محمد الشوفاني
الحوار المتمدن-العدد: 4965 - 2015 / 10 / 24 - 02:32
المحور:
الادب والفن
إهداء إلى سلمى الشوفاني :
مِنْ أسيرَاتِ زَمانِ القَهْرِ
وَالعَارْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صَبَاحُ الغَضَبِ الأزْرَقِ يَا رُعْباً
عَبُوساً
في الأدْغَالِ ضَارِبْ،
يا زَمانَ غَدْرٍ
سُخْطِي يَتَفَجَّرْ
يَدْفَعُ الجُدْرَانَ الكَالِحَةَ
حَتَّى يَتَنَفَّسْ
يَصْرُخُ مَكْلُوماً فِي رُبُوعِ الشِّعَابْ.
لِمَ يَا زَمَانَ العَارْ
لَمْ يَعُدْ قَلْبُكَ رءوفاً
كَقُلوبِ الكِلاَب.؟
لِمَ أصْبَحْتَ نَذْلاً،
ذَليلاً،
تَطْعُنُ الظِّباءَ فِي ظَهْرِهَا،
لِمَ تُعْلِي عُوَاءَ الذِّئابْ.؟
لِمَ نَقْدُكَ أمْسَى زَائِفاً
لاَ يُنْجِدُ مَظْلوماً
لاَ يُخَفِّفُ عَلَى مَاسَةٍ تَشِعُّ عَذَابْ.؟
في أيَّةِ آيَةٍ يُعْتَقَلُ نُورٌ يُبْهِرُ
في ظَهيرَةِ السَّوَادْ.؟
فِي أيَّةِ أدْغَالٍ يَأسِرُ غُزَاةُ الفَجْرِ
نُسْغَ الحَيَاةِ فِي ثَوْبِ الحِدَادْ
سَجَنُوا جَنَاحَيْنِ رَهِيفَيْنِ
يَا مَليكَةَ النَّحْلِ
خَلْفَ قُضْبانِ الحَجَرْ،
في جَحيمٍ أسَرُوا حَليبَ أمٍّ
بِاجْتِراءٍ بَارِدٍ كَرُخَامِ المَقَابِرْ.
يَا زَمَانَ الفَصْلِ
لَمْ يَعُدْ لِلحَضيضِ قَعْرٌ،
وَمَا كَانَ مِنْ بَلاَئِكَ هَمْساً
غَدا صدَىً صَادِماً علَى الأبْرَاجْ
فَوْقَ القِبَابْ.
أيْنَ يَقِينٌ مَضَى وَكَانَ بَرْداً؟
يَا زَمَاناً خَبَا أمْرُهُ
أيْنَ نَصَاعَةُ وَجْهٍ كَانَ
عَفَّرْتَهُ في التُّرَابْ.؟
لِمَ غَدَوْتَ وَهْماً بِلاَ رُوحٍ
يَا صَرْحَ الدَّمَارِ البَاغِي
يا زمان الخرابْ.؟
محمد الشوفاني
مراكش في 23 ـ 10 ـ 2015
#محمد_الشوفاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟