أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صبيحة شبر - الزوجة العربية بين الاديان والمعاصرة














المزيد.....

الزوجة العربية بين الاديان والمعاصرة


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1360 - 2005 / 10 / 27 - 13:08
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نص الدين الإسلامي على الإحسان الى الزوجة وإعطائها حقها والإنفاق عليها والقيام بتلبية حاجاتها المادية من مأكل ومشرب وملبس جميل ومسكن يحافظ على حياة الإنسان ويقيه من حرارة الصيف وبرد الشتاء
كما نص الإسلام على معاملة المراة معاملة حسنة وإرضائها عاطفيا وعدم إرهاقها ، او تكليفها فوق طاقتها ، ولقد جاءت بعض النساء المسلمات الى الرسول ينقلن إليه سوء المعاملة التي يلقينها من الأزواج ، وان الأزواج أحيانا لا يمنحون نساءهم الحقوق الزوجية كلها التي نصت عليها قوانين الزواج ، فنصح الرسول أولئك الأزواج بحسن معاملة الزوجة وإيفاء مالها من الحقوق ، ولقد نزلت الآية المعروفة ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله ) كما أمر الإسلام بالعدل بين النساء اذا ما تزوج الرجل أكثر من امرأة واحدة ، وان خيف من عدم العدل فواحدة ( وان خفتم ألا تعدلوا ولن تعدلوا فواحدة ) وان فسر بعض الفقهاء العدل بان يشتري الرجل لجميع زوجاته نفس الشيء ، وبالمواصفات عينها ، فان التفسير الصحيح هو أن يعدل الزوج في الأمور العاطفية ، فان أي إنسان لا يستطيع ان يحب أكثر من شخص واحد في الوقت المحدد ، أما أولئك الذين حاولوا ان يبينوا ان الرجل بامكانه العدل بين الزوجات في ان يشتري للواحدة فستانا ويشتري للأخرى فستانا بنفس الثمن ، هذا التفسير الخاطيء يتعارض مع عمل النساء وخروج المراة الى العمل ، وأصبحت النساء يقبلن على الزواج ليس للإعالة كما تفعل المراة الجاهلة او غير العاملة ، وإنما للحصول على الدفء والعاطفة والسرور التي لايمكن إرضاؤها الا بالحب المتبادل بين الزوجين ،
قد تعرف السعادة الزوجة المقترنة برجل متدين يخشى الله ويعرف أسس معاملة الزوجة كما جاء في القران ، لانها تبادله الاعتقاد ، وتعرف كما يعرف الفرائض في الإسلام والنوافل ، وتدرك مثله ان الأديان قد حرصت على إرساء دعائم الأسر على مباديء الحب والتعاون والتفاهم بين الزوجين في جميع جوانب الحياة ، قد يرهق المتدين زوجته بارتداء الحجاب ولكن غالبا ما تكون هي متفقة معه على وجوب التحجب ، ولكن الذي نلاحظه اليوم هو تناقض واضح بين الأقوال والأفعال في معاملة الزوجة من قبل الأزواج الذين يدعون بالمعاصرة والتقدمية وأنهم مع إعطاء المراة ما تستحقه من حقوق ، الرجل المتعصرن ما ان يقترن بالمراة ، ويمضي الشهر الأول من الزواج حتى يعود الى سابق عهده من السهر خارج المنزل إلى ساعة متأخرة ، وبعضهم يبقى حتى صباح اليوم التالي ، مع أصدقائه من الذكور او الإناث ، متناسيا ان امرأته أيضا إنسان ، وان حدثتهم الزوجة مستفسرة عن الأمر أجابوا أنهم أحرار ، يعملون ما يريدون ، ولم يسيئوا الى الأعراف الاجتماعية ، بخروجهم المتكرر وسهرهم ، وان المجتمع لايحترم من يطيل المكوث مع زوجته ، احيانا يقولون بلا أي مجاملة وتقدير لشعور الزوجة ، انه لايمكن للرجل ان يحب زوجته طوال عمره ، يتحدثون عن حقوق النساء ثم يتجاهلون تلك الحقوق فعلا ، تصدق المراة العربية مزاعم الرجل انه يؤمن بالمساواة ، ثم تكتشف بعد فوات الأوان ان كل وعوده في بناء الحياة الأسرية السعيدة مجرد كلمات لاتملك قدرة على الصمود ، فتتمنى انها لم تصدق الوعود وأنها بقيت في بيت أبيها ،لا ترهقها الأعباء الاقتصادية ، والأشغال المنزلية ، لكان اسلم لها ، لماذا نحن في هذا الوضع الأليم من التناقض الحاد بين الأقوال والأفعال ، لأنه لا توجد قوانين عصرية تنظم العلاقة الزوجية ، وان الحقوق التي تتمتع بها بعض النساء المتزوجات يعود إلى شهامة الأزواج او إنهم نشاوا في اسر تحترم المراة وتعترف بحقوق الزوجة المتعددة التي نصت عليها الأديان او القوانين الحديثة ، وان كنا في بلداننا العربية لانتمتع بتلك الحقوق العصرية التي استطاعت المراة الأوربية ان تتمتع بها منذ زمن طويل ، حقوق قليلة أباحها الإسلام ، وهذه الحقوق لم تستطع المراة العربية ان تحصل عليها بالرغم من نضالاتها الطويلة ، وهذا الحرمان المستمر ، يرهقها ، يمنعها العديد من الأسباب من المطالبة بحقوقها رغم الإجحاف المؤلم الذي تحيا في ظله، فأي امرأة عربية متزوجة تستطيع ان تشكو إهمال زوجها او عدم مبالاته بها ؟، الا يقيمون الدنيا ولا يقعدونها مدعين ان تلك المراة قد ابتعدت عن النهج القويم ولم ترع حرمة بيتها ونشرت غسيلها أمام الناس ، ولم تحترم أبناءها وإنها قاسية ، لا تستحق الاحترام ولا يمكن أن تكون اما صالحة، لذا تضطر على السكوت لئلا تغضب الرأي العام والعرف السائد ان الرجل المتزوج لايخطيء وان الزوجة عليها ان تصير وتتحمل من اجل الأولاد مرة ومن اجل أبي الأولاد مرة ثانية ومن اجل الناس والأصدقاء وأب الزوج وأمه وعمته وخالاته ، ولكي تبقى أمام الناس تلك الزوجة المخدرة المستكينة التي تسير جنب الحائط مخافة أن يتقول عليها الآخرون ، وبذلك تنتهي الحياة وإذا بها الخاسرة الوحيدة لأنها حاولت إرضاء الجميع على حساب نفسها ، ثم تدرك أخيرا ان رضا الناس غاية لا تدرك ، وان الشباب ولى والحياة توشك ان تودع وهي صامتة ، تقدم جميع ما لديها ، وتحصد النسيان والتجاهل وغمط الحقوق
على المراة ان تترك الخجل جانبا وان تتمتع بحياتها حسب ما تبيحه القوانين الموجودة ، والا تنتظر الإحسان من الآخرين ، والا تنسى حقوقها ، بل تحاول إسعاد نفسها دون ان تتعارض هذه السعادة مع حقوق الآخرين البعيدين عن الاستئثار ، وان تناضل مع المناضلين رجالا ونساء من اجل ان تكون الحياة اجمل واكثر سعادة واشد نضارة وبهاء



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتظار : قصة قصيرة
- سكان جهنم نساء
- المرأة بين التراث والمعاصرة
- المطاردة : قصة قصيرة
- حق الاختلاف
- تغيير المناهج الدراسية ضرورة
- اليوم عيدي
- الديمقراطية في العالم العربي
- المعاملة الزوجية
- امراة سيئة السمعة : قصة قصيرة
- قراءة في ( اسرة الفتنة ) لموفق السواد
- الطبع أم التطبع ؟
- حرية المرأة في الزواج والطلاق
- نازك الملائكة : عاشقة الليل والطفولة
- المرأة بين الماضي والحاضر
- وليمة
- الارهاب .... لماذا ؟
- قراءة في ديوان بلند الحيدري - ابواب الى البيت الضيق
- اليك عني ياهمومي :
- المرأة العراقية والحقوق


المزيد.....




- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صبيحة شبر - الزوجة العربية بين الاديان والمعاصرة