أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الطيب آيت حمودة - الأمازيغ أبدعُوا (الأرقام الغُبارية ) [ج1] .















المزيد.....

الأمازيغ أبدعُوا (الأرقام الغُبارية ) [ج1] .


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 4963 - 2015 / 10 / 22 - 09:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


°°°بعض الأمم تبدع ، وأخرى تنسبُ الإبداع والإنتاج لنفسها ، فالحضارة الإسلامية بتنوع إثنياتها هي ( حضارة إسلامية) والعرب رافد يسيرٌ فيها ، غير أن ( هوس العروبة) جعل من جهد الأعاجم عربيا ، فجل علماء الإسلام من أرومة غير عربية ، حتى [ الخوارزمي] صاحب الوثبة في (علم الرياضيات و الأرقام واللوغاريتمات ) هو فارسي الأصل والفصل والتفكير .
كثير من إبداعات واختراعات ( المسلمين العجم ) نسبت للعرب زورا ويهتانا ، من جملتها ( الأرقام التي قيل عنها عربية ؟؟).

°°°خرج العرب من صحرائهم بلا رصيد حضاري قوي يؤثرون به سوى ( كتاب الله ) وسيفٌ مسلول لنشره خارج شبه جزيرة العرب ، فكانت دولتهم الناشئة في حاجة إلى أنظمة تساير عصرهم ، فاقتبسوا من أمم الجوار الذين كانوا أكثر تفوقا ، فتأثروا بنُظم الهند والفرس واليونان والرومان ، فكانت (دار الحكمة) في بغداد زمن الرشيد والمأمون منشغلة بالإقتباس من تجارب الأمم وعلمها ، ومن جملة التأثيرات التي وصلت للمسلمين ( الأرقام العددية) .

°°° تميز المغارب الأمازيغ عن المشارق .

كل الطرق التي سلكتها أثبتت لي بان الأرقام المتداولة في عالمنا الإسلامي الواسع ( أصلها هندية ) سواء منها [ الهوائية] أو [الغبارية] ، فالمبحر في أرض الله يكتشف أن المشارقة يستعملون في عدهم وحسابهم الأرقام الهنديةالتي صفرها نقطة (١-;--٢-;--٣-;--…). والمغاربة الأمازيغ يستعملون الأرقام الغبارية ( 1-2-3-4 .....) التي صفرها دائرة ،فالمغاربيون الأمازيغ بحثوا عن التميز عن المشارقة منذ بدايات الإسلام ، فدانوا بالمذهب الخارجي نكاية في بني أمية ، ثم المالكية فقها و أشعرية عقيدة ، وكان لهم تراث أدبي مميز ، و ( خط مغربي ) بالغ الجمال ، وقراءة ٌ للقرآن ( وقفية ) لا زالت جوامعُنا تردد صداه ، وتفكيرهم الذي ناقض الشرق برز جليا في إسهامات ابن حزم ، وابن رشد ، وابن طفيل ، و ابن رشيق ، وابن خلدون ، ومحي الدين بن عربي .... فالمغارب الأمازيغ لهم ثقلٌ في الموروث الإسلامي لا ينكره إلا جاحد .

°° الأرقامُ هندية وليست عربية .

رغم محاولة العرب نسب الأرقام لنفسهم بأن جعلوها عربية ، إلا أن البحث والنبش أثبت أن العرب لم يبذلوا أي جهد يذكر في وضع منظومة الأعداد ، فكل ما في الأمر أن المسلمين العجم ويخاصة الفرس منهم قد نقلوا الأعداد الهندية إلى بلاد الإسلام زمن الخلافة العباسية ، ففي (عهد المنصور) العباسي وفد عالم فلكي هندي إلى بغداد ومعه كتاب في الفلك والرياضيات والأعداد التسعة للمبدع الهندي( براهما جوبتا)، في حدود سنة 628 ميلادي ، وأمر المنصور ترجمة الكتاب للعربية ، و عُهد الأمر للفلكي محمد بن ابراهيم الفزازي الذي الف على منواله كتاب (السند هند) ، وحدثت وثبة زمن المأمون العباسي علي يد العملاق ( الخوارزمي الفارسي ) الذي ألف كتابا عن الأرقام الهندية عرف في الغرب باسم ( Algoritmi de numero Indorum) ، وما يؤكد النظرة هو قول ( أحمد سليم سعيدان) أستاذ تاريخ العلوم في الجامعة الأردنية وعميد كلية العلوم فيها سابقا وعضو مجمع اللغة العربية الأردني ، وهو من طليعة المشتغلين بتاريخ علوم الرياضيات عند العرب قائلا :
(...لا شك في أن أرقامنا - سواء منها المستعملة في المشرق باسم الأرقام الهندية ، أو المستعملة في بلاد المغرب باسم الأرقام العربية - هي هندية الأصل ...) .


°°العرب والمسلمون وحساب الجمل .

فالمسلمون والعرب كانوا يستعملون قبل انتشار الأرقام الهندية وما آلها من تطوير نظام [ حساب الجُمل ].
حسب الشكل أدناه ، فقد وجدت وثيقة عن ذلك في مكتبة الموهوب أولحبيب ببني ورثيلان ، مفادها أن المسلمين وإلى وقت مـتأخر كانوا يستعملون حساب الجمل في تدوينهم ، فجملة ( شفعج ) في هذه المنسوخة التراثية الأمازيغية قيمتها العددية هي 1873 ،


وقد سبق لابن خلدون الذي عاش في القرن مخضرما بين القرنين الرابع والخامس عشر أن أشار في مقدمته إلى هذا النوع من الحساب وأفرد مثالين منه : ( رف) = 280 ، و ( رك ) = 220 , وعلى منواله نجد أن (سمج ) قيمتها (343) و العدد ( 45 ) يقابله بحساب الجمل حرفا الهاء + الميم (هم ) وهكذا .......... فعندما نريد التأريخ للسنة الحالية نقول عبارة :( ششيه ) ، فالشين مضاعفة تعني ألفين ، والياء عشرة ، والهاء بمرتبة الآحاد قيمتها خمسة .

الغريب في الأمر أن للمغاربة الأمازيغ ترتيب خاص للحروف يخالف عرب المشرق ، فإن كانت رُتبة الآلاف عندنا في المغرب هي حرف[ ش ] فإن المشارقة العرب هي حرف [ غ] حسب الجدولين أسفله ،
فهي عند الأمازيغ :
ابجد ، هوز ، حطي ، كلمن ، سعفظ ، قرست ، ثخذ ، ضغش



وعند عرب المشرق :
ابجد ، هوز ، حطي ، كلمن ، سعفص ، قرشت ، ثخذ ، صظغ .


قيمة وترتيب الحروف عند عرب المشرق .

فالفارق بينهُما هو(ترتيب ) خمسة من الحروف هي : (ظ) ( س ) (ض) ( غ) ( ش) .

فالمغارب الأمازيغ والمشارق العرب [1] كلاهما ساهما في بلورة وتطوير حساب الجمل عبر الزمن .
وكل ذلك يوضح أن المغارب الأمازيغ عبر تاريخهم الإسلامي يعبرون غالبا عن تميزهم في شتى مجالات الحضارة .
وسنتعرف لاحقا عن دورهم في تثمين وتطوير [الأرقام الغبارية المغاربية ] وكيف انتقلت إلى أوروبا لتغدو رقما عالميا صعبٌ زحزحته في سجلات التعامل الدولي .
-----------------------------------------------------------------------------------------
[1] المهتمون بحساب الجمل حسب مبحث ( جمال الدين مشهد) كثيرون سواء في المشرق أو المغرب :
فقد رجح أن يكون الأتراك خلال القرن التاسع الهجري (857) هم من بدأ حساب الجمل وذكر من المشارقة :
سبط المراديني 1422/1506 فلكي ورياضي / أبو معشر الفلكي البلخي الفارسي (787/886 ) الأكثر شهرة في الفلك عند المسلمين / جلال الدين السيوطي (1445/1505 ) في كتابه الرحمة في الطب والحكمة .
ابن العربي (1165/ 1240 )/ والبتاني في زيج الصابي / وغياث الدين الكاشي الفارسي في مفتاح الحساب .

اما في المغرب الأمازيغي الإسلامي فقد برع عديد من الفلكيين الذين استخدموا حساب الجمل في أعمالهم وأبحاثهم وتأليفهم منهم :
أبو العباس السبتي المغربي / محمد بن ناصر الدّرعي ،/ الحطاب يحي بن محمد ، وكتابه(وسيله الطلاب لمعرفه الليل والنهار بطريق الحساب) ، / المكناسي محمد السباق الرضواني المهتم بالرياضيات / المراكشي اين اللبانة الخ ...
ومن الجزائرتخصيصا : ابن سبعين عبد الحق ، الحيرالي علي بن حسن البجائي ، / أحمد بن علي البوني (1125) ( صاحب شمس المعارف الكبرى) ، / الفقيه عبد الرحمن الأحضري البسكري (1515/ 1575) صاحب السراج في علم الفلك، / محمد الحباك التلمساني ، (1463)صاحب تحفة الحساب في أعداد السنين والحساب / ابن قنفذ القسنطيني( ، 1340/ 1407 ) صاحب كتاب سراج الثقات في علم الاوقات.



#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوزير ( قرين ) وشرطة (أورلي ) .
- بلاد الأمازيغ حقل تجارب تطبيقية للفكر السياسي الإسلامي
- شعوب المغرب فيما بين فكري( العريفي) و(أدونيس) .
- وفاء امرأة
- لماذا (يسعد ربراب) فقط ؟
- كسر المفاصل بين [السعيد ] وبقايا [ توفيق ] .
- شياطين [ منى] المنتقمة !
- حقوق الإنسان .. من حراميها إلى حاميها ؟! .
- الأقدام السُّود ... يعُودون هذا الصّيف [ج1]
- الإنسداد الهواياتي في الجزائر.
- الفيلم الإيراني (محمد رسول الله ) المواقف والإنطباعات
- موسم الهجرة نحو الشمال وليس للجوار .
- حول هوية الشمال الإفريقي [1]
- هوية وطن ، أم هوية لغة ؟
- الحيران بين البخاري والقرآن .
- هل السُّنة وحي كالقرآن ؟ [ج1]
- هل السُّنة وحي كالقرآن ؟ [ج2]
- هل السُّنة وحي كالقرآن ؟ [ج3]
- المستشرقون و الإساءة للقرآن .
- آية الرجم التي أكلها العنز ؟!


المزيد.....




- عراقجي يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عدم الخضوع للض ...
- -أونروا-: مخازن الأغذية في غزة أصبحت فارغة والقطاع على شفا م ...
- قوة الردع الخاصة في طرابلس تعلن إنجاز أكثر من 800 قضية خلال ...
- الاستخبارات الخارجية الروسية: الفاشية الأوروبية هي العدو الم ...
- اكتشاف طريقة معالجة الدماغ البشري للمشاكل الجديدة
- علماء صينيون يطورون روبوتات مجنزرة على شكل حلزون
- نظام غذائي يحمينا من الالتهابات المعوية الخطيرة
- تجربة واعدة تحدد -الوقت المثالي- لاستخدام بخاخ الربو الوقائي ...
- -كوفيد الطويل الأمد- والخرف المبكر.. تحذيرات من علاقة محتملة ...
- فان دام يعرب عن محبته لبوتين ورغبته في القدوم إلى روسيا ليصب ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الطيب آيت حمودة - الأمازيغ أبدعُوا (الأرقام الغُبارية ) [ج1] .