فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 4962 - 2015 / 10 / 21 - 11:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد صبر طويل ومعاناة مرهقه انطلقت صرخة جريئة وشجاعة مشحونة بالأمل والرجاء لشريحة المتقاعدين من السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي الذين يأملون أن تكون هذه الصرخة الشريفة بمستوى آلامهم ومعاناتهم في العدالة والإنصاف، لأننا أصبحنا في زمن تمسك الإنسان فيه قوتان قدرة يمضي بها فيدرك فيطمئن، أو صبر يقعد به فيعجز فيطمئن ولكنه متى امتحن بشيء لا يقدر عليه وهو مع ذلك لا يصبر عنه، فقد يصبح في حالة لا إنسانية ولا وحشية ولا دونهما ولا فوقهما إذ يسلط عليه كل القوى التي في داخله تدفعه بأشد عنف إلى القوى المحيطة به والمحيطة به ترميه إلى التي في داخله، فما أن يزال مرتطماً بين هذه وتلك وكأنه لشدة وقعها يحطم تحطيماً بين مطرقتين. هذا هو حال المتقاعد الذي يستلم شهرياً راتب (أربعمائة ألف دينار) هو وعائلته وإيجار البيت مما دفع بالكثير منهم إلى سحب أولاده من كراسي الدراسة ودفعهم للعمل من أجل توفير لقمة العيش في الوقت الذي نسمع ونرى أن البعض تتجاوز رواتبهم الشهرية (عشرات الملايين من الدنانير).
رب سائل يسأل : هل أن هؤلاء خلقت لهم (معدة) تختلف عن (معدة) الآخرين ؟
نحن المتقاعدون أصحاب الأيدي البيضاء الذين كانت أعدادنا لا تتناسب مع حجم الأعمال المكلفين بها، فكنا نحمل الأضابير إلى بيوتنا كي ننجز أعمال المراجعين على حساب راحتنا، فهل نكافأ براتب لا يسد رمق إنسان واحد وليس عائلة ؟
نحن الشريحة الواسعة من المتقاعدين كلنا أمل ورجاء بهذه الصولة الشجاعة والشريفة من السيد رئيس الوزراء التي تجسد الإنسانية والعدالة الاجتماعية لكل إنسان حسب عمله وطاقته وجهده ومسؤوليته وسوف يسجل التاريخ بحروف من نور هذه الصرخة الجريئة على جبينه حينما تستعرض الأجيال القادمة أمام منصته سنشاهد تلك الصرخة الشجاعة على جبينه.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟