|
إطلالةٌ على المشهد في الأقليم
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4960 - 2015 / 10 / 19 - 23:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مادُمتُ أكتبُ بالعربية .. فأني أستهدفُ القارئ العربي أساساً ، لكي يَطّلِع على مُجريات الأمور ، وأيضاً القارئ الكردي الذي يعرف العربية .. وبما أنني أتحدثُ في هذه المقالةِ عن الوضع في كردستان العراق ، وعن الصراعات بين الأحزاب الكردستانية .. فلا ضَير من هذه المُقَدِمة : * الأحزاب الكردستانية تلعب في ساحتَين : الساحة الكردستانية المُعتَرَف بها عراقياً وحتى أقليميا ، والتي حدودها منذ 1991: أربيل والسليمانية ودهوك . وكذلك في الساحة التي إستجدتْ بعد 2003 والتي إنضمتْ إليها كركوك وسنجار ومخمور وسهل نينوى وخانقين .. الخ . * اُكّرِر ما قُلتهُ منذ سنوات : الحزب الديمقراطي الكردستاني ، ونتيجة لعددٍ من المُعطيات المحلية والأقليمية ، فأنهُ يحكم السيطرة على محافظة دهوك وأربيل ، ومعظم المناطق المتنازَع عليها في نينوى ( مثل مخمور وسنجار وسهل نينوى ) ويستميت للمحافظة على موطأ قدمٍ في كركوك وأنحاءها . في حين ان الإتحاد الوطني الكردستاني ، يُسيطِر على السليمانية وحلبجة وكرميان ومعظم كركوك ، ويُحاوِل جاهداً المحافظة على موطأ قدم في نينوى . أي ان هنالك نوعُ من التوازُن بين الحزبَين ، على الرغم من حصول الديمقراطي على 38 مقعد في الإنتخابات الأخيرة والإتحاد على 18 مقعداً فقط . * حركة التغيير التي دخلتْ الى الساحة بِقُوة بحصولها على 24 مقعداً .. إلا أنها لا تمتلك [ قوة عسكرية او ميليشياتية أو أسايش ومُخابرات ] ، كما لاتستحوذ على قطاعات مالية أو إقتصادية أو نفطية . فبذلك ( لاتمتلك أدوات الضغط والتأثير ، حسب المعايير الكردستانية ) .. فأن أقصى ما تستطيع أن تفعلهُ ، هو : مُحاولة جَر الإتحاد الوطني إلى جانبها ، وتشكيل جبهة قوية ضِد الحزب الديمقراطي ، بالتفاهُم مع الإحزاب الإسلامية أيضاً . * حركة التغيير ، نجحتْ خلال السنة الماضية ، في رص صفوف كُتلةٍ تضم الإتحاد الوطني والحزبَين الإسلاميَين ، للوقوف بِوجه الحزب الديمقراطي . ولا سيما في تفصيلة : شكل نظام الحُكم وطريقة إنتخاب رئيس الأقليم وصلاحياتهِ . وترجُمة ذلك فيما يلي : إعتبار ولاية مسعود البارزاني منتهية في 19/8/2015 وغير قابلة للتمديد او التجديد . وايضاً التركيز على عدم شفافية ملف النفط عموماً وإتهام الحزب الديمقراطي ، بأنه وراء الأزمات المتلاحِقة . * بالمُقابِل .. فأن الحزب الديمقراطي ، بإمتلاكهِ ورقتَين ، يلعبُ بهما بِمهارة : ورقة ( ضمانهِ الى حدٍ ما ، لنصف أعضاء الإتحاد الإسلامي الكردستاني ، من محافظة دهوك ، ووقوفهم على الحياد ، أي بتعبيرٍ آخر ، معارضتهم لرفاقهم من السليمانية وأربيل ) . وورقة ( ضَمان عدم قُدرة قيادات مُهمة في الإتحاد الوطني ، لمُسايرة توجهات حركة التغيير " الى النهاية " ، بسبب المصالح الكُبرى المُتشابكة ، لهذه القيادات ، مع مصالح الحزب الديمقراطي .. وعلى سبيل المثال مصالح كوسرت رسول وقباد طالباني ووالدته وعمر فتاح وعماد احمد وغيرهم .. ألخ ) . أي أن الحزب الديمقراطي ، يدرك أنهُ إذا جّدَ الجَد ، فأن نصف الإتحاد الإسلامي وعددٌ مهم من قيادات الإتحاد الوطني ، لن يستطيعوا الخروج من دائرة نفوذ الحزب الديمقراطي ! . * لهذهِ الأسباب أعلاه .. عمدَ الحزب الديمقراطي ، إلى الخطوات الأخيرة المتمثلة في : منع رئيس البرلمان من حركة التغيير ، من دخول أربيل / إعفاء وزراء حركة التغيير في حكومة الأقليم من مناصبهم / مُحاولة إستبدال النائب الثاني لرئيس مجلس النواب العراقي وكذلك وزير الهجرة والمهجرين في الحكومة العراقية ، وكلاهما من حركة التغيير . .............................. - رغم ان قيادات الإتحاد الإسلامي الكردستاني ، تُؤكِد على وحدة حزبهم ، فأن الوقائع تُشير إلى إنقسامٍ بين سوران وبهدينان .. وأن إسلاميي بهدينان ، مّيالون للتفاهُم والتنسيق مع الحزب الديمقراطي ! . - حركة التغيير كوران ، كانتْ تأملُ بمواقف أكثر جدية وصرامة ، من الإتحاد الوطني والأحزاب الإسلامية .. بالنسبة إلى منع رئيس البرلمان من دخول أربيل وإستبعاد وزراء الحركة . وكما يبدو فان حركة كوران ، تشعر الآن بأنها تُرِكَتْ وحدها .. وأن الإتحاد الوطني والإتحاد الإسلامي .. رُبما يعملان اليوم ، على جَني المكاسب بعد تهميش حركة التغيير ! . .......................... يقول المؤمنون بالقانون والشَرع والأعراف ... أن ما قامَ بهِ الحزب الديمقراطي الكردستاني ، مُؤخراً ، من خطوات .. بعيدٌ كُل البُعد ، عن الديمقراطية والدستور . لكن ... متى كانَ القانون يحكُم أفعالنا في هذه المناطِق من العالم .. ومتى كانتْ الديمقراطية ، نبراساً لنا ؟! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إيجابيات أوضاعنا الراهِنة
-
بين أربيل والسليمانية
-
الذُباب .. ومُؤخرة الحكومة
-
لايُمكِن أن يستمر الوضع هكذا
-
الغَضَبُ والعَجز
-
أينَ هي الحقيقة ؟
-
هل تعرف الحِساب ؟
-
الدنيا حظوظ
-
المُؤتمَر السادس ل PYD
-
( بِسَبَبِكَ .. أصبحتُ بعثِياً )
-
الأفكارُ أم الكباب ؟
-
أحزابٌ سياسية أم شَرِكات ؟
-
هل أنتَ حِزبي ؟
-
عتابٌ على ( حمه حاجي محمود )
-
الراتب الأوَل
-
القّارة العجوز
-
إبداعٌ في التحايُل
-
شيلادزى
-
العريف بنيامين
-
شطرنج
المزيد.....
-
فيضانات قاتلة تجتاح البوسنة والهرسك.. ونشر الجيش في المناطق
...
-
-طيران الإمارات- تحظر أجهزة -البيجر والووكي توكي- على متن طا
...
-
فرنسا تنظر في طلب إفراج مشروط عن أقدم سجين عربي في العالم (ص
...
-
الصحة اللبنانية تعلن مقتل 25 شخصا وجرح 127 جراء الغارات الإس
...
-
-كأنما ضُربت بقنبلة ذرية-، شهادة جرّاح بريطاني تطوّع للعمل ف
...
-
مراسل RT: معظم الأسلحة المضبوطة في أوغليدار مصنوعة في الولاي
...
-
فرنسا تنظر في طلب إفراج مشروط عن أقدم سجين عربي في العالم (ص
...
-
مشاهد خاصة بـRT لقصف إسرائيلي طال برج البراجنة في ضاحية بيرو
...
-
مياه الأمطار تدمر سدا في إقليم ألتاي الروسي
-
العلم الروسي يرفرف على أسطح مباني مدينة أوغليدار المحررة
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|