أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الطيب آيت حمودة - الأمازيغ أبدعُوا (الأرقام الغُبارية ) [ج2] .















المزيد.....

الأمازيغ أبدعُوا (الأرقام الغُبارية ) [ج2] .


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 4964 - 2015 / 10 / 23 - 10:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كان مسلمُو الشرق من العرب وغير العرب تماهُوا مع الأرقام الهندية وساهمُوا في تطوير استعمالها ، فهُم من مصر إلى اليمن وإلى العراق توظف حاليا ( الرقم الهندي) في تعاملاتها وقيدها ، حتى أصبح جزءا من هويتها القومية ، فرغم الجهود المبذولة في استبدالها بالأرقام الغبارية المغاربية إلا أن جدار صد قومي عربي يتمنع عن ذلك لأسباب جلها ذاتي لا موضوعي ، فكيف وأن الأرقام عربية وهم لا يستعملونها ؟؟؟

فإن كان العرب قد تميزو بالرقم الهندي الهوائي ذو الصفر النقطة(.) الذي وصل إلى مغربنا إحتكاكا وتأثرا بالمشارقة غير أن هذا الرقم (الهندي العربي ) الذي أسَاسه تكرارُ رسم (شكل الأهلة) وتمام البدر عند العدد( خمسة ) دائريا ،فهي ( أرقام مُشكلة من هلال وأهلة مركبة ) ، استهجنه الأجداد بدعوى أنّه من صور الوثنية ، فأنتجوا بدلها (الأرقام الغبارية ) ذو صفر الدائرة (0) بحساب عدد الزّوايا في كل عدد، فالواحدُ بزاوية واحدة ، وثلاثة بثلاث زوايا ..... وهكذا ... ، ولعل دور الزّوايا القرآنية الأمازيغية بكثرتها ساهمت في رقيّ الأعداد الغبُارية ونمائها وانتشارها ، و سميّت بذلك الإسم لرش الغبار على لوح يستعمل لإجراء الحساب رسمًا بالأصبع، أو بقلم خاص يسمى غباري .

http://www.ibnamin.com/ghubari_num.gif

°°°لحد الآن لم أعثر على دليل ملموس يخلخل قناعاتي بأن هذه الأرقام ليست أمازيغية ، فقد عُثر بالمكتبة العامة بالرباط على مخطوط قيم لكتاب عنوانه : (تلقيح الأفكار في العمل برسم الغبار) (رقم كـ 222 ) من تأليف أبي محمد عبد الله (أبو عبد الرحمن بن حجاج) المعروف (بابن الياسمين) الذي ولد بفاس أواسط القرن السادس الهجري ،وهو أمازيغي من بني حجاج بقلعة فندلاوة، أخذ العلوم الرياضية عن شيخه محمد بن قاسم ،وقد قال عنه ابن الأبّار في التكملة : "وله أرجوزة في الجبر قرئت عليه وسمعت منه باشبيلية في سنة 587 هـ (ص 531) وكان أحد خدام المنصور ووالده الناصر كما في "الدخيرة السنية" ، وتوجد نسخ من أرجوزته في الجبر والمقابلة بخزائن بارزي ،وبرلين، وأكسفورد ،والاسكوريال والقاهرة، ومن شراح تلك الأرجوزة ابن الهانم ، والقلصادي في كتابه [تحفة الناسمين في شرح أرجوزة ابن الياسمين].

°°°في الجزائر ، وفي منطقة أزرو - يفلان (الجبل المثقوب) من بني ورثيلان ، هناك في قرية - صغيرة تعرف بتلا وزرار، ولجت العالم الرقمي بمكتبتها الغنية بالمخطوطات النّادرة ، بفضل جهد أحد أبنائها (جمال الدين مشهد ) بتفعيل المكتبة وإدخالها عالم الرقمنة بمساعدة هيئات ومنظمات عالمية ، إنها مكتبة أفنيق (خزانة ) [الشيخ الموهوب أولحبيب ] ، في هذه الخزانة توجد حقائق عن الأرقام الغُبارية ، وقد استعان بها المشرف على المكتبة بإنتاج بحث قيم- اعتمدته جامعة ( نابولي الإيطالية) - حول تلك الأرقام التي روج الغرب على أنها عربية ، وما هي بعربية وإنما هي توهمُ وخلط ُ الغربيين فيما بين ( العربي ، والمسلم ) وظنهم بأن كل ( مسلم عربي) ، فالأرقام في تقديري أمازيغية أصيلة إلا أن يثبت العكس ؟ ويمكن الإطلاع على البحث من خلال هذا الرابط :
http://www.islamicmanu--script--s.info/reference/articles/Mechehed-2007-numeration-arabe.pdf


°°°الأرقام الغبارية الأمازيغية تنتقل إلى أوروبا .

مجهودات عديدة بذلت لتحسين الأرقام الغبارية وتطويرها من خلال هذه الصورة (من مخطوطات مكتبة أفنيق) :
[url=http://www.up-00.com/][img]http://store1.up-00.com/2015-10/1445491722521.png[/img][/url][URL="http://www.up-00.com/"][/URL]


لا شك وأن الأمازيغ قبل الإسلام استخدموا الأرقام الرومانية المعقدة ، [CDLXXXVII ] وبعد الإسلام برعوا في استخدام أرقام خاصة بهم عرفت رواجا في بلاد المغرب والأندلس ، وانتقلت تلك الأرقام الأمازيغية الغُبارية نحو أوربا .
°° فأول مخطوط أوربي تضمن الرقم الغباري يحمل اسم ( le codex vigilanus )كتب في عام 976 م ، و في القرن العاشر الميلادي تعلم القس الفرنسي ( جربرت دورياك Gerbert d AURILLAC ) - الذي أصبح بابا الكنيسة الكاثوليكية عام 1000 للميلاد - الأرقام الغبارية عند الأندلسيين ( المُور ) ونشرها في فرنسا وأوربا وسط رجال الدين في الأديرة والكنائس .
°° وبعد قرنين من الزمن وفد َ على الناصرية (بجاية ) التي ما إن مثلها بلد ، شاب إيطالي بزيٌّ PIZA ، رفقة والده المندوب التجاري البيزي في الجزائر ( نسبة لمدينة بيزا الإيطالية ) اسمه [ليوناردو فيبوناتشي leonardo fibonacci] 1170/ 1250 تعلم في أحضان مدارسها وجامعاتها الحساب والرياضيات ، وأعُجب بالأرقام الغبارية ومرونتها ومهارة الناس في استخدامها في تعاملهم التجاري ، ونقل الأرقام التسعة ومعها الصفر نحو بلاده مؤلفا لكتاب Liber Abbaci الذي بسط فيه ما تعلمه من فنون العد والأرقام والحساب والهندسة على أساتذته في جوامع ومدارس بجاية الحمادية .


العالم يكتشف الأرقام في بجاية :
https://www.youtube.com/watch?v=xMNQ3Hhflvg

°°° إن كانت الأرقام عربية ... لما لا يعتمدونها في بلدانهم ؟

جهود عديدة قام بها ذوو النية الحسنة ، ففي مصر دراسات عديدة أثمرت وأنبأت بأصالة الرقم الغباري المغاربي في حضارة الإسلام والمسلمين وكانت دعوة لتبنيه ، وفي العراق فشل مشروع تبني هذه الأرقام فصعب ٌ عليهم ترك ما ألفوه ، واقترح مجمع اللغة العربية بالقاهرة إحلال الأرقام الغبارية المستعملة في المغرب الإسلامي محل الأرقام الهندية المنتشرة في بلاد المشرق العربي بحجة أن الأولى هي الأرقام العربية الأصيـــــــــلة، وفي تونس عقدت حلقة دراسية سنة 1963 غرضها الأساس ( تعميم استعمال الأرقام الغبارية في كل الوطن العربي ) ، والتزمت إدارة الثقافة في جامعة العرب على إصدار تعليماتها الملزمة لكل أعضائها بتبني هذه الأرقام لإبراز وحدتها وتجَانُسها ، وعرضت القضية على المؤتمر الثاني للتعريب بالجزائر1973المكلف (بالرموز والأرقام) بحضور نخب العرب من دولهم العديدة ، غير أن تلك الجهود لم تُثمر نَجاحًا بعدُ لوجود تيارات و تبايُنات في الطرح وتوجسات من تقليد (المغارب) و( الغرب ) ، حتى لا يصدق فيهم حديث [...حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم...].

المبتغى من القول :
وإن حاول الشرق ابتلاع جهد المغاربة واحتوائه وتدجينه في مجالات ( السيف) و(المغامرة ) و(الحضارة)و(الرياضة ) .... ، فإن ( جند الجيل الجديد) قادرٌ على تخليص المختلط من الموروث لتبيان حقائق الأمور ، فالمغاربُ وإن دانوا بالإسلام ، ونطقوا بلسان القرآن ، فهم متميزون في علومهم ، وآدابهم ، وثقافتهم ، وتاريخهم ، وسهولة تأثرهم المتبادل بالجوار المتوسطي والإفريقي .
بجاية في 22/10/ 2015.




#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمازيغ أبدعُوا (الأرقام الغُبارية ) [ج1] .
- الوزير ( قرين ) وشرطة (أورلي ) .
- بلاد الأمازيغ حقل تجارب تطبيقية للفكر السياسي الإسلامي
- شعوب المغرب فيما بين فكري( العريفي) و(أدونيس) .
- وفاء امرأة
- لماذا (يسعد ربراب) فقط ؟
- كسر المفاصل بين [السعيد ] وبقايا [ توفيق ] .
- شياطين [ منى] المنتقمة !
- حقوق الإنسان .. من حراميها إلى حاميها ؟! .
- الأقدام السُّود ... يعُودون هذا الصّيف [ج1]
- الإنسداد الهواياتي في الجزائر.
- الفيلم الإيراني (محمد رسول الله ) المواقف والإنطباعات
- موسم الهجرة نحو الشمال وليس للجوار .
- حول هوية الشمال الإفريقي [1]
- هوية وطن ، أم هوية لغة ؟
- الحيران بين البخاري والقرآن .
- هل السُّنة وحي كالقرآن ؟ [ج1]
- هل السُّنة وحي كالقرآن ؟ [ج2]
- هل السُّنة وحي كالقرآن ؟ [ج3]
- المستشرقون و الإساءة للقرآن .


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الطيب آيت حمودة - الأمازيغ أبدعُوا (الأرقام الغُبارية ) [ج2] .