حريم - ذاكرة المكان


حلوة زحايكة

الحوار المتمدن-العدد: 4966 - 2015 / 10 / 25 - 11:30
المحور: الادب والفن
    


حلوة زحايكة
سوالف حريم
ذاكرة المكان
في هذا الصيف حزمت امري وقررت ان اذهب لزيارة اجمل مكان وافضله بالنسبة لي وكل من جلس فيه يعرف معنى وقيمة المكان، فأنا في شوق كبير اليه، فيه امضيت اجمل أيام طفولتي، فهو لا يبعد عني غير امتار قليلة، ولكن اصبح الوصول اليه صعب جدا يجب عليك الالتفاف حول المستوطنة بالكامل حتى تصله، سرت من بيتي ودخلت من المدخل الذي بجانب بيت اهلي التي تدخلك الى المستوطنة، سرت باتجاه قصر المندوب السامي، ولما صرت قبالته انعطفت نحو اليمين كي اتسلق الجدار الذي يفصل المستوطنة عن هذه المنطقة، نجحت بالفعل فأنا اردت ان اسلك نفس الطريق التي كنت اسلكها في طفولتي، انها المرة الوحيدة التي اعود اليه بعد سنيين طويلة، شعرت بالخوف في بداية الأمر كأنني غريبة عن هذا المكان، او ان يظهر احد ويشك بأمري ويقوم باطلاق الرصاص علي، ولكن قررت ان اتابع طريقي حتى لو كلفني حياتي، وصلت الى النقطة التي كنت اجلس فيها دائما، اصبت برعب شديد عندما نظرت ولم اعد استطيع ان أرى بيتنا او البلدة التي كانت بيوتها لا تتجاوز أصابع يدي، ولكن ما زلت أستطيع ان اشاهد الأماكن البعيدة فالمستوطنة لا تستطيع ان تحجب البعيد، عندما كنت طفلة صغيرة كانت أمي تقوم بارسالي الى مدرسة البلدة الى صف الروضة الذي يقع في حي ابو دهيم،كانت تأخذني عبر شارع البلدة، نزولا الى ان نصل حي المدارس، كانت هناك مدرسة الأولاد في ذاك الوقت، وما ان تدخلني امي الصف حتى أراوغ المعلمة واهرب واعود من طريق الواد واكون قد سبقت والدتي واجلس اراقبها وهي عائدة الى البيت ظانة أنّني ما زلت بالمدرسة، كنت امضي معظم أيام السنة فيه، يأتي جميع أهالي البلدة للرعي والتنقل في سفحه، الذي يميز هذا المكان وروعته انك عندما تقف فيه تستطيع ان تشاهد بيت لحم وبيت ساحور ولعبيدية ودير ام عبيد والخان الأحمر والبحر الميت وبرية السواحرة والسواحرة الشرقية والطور وسلوان والقدس وساحات الأقصى وكنيسة القيامة والجثمانية والبقعة الفوقا وصور باهر، تشعر بعظمة المكان، ومن لم يزر هذا المكان لن يعرف قيمة جبل المكبر الحقيقية وعلى ماذا يشرف، وفي احدى المرات كان هناك عمودان لهيئة الأمم المتحدة كان واحد منهما لا اسلاك عليه، وقد قررت ان اتسلق عليه ربما لأرى أشياء أخرى لم ارها من الأرض، بدأت بالصعود الى ان تجاوزت أكثر من نصفه فبدأت انظر الى الأفق كان المنظر مرعبا جدا، فأنت عندما تكون بالاعلى تشعر بأن العامود يتأرجح على وشك السقوط، لم يكن يتجاوز عمري في ذاك الوقت التاسعة، بدأت بالبكاء، ولكن قلت في نفسي لن يسمعني احد، سوى ان اتمالك شجاعتي واركز على تنقل يدي وقدمي وابدأ بالنزول، كان يوما لن انساه طيلة حياتي، ولم أعد الكرة مرة ثانية، وتابعت سيري عائدة الى المنزل من اتجاه البلدة، ولكنني شعرت بفرح غامر رغم تغير المكان لأنني ما زلت احتفظ بجماله في ذاكرتي التي لن يستطيع احد ان يسلبني إياه.



#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوالف حريم - قلب الأم
- سوالف حريم - موسم القطاف
- سوالف حريم - بستان الحاج علي
- سوالف حريم - الدوام المدرسي مقدّس
- سوالف حريم -بخاطري صلاة في الأقصى
- سوالف حريم - العيد ليس لنا
- سوالف حريم -صراع القطط
- قائد أسير من بلدتي - حسام زهدي داود علي شاهين زحايكة
- سوالف حريم - قطتي زمرّدة
- سوالف حريم - الثوب الفلسطيني
- كاتب من بلدتي - محمود عطية طافش الشقيرات
- سوالف حريم - كريمة المهندس وحرم الدّكتور
- كاتب من بلدتي - حليمة جوهر
- كاتب من بلدتي - محمد عليان
- فنان من بلدتي - محمود شاهين
- كاتب من بلدتي - د. محمد سالم شحادة
- سوالف حريم - في ضيافتي حيّة
- سوالف حريم - زغردي يا أمّ الجدايل
- كاتب من بلدتي - ابراهيم حسين مسلم جوهر
- سوالف حريم - فضل ذوي الفضل


المزيد.....




- الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد يحتفي بالفنان غالب جو ...
- “هتموت من الضحك ” سعرها 150 جنية في السينما .. فيلم سيكو عص ...
- جوائز الدورة الـ 11 من مهرجان -أفلام السعودية-.. القائمة الك ...
- ما الذي نعرفه عن العقيدة الكاثوليكية؟
- روسيا ترفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لأفغانستان لدى موسكو
- فيلم Conclave يحقق فقزة هائلة بنسب المشاهدة بعد وفاة البابا ...
- -تسنيم-: السبت تنطلق المفاوضات الفنية على مستوى الخبراء تليه ...
- مصر.. الحكم على نجل فنان شهير بالحبس في واقعة قتل ومخدرات
- -فخّ الهويّات-.. حسن أوريد يحذّر من تحول الهويات لسلاح إقصاء ...
- -هيئة الأدب- تدشن جناح مدينة الرياض بمعرض بوينس آيرس الدولي ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حلوة زحايكة - سوالف حريم - ذاكرة المكان