دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 4961 - 2015 / 10 / 20 - 11:38
المحور:
الادب والفن
الزيزُ العاجز، بقيَ لوَهلةٍ ملوّحاً قوائمَهُ في الهواء بحركة تعبّرُ عن وداع العالم.
كان غافلاً، يتمتع بقيلولة ظليلة، وقتَ هجوم الدبّور. أخذه هذا على حين فجأة، فيما كان ملتصقاً بجذعٍ رطيب لشجرة جوز. وإذاً، ثمّة على طرفِ طريقٍ غابيّ، يُعتبر مَعْبراً لجماعة النمل، وجدَ الزيز نفسه في وضعٍ لا يُحسد عليه: كان قد وقعَ على ظهره، المغطى بالدرع الأخضر، الصقيل والجميل كسبيكة ذهبية.. والثقيل أيضاً كلعنة. لقد أدركَ، ولا شك، أنه سيصبح عاجلاً فريسة سهلة لطابور النمل، المغادر مملكته بانتظام بحثاً عن رزقٍ. وإذا كان درعُ الزيز هوَ الملامُ هنا، فلأنه بفتنة منظره كان أيضاً مهوى أفئدة الأطفال: حقَّ لصاحبنا الزيز أن يتذكّر الآنَ ( أجل ولِمَ لا! )، كيفَ وقعَ يوماً بأسر أحدهم، فحبسه داخل علبة كبريت مع ثمرة توت. آنذاك، كان الطفلُ يخرجه من محبسه بين فينة وأخرى، لكي يتمتع بمنظر طيرانه وصوت أزيزه. ولكن الزيز تمكّن تلك المرة من الإفلات بسبب وهن الخيط، المعقود بإحدى قوائمه.
كذلك كان الحالُ، حينما حوصرَ الزيزُ أخيراً بجماعة النمل. هؤلاء، يبدو أنهم اختلفوا على الطريقة الأجدى لنقل قنيصتهم: أيعْمَدون مجتمعين لجرّها إلى المنملة وهيَ حيّة، أم يقوم كلّ منهم بانتزاع أحد أعضائها فيمضي به. في الأثناء، صدرَ هديرٌ هائلٌ ما لبثَ أن تسبّبَ في إدخال البلبلة والفوضى بجماعة النمل: عربة صغيرة، كانت عندئذٍ تمرّ على الطريق الغابيّ، حيث برز من مقدمتها رأسُ طفل مغطى بالشعر الأشقر. هذا الولد، غير المتجاوز عمره الخمسة أعوام، ما عتمَ أن أنقذ الزيزَ من براثن مهاجميه كي يحتفظ به لنفسه.
قبل قليل، كان الزيزُ العاجز يتذكّر حكايةَ أسرِهِ من لَدُن صبيّ صغير.
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟