أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - رسالة بوتين للعالم














المزيد.....

رسالة بوتين للعالم


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4963 - 2015 / 10 / 22 - 15:29
المحور: كتابات ساخرة
    


يبدو أن الزيارة التي قام الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد لروسيا قد فاجأت الصديق قبل العدو، فهي تحمل رسالة للعالم مفادها أن بوتين لا يلعب على الحبلين كما تفعل واشنطن، بل إنه واضح في علاقته مع سوريا وتحديدا مع صديقه وغريمه بشار الأسد، فسياسة الحبلين أو الازدواجية في التعامل مع القضايا المصيرية التي تتبعها واشنطن وحلفاؤها في الغرب والشرق لم تفلح في إقناع العالم أن أمريكا تحارب الإرهاب، بل ازداد العالم ثقة بأن واشنطن تمارس الإرهاب بأنواعه المختلفة فضلا عن أنها تكرس مبادئ الإذلال والعبودية التي دأبت على نهجها طوال علاقاتها مع الدول النامية والمغلوب على أمرها.
بوتين كان ينصت جيدا لما يقوله الأسد ويشرحه عن الوضع المتأزم جدا في سوريا، سببه تركيا وقطر والسعودية وواشنطن، دول تمارس لعبة كسر المقاومة في المنطقة، تلك المقاومة التي وقفت شوكة في حلق الصهاينة المجرمين، واليوم وبعد أن تلهت كل من سوريا وحزب الله وإيران بمشاكلها الداخلية وأزمات المنطقة رتع الصهاينة في فلسطين كالكلاب الشاردة تبحث عن طرائد سهلة فإذا بهم يواجهون حرب السكاكين والحجارة، كان بوتين طوال جلسته مع الأسد ينصت بإمعان لما يبديه الأسد من امتعاض كبير لدول المنطقة التي ترعى الإرهاب، ومن أمريكا التي تدّعي أنها تحارب الإرهاب، وهي في الوقت نفسه تغذيه عبر سلسلة من التوجهات آخرها رفضها القاطع التدخل الجوي الروسي في العراق لتفكيك شبكات الإرهاب، مما يجعلنا موقنين أن أمريكا لا تريد إنهاء الأزمة في العراق وهي المستفيدة الأولى من خيراته ترتع وتلعب كيفما يحلو لها، لا تريد شريكا مثل روسيا في المنطقة، فسارعت لتحذير العبّادي من مغبة استدعاء القوات الروسية للعب دور في العراق.
وبعد أن أثبتت الضربات الروسية نجاعتها إلى حد كبير، رغم ما يحاك ضدها من محاولات لتثبيط التدخل الروسي في سوريا، رأى بوتين أن يكافئ الرئيس الأسد ويخرجه من محنته التي أدارها طوال 4 سنوات في قفص القصر الجمهوري بدمشق، أراد أن ينفّس عن كربه ويمنحه أملا جديدا في الانتصار، والوقوف على قدميه من جديد بعد أن فتك الإرهاب ببلاده ولم يعد قادرا على حسمه عسكريا لوحده، احتاج فيه إلى شريك حصيف وصريح وحاسم فلم يجد إلا روسيا بوتين، الذي اتسم بالحزم والحسم في معالجة الأمور مع الفارق.
فسحة من الأمل للرئيس الأسد وضربة قاصمة لأولئك المتشككين في قدرة الأسد على الوقوف من جديد، غيّرت من موازين القوى في العالم، فهاهي تركيا تتراجع من جديد لتقبل بمشاركة الأسد في المرحلة الانتقالية بسوريا، وهاهي دول الغرب تسقط تدريجيا لتقبل هي الأخرى أن يكون الأسد محورا أساسيا في أي حوار يقع، لتبقى أمريكا تولول بين هذا وذاك، ويستمر الجدال، ويستمر الخداع الأمريكي في تضليل الرؤية نحو السلام، خدمة للصهاينة المجرمين، ولكن الدب الروسي له كلمته أو له ما يقول.
هذه الزيارة التاريخية جعلت القوى التي تعارض سوريا تتجمد في مكانها، بل وتحدث تغريدات على خيوط الموسيقى الحزينة في فشل المخطط الصهيوأمريكي في تغيير وجه المنطقة لكن التشبث بالمكان والأرض جعل السوريين لا يفقدون الأمل في مواجهة كل من أراد ببلادهم سوءا أو سوّلت له نفسه الاعتداء على كرامتها، بل تبعث برسائل للعالم أجمع أن السوريين صامدون يواجهون قضيتهم بكل ثبات، وأنهم موقنون أن الاحتلال سيزول وستبقى الحرية عنوان المكان الذي ألفوه، وستبقى سوريا أبية منيعة منتصرة في كل الحروب وعلى كل المعتدين.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذرا أخي نوبل!
- علاقات مشبوهة في العمل
- هل جنّالإعلام العربي؟
- العالم يتراجع والأسد يتألق
- خرافات السياسة الحديثة
- إنه الطفل الذي علّم العالم درسا
- للكتابة مذاق خاص
- ماذا تنتظرون أيها العرب؟
- اتقوا الله يا مرتزقة إسرائيل!
- الإسلاميون والانتخابات
- الرسول يحب النساء
- أبدعوى الجاهلية تحاربون يا من تسمون أنفسكم مسلمين؟
- لماذا ترفض المرأة البقاء في بيتها؟
- ما أبشع الديمقراطية الحديثة
- العرب على كرسي الإعاقة
- العالم ينتقم من المرأة
- أين الدكتور القرضاوي؟
- العالم يعيش نكبة تاريخية
- الإرهاب يضرب في الأعماق
- أنا إنسان


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - رسالة بوتين للعالم