|
وحدانية لوط واحزانه
ابراهيم زورو
الحوار المتمدن-العدد: 4964 - 2015 / 10 / 23 - 09:17
المحور:
الادب والفن
وحدانية لوط وأحزانه ابراهيم زورو سيدي، الصحراء بعيدة من هنا فلا تشكو من صمت المكان، كل ما هنالك غادرتك نعمة البصر، وحكمة الكلام، معركتك هناك في علو السماء لأعلى الكلام، إن كان يسكن هناك فأنت من ستحبو إليه في قادم الأيام، سيتلو عليك بضع كلام عن خميرتك وما إلتَ إليه بفم شيخ أملىء عليه نشيد مرصع بالعاطفة كي تنام، ليس المطلوب منك أن تحفظه عن ظهر قلب لأنه يعرفك أنت أعمى البصيرة، كوْنه هديل دائري، كل الذين مروا من هنا أصواتهم آثارهم وتقاسيم وجوههم توقيعه لأمر الوجود، ولا تذكرْ اسم أمك، فأنه يعرف تضاريسها شهقة فشهقة من بداية النشوة حتى غسق الصباح، الصحراء بعيدة عن المكان، وأنت تكفكف الواقفين ولست من تجالس في عتبة الوقت، هناك موسى يتأتأ صخباً مع ربه على جبل سيناء، وعلى يساره يداعب سليمان هدده يعلّمه فن الصمت والكلام عن رغبة لا ينتهي، هناك على يمينه سيدنا عيسى يقول لأمه"ياأمرأة" هذا "الجسد يغلفني" ويغلق على الروح مساماته في غضب الكلام، سأهربُ من جسدي كي أطير على صدر أبي نيشان البقاء، هارون مازال يترجم تأتأة موسى لفرعون أن استقم مع الفقراء، فالأغنياء أحياء والفقراء صحراء بل سنابك لخيول التتار يزرعون الموت ليحصدوا قطعة خبز من ركام اليباب، وهنا يونس يحمل رقبة الحوت كصياد يترنح ذات الرخام، بات ليلته في غسق الظلام، ويقول هذا من فضل ربي، لآني مكثتُ في أحشاءه قُدر لي أن أعد تنفسه عند اغتصاب فريسته من بحر الرماد، لوط يشتكي ما الذي فعله رب بي وأين سأدفن وجهي، رغبة قومي ظلاً استفيأ به، ياموسى قل لربك فنحن لا نتقن ذوق الكلام في حضرة ضيفك النازل من سقف الغمام، لما لم يجلب معه قطعة من السماء، فنحن الأنبياء لا شيء سوى أمر الله في نفوسنا يجب أن يطاع، نحن ياموسى لسنا احراراً بل قد نفوز في جنان ربك ببضع اجساد بض لا ستار تجن رغبتنا القائمة كوتد مزروع في نصف السماء، السماء أرجوحة بل رغبة تهتز يميناً وشمالاً وأنيناً ملثماً بشآبيب الصراخ، لم يبق من قومي سواي، ولهذا فأن كلامي غيّر مجرى الحديث، كأن بي مساً أو ربما زكام قومي بات ضيفاً على جيب أنفي، اقتلوني ياسادتي قبل أن أطلب: ما عدا حور العيون ما عدا حور العيون، فأنا اعاني شذوذاً، ومن وحدة تحتل رأسي بأفكار مشين، لكل نبي قوم، ولكل قوم نبي، إلا أنا ياربي، وذاك بيان لرب العالمين، ياموسى قل أن بغل صالح يرفض أن يسمي أباه ويقول متكاسلا ياأخي الحصان خالي، كأنه يخجل من أمر ربك، أي عبرة في هذا المثل، أصبح الخجل مضافة نرتادها عراة أو مكسواً هو عنوان وجودنا، أي أخلاق رسيناه ورسمنا له عقوبة الأعدام، ترى هل أشفع لقومي فأنا خائف من اشتعال رماد رغبتهم في العراء، أنا في طامة كبرى ياأصدقائي الأنبياء، لم أنم طيلة موتي أوصاف قومي تشعل قلق قبري خجلاً وحياء، خائف أنا أن أمر بأحدهم كان يعرفني عتالاً لذنوبه وتقاعست عن مجرى الكلام، إن كان لعصاك مآرب أخرى فقل ياموسى لن أعد أطيل البقاء، رأسي يتكأ على مسند الجرم قبل أن اغفو على غمام الفضيحة يسير في فضاء على مرأى من الناس، ها أنا ذا سأدفن رأسي تحت باطي، أدفن رأسي تحت باطي،، اسماعيل أصبح للخوف صديقاً يجفل من شفرة السكين التي ستصافح رقبته على مجرى موسيقى الأنين، الوتر يلطم وتراً هدوء بجانب الصخب، ويقول ياأبتي تمهل في طيرانك فأجنحتي لم تعد لها طنين أو زئير، خوفي يدفع دموعي وبولي مطرٌ لا يتواتر في هدوءه الجميل، ياأبتي لا تبحث عن مكان في السماء، يصطك أمعائي في غفلة مني، فالقربان جرم لا يعلو به أسمك عند المغيب، ياأبتي لا تبادلني بكبش وهو حيوان في نهاية الأمر، اقتلني، ياأبتي لن أصلح بعد هذا الخوف أبناً لسيد الأنبياء،،، تسائل نوح بعدد الأنبياء يترك سياق النبوة يبحث عن زوجين لبكارة الكلام، وينقذ لغة مازالت قماشها خال من رغبة دموية على هيئة حب مجبول بالخوف والصراخ، ومضى الغراب لعنة للغرباء وعن ارض تنشد عن عذريتها وللمياه تأوهاتها وانبن، الماء نبي صامت يجري في مهاده حنين، والحمام يحمل غصن زيتون من منقاره إلى فم نوح بسلام،،، بين نوح والغراب كالذي بين رب وابليس، ومازال ابراهيم يحصد حضور ويترك رغبته على حبال الخوف ويجعل من ساره أختاً كي يبقى أباً للأنبياء، ويوسف يداعب ذكريات في وضوح البئر أنفها مفتوحة لكلام سوف يرسو على كذب من أخوة السلام، ويرفو أيوب الأنبياء بخيط صبر من وجع الأيام، وقعَ على جسدي اتفاق الايمان ومن عدمه لا يكون سيان إلى أي جهة اميل تميل معي ينابيع دم، وقيح تهرول في مكانها كدموع زوجتي تسخر منها قومي الجهلاء، لاشيء ياسيدي سوى ثيابك رث بال ترمى على موائد الإيتام، كأن خميرة الأصل تبخر في أنوف الفرع لم تعد شعيراتها تهلل لبرودة الجسم عند الانحناء، تستطيع أن تقرأ خوفه ماذا لو راهنوا عليه مرة أخرى فعليه أن يبتعد كي يبقى سجله مربوط بوتد الصبر في سياق الأنبياء،،،
#ابراهيم_زورو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قدسية الهجوم الروسي
-
و...
-
في مفهومي الاصيل والدخيل
-
كن عاقلا من الآن فصاعداً
-
تفسير لغوي لحلم سوري
-
الإيزيدية دين مغلق ..... ردا على الدكتور محمد حبش
-
الصراع العلوي والسني
-
اعطنا نقدنا كفاف ثقافتنا
-
سوريا بخير فاتورة مدفوعة التعب
-
بالجهل وحده يحيا الشرق
-
فلسفة التصريحات في سياسة الرئيس اوباما نموذجاً
-
امريكا ليست نفسها
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|