أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى حمدان - إلهة المقاومة














المزيد.....

إلهة المقاومة


مصطفى حمدان
كاتب وشاعر

(Mustafa Hamdan)


الحوار المتمدن-العدد: 4965 - 2015 / 10 / 24 - 11:08
المحور: الادب والفن
    


كما للحُب والجمال إلهة ، وللحرب والقتال إله ، فللمقاومة لها إلهة أيضا
لتبقي نقاء الدَم ، وتحافظ على قيمة التضحية والهدف ، وتنفخ مِن روحها في شرايين المقاوِم ، لتعيش المقاومة ابدية الوجود
بين حينٍ وآخَر ، ومِن عامٍ الى عام
وبيْن تقلُب الفصول ، وما دارَ ولا زال يدور على مسرح الأرض في فلسطين مِن احداث وتغير
يبقى الجُرح ينزِف ، ولَم يلتئم منذ القصف الأخير قبل عام
ولا زال هناك في غرف العناية المركزة في المشافي ! ضحايا القصف الأخير قبل عام
لَمْ يجِف دمَ مَن رحلوا مِنا في آخِر قصف
وما زالَت الحيطان والأسقف مهدومة تحت الركام
مِن أثر عشوائيات صواريخ القصف المجنون الحاقد قبل عام
عام واحد فقط بين الموت القديم والموت الحاضِر
ولا زال الصدى يردد صراخ مَن هوَت عليهم حجارة الأبنية وحديدها
ولم ينطفئ بَعَدْ دخان قنابل العام السابق
عام واحد ، والأطفال كبُرت عاماً آخر
في العراء دون بيت ، دون مكان
بين قسوة القصف وآثاره
ووعود مَن يحلمون بصفقة سلام
بقيت الذاكرة شاهدة على الحدث
وتحتفظ بالصورة الأخيرة ، والتفاصيل الكثيرة
لآخِر قصف ، لآخِر اجتياح ، لآخِر صور للمكان والشهداء
ومنذ ذلك الحِصار الأخير ، ومنذ آخِر قذيفة سقطت على البيوت
لتخلِط الدَم واللحم مع الاسمنت ، التراب والركام
كان هناك وما زال مَن يحاول ان يلجِم غضب الضحية ، وأنين ألَمَها
وكان هناك مَن يتاجِر في جُرحِها
ومَن يحاوِل ان يقبض على مارِد المقاومة ، ليغتال النصر في صدره
عشرون اجتماع ، عشرون قرار ، ومئة مؤامرة
وألف واشي ، مُخبِر وجاسوس
ومزيد مِن الوعود ، كثيراً مِن المساومة
حتى تمردت الضحية وخرجت مِن تحت الأنقاض ، تحمِل جرحها .. دمَها .. لتنتفض مِن جديد
فمِن ركام الأبنية .. يخرج فدائي صغير
ومِن بين الدخان والأنقاض .. تخرُج أطفالاً .. تحمل حجراً وسِكين
لترسُم لوناً جديداً للمقاومة .. لحناً جديد للنشيد القادِم
لتشُق الطريق الوعِرة .. وتُزيل عقبات التأخير في طريق المقاومة .. نحو التحرير
***
يحمِل وجعه .. الآمه .. جرحه ويمضي نحو الهدف
بحجرٍ يلوِح بيدٍ بحجم دبابة
ليُعيد قداسة الأشياء .. لموْضِعها
ليمسَح العار عن جبين الجيوش التي فقدت بوصلة الاتجاه الصحيح نحو عدوِها الحقيقي
يحمِل سكين ويمضي بصدرٍ اكبر مِن نياشين جنرالات الحروب الوهمية
وأحَدَ مِن بنادِق الجيوش المُكدسة حوله
يمضي نحو الهدف .. وحيداً .. بدمِه وجلدِه نحو !
مَن اطال انتظاره.. وشق صدره للريح والعذاب
نحو مَن قتله .. ويقتله كل يوم
نحو مَن يعاقبه على صراخه .. على وجوده .. وبقاءه في الحياة
يمضي نحو الهدف .. ليزرَع سكينه في صدرِ قاتله .. ويسقط
يجتمعون حوْلَ قامته .. يبحثوا في ملابسه .. وطيات جلده .. عن سلاح
لا يجِدوا سوى حجارة صغيرة تملأ جيبه .. وسكين صغيرة في يدِه .. ووجه يملأه السخط
يجتمعون حوله .. ببنادقهم .. ليتركوه ينزِف حتى الموت
يسقط المارد ولا تنحني قامته امام الطغيان
فيسطر بدمِه .. خطوط الطرق المؤدية نحو الحرية .. والتحرير
ويزرَع الرعب في قلب قاتله .. سجانيه .. ومحتليه
***
يتجمع حوله المقايضون ، ويكثُر المساومون
تخرج مِن افواههم .. فقاعات هواء .. وكلمات عابرة
مزيداً مِن المؤتمرات .. طاولات اجتماع .. مياه غازية .. وكثير مِن الورق
ربطات عنق .. أجساد متخمة تملأ القاعات بكروشها الحبلى بالمؤامرات .. وأنواع المساومة ..والتنازل القادم
يختبئوا خلف ظِل الشهيد .. يتسللوا مِن خلفه .. ليخطفوا بطولته !
لينسبوها للفصيل .. والقبيلة
ليتاجروا بدمِه في مزاد المنح .. والخطابات الوطنية
مِن دمه صبغوا أوسمتهم .. وشعار المرحلة القادمة للخنوع
مِن جلده صنعوا .. خيمة المفاوضات القادمة
ومِن عظمِه .. بَنو جسور الدخول الى عواصم المؤتمرات .. وقاعات المؤامرات
وباسمه .. سيتنازلون .. سيوقعون على معاهدات لبيع ما تبقى مِن لحمه .. الى قاتليه .. وقاتل ابيه
***
يبقى الجرح ينزِف ويكبُر .. في طقوس مذابِح المقاومة العنيدة
وتأتي مواسمٌ لتأخُذ معها .. وجوه .. أسماء .. وذاكرة مِن انضموا الى قافلة الشهداء الطويلة
تاركةً خلفها لائحة أسماء الشهداء والجرحى القادمين
معلنة الرفض ..للخنوع ..الذل ..والمساومة
ما دام هناك على الأرض .. قاتلٌ مأجور .. يختبئ ويتحصن خلف الأكذوبة .. وصمت المتساقطين
وما دام هناك سياجاً .. سجون .. ومُحتَل وجنود
سيكون هناك مِن سيعيد للأرض نقاء دَمَ مَن سقطوا على ترابها .. ليصنع ملحمة للمقاومين
وما دام هناك على الأرض حجارة .. وفي الصدر غضب
سيكون هناك .. رجالاً .. نساءً ..وأطفال
سيكون هناك مقاومة
فالمقاومة إله يبقى ولا يموت

مصطفى حمدان



#مصطفى_حمدان (هاشتاغ)       Mustafa_Hamdan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن أمْ دولة ؟!
- اللاجئ والبحر
- الحنين الى الذاكرة
- أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض
- الى جندي إسرائيلي ؟!
- قارة أسمها (غزة)
- أين نحنُ منكِ؟!
- خُذني حبيبي هناك !!
- انتِ حُلْمي البعيد .. وأنا العاشق القريب !!
- ماذا بَعْد !!
- الثالوث المُحرّم
- نشيدُ المِعْوّل
- ملحمة السجن والسجان
- موانئ بعيدة عن الوطن
- القصيدة .. الشاعر .. والوحي
- أحزان الأرض الغريبة
- حرية القلم ... وبيع الذمم!!؟
- سأفعلُ أشياءً أخرى لو إستطعت
- طوبى لمن يبني على الأرض طوبة
- إلى إمرأة لا تختصر وجودها


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى حمدان - إلهة المقاومة